وساطة لوكاشينكو توقف تقدم «فاغنر»... و«تنفي» بريغوجين إلى بيلاروسيا

الكرملين يعمل على التخلص من آثار التمرد وواشنطن تنتظر «الفصل الأخير»

«فاغنر» تنسحب من روستوف إلى معسكراتها (أ ف ب)
«فاغنر» تنسحب من روستوف إلى معسكراتها (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- مستقبل وزير الدفاع الروسي على المحك

انسحبت قوات «فاغنر» من جنوب روسيا، إلى معسكراتها، بعدما أوقفت زحفها إلى العاصمة موسكو، بموجب اتفاق وضع حداً لتحدٍ لم يسبق له مثيل لقبضة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة منذ عام 1999، في حين يعمل الكرملين على التخلص من آثار التمرد القصير الذي أثار مخاوف من حرب أهلية في الدولة النووية الكبرى.

وبعد نحو 24 ساعة من الترقب عالمياً في شأن مسار أحداث، شهدت سيطرة «فاغنر» على مقرات قيادة للجيش الروسي وتقدم أرتالها في اتجاه موسكو، نزع فتيل الانفجار بتوصّل الكرملين وزعيم «فاغنر»، ليل السبت، إلى اتفاق يوقف بموجبه يفغيني بريغوجين تمرده ويغادر إلى منفاه البيلاروسي، إثر وساطة من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، على أن يعود مقاتلوه إلى قواعدهم مقابل ضمانات لسلامتهم.

غير أن التمرد الذي تم إجهاضه، أثار تساؤلات كبرى حول مدى إحكام بوتين لقبضته على بلد يحكمه بيد من حديد، منذ ما يزيد على عقدين.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن تمرّد بريغوجين، «شكّل تحدياً مباشراً لسلطة بوتين».

وتابع في تصريحات لشبكة «سي بي إس»، أمس، «يثير هذا الأمر تساؤلات كبرى، ويظهر وجود تصدّعات حقيقية».

وقال إن الاضطرابات التي نجمت عن التحدي غير المسبوق لسلطة بوتين لم تنته بعد على الأرجح وقد تستغرق أسابيع أو شهوراً.

وأضاف: «من المبكر الحديث عن مستقبل عناصر فاغنر... ولم نر بعد الفصل الأخير من قصة تمرد فاغنر على روسيا».

من جانبه، رأى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن «أسطورة وحدة روسيا في عهد بوتين انتهت».

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت مؤشرات قبل أيام على أن بريغوجين كان يحضّر للتحرّك ضد مؤسسة الدفاع الروسية.

وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن بوتين أُبلغ بأن بريغوجين، يخطط للتمرّد قبل يوم على الأقل من تنفيذه.

ورغم تراجع حدة التوتر بعد وقف «فاغنر» زحفها نحو موسكو وانسحابها من روستوف وفورونيج وليبيتسك (جنوب)، أمس، لكن «التمرد القصير» كشف عن نقاط الضعف لدى الجيش، إذ استطاع المرتزقة، التحرك من دون عوائق إلى مدينة روستوف أون دون (جنوب)، والتقدم مئات الكيلومترات نحو موسكو.

وكان الحليف السابق لبوتين، أعلن أن قراره التقدم نحو العاصمة الروسية، يهدف إلى طرد القادة الفاسدين وغير الأكفاء الذين يلومهم على إفشال الحرب في أوكرانيا، خصوصاً وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي يشغل منصبه منذ أكثر من عقد، والذي أصبح مستقبله على المحك بعد التمرّد.

ويرى مدير المرصد الفرنسي الروسي أرنو دوبيان، أنّ «المنتصر الأكبر هو لوكاشينكو» أما «الخاسر الأكبر فهو شويغو».

وشوهد بريغوجين، وهو يغادر المقر العسكري في منطقة روستوف على بعد مئات الأميال من جنوب موسكو، ليل السبت في سيارة رياضية. كما أظهرت مقاطع فيديو من المنطقة، القريبة من مقاطعة دونيتسك (شرق أوكرانيا)، انسحاب مقاتليه على وقع هتافات «فاغنر» وإطلاق نار احتفالي من السكان.

وصاحت امرأة «اعتنوا بأنفسكم».

وساد الهدوء موسكو، أمس، مع إغلاق الساحة الحمراء. لكن بخلاف ذلك، ليس هناك الكثير من المؤشرات على زيادة التواجد الأمني في الشوارع. وتم إعلان اليوم، عطلة، لإتاحة الوقت لتسوية الأمور.

من جانبه، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه بموجب الاتفاق سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح، وسينتقل إلى بيلاروسيا، ولن يواجه المقاتلين الذين انضموا إلى المسيرة، أي إجراء تقديراً لخدمتهم السابقة لروسيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي