«نفط الكويت» تنفذ مشروع استعادة الغطاء النباتي في الشمال والجنوب

تصغير
تكبير

- يساهم في استعادة الكنوز البيئية للكويت من خلال إعادة تخضير مساحة 42 كيلومتراً مربعاً من أراضيها

تنفذ شركة نفط الكويت مشروع استعادة الغطاء النباتي في الشمال والجنوب، والذي يعد أحد أكبر مشاريع التخضير ضمن برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة.

وأفادت الشركة في بيان «تبذل»نفط الكويت«جهوداً متواصلة ودؤوبة لحماية البيئة والحفاظ عليها، وهي أطلقت ولا تزال العديد من المشاريع والمبادرات في هذا السياق. هذه المشاريع تتميّز كلها بريادتها، وهي تتنوع وتتعدد وتتوزع على مختلف مناطق الكويت، ولعل أبرزها برنامج الكويت لإعادة تأهيل البيئة المتضررة جراء الغزو، والمعروف باسم (KERP )، والذي تشرف عليه الأمم المتحدة وتشارك فيه عدة هيئات محلية، فضلاً عما يتضمنه من توقيع عقود مع شركات محلية وعالمية على السواء. وتهدف الشركة من ذلك البرنامج لتعويض الخسائر الجسيمة التي تسبب بها الغزو لبيئة الكويت، ولاسيما التربة التي تلوثت، إلا أنه ليس المشروع الوحيد في هذا المجال، إذ أن الشركة تشارك مع الأمم المتحدة كذلك في حملة «ازرع» الهادفة إلى تشجير مساحات عديدة في البلاد، كما أنها أطلقت المبادرة الوطنية لدعم برنامج التصحر التي تحمل الهدف نفسه والمتمثل بجعل الكويت خضراء».

وأضافت «وفي حين أن هذه البرامج والمبادرات تسير على قدم وساق وتتواصل خطواتها بما ينعكس لمصلحة الكويت وخدمة مجتمعها، فإن هناك مشروعاً يتم تنفيذه في إطار برنامج (KERP ) يتعلق باستعادة الغطاء النباتي في شمال وجنوب الكويت»، مشيرة إلى أنه «تم إصدار المناقصة الخاصة به للشركات الراغبة في السوق خلال شهر يناير من السنة الحالية، مع مراعاة اتباع كل الشروط المرعية الإجراء، ومن تلك الشروط والتي تعد أساسية، أن المناقصة تمت من خلال الجهاز المركزي للمناقصات العامة، وذلك توخياً للشفافية وتكافؤ الفرص، ومن المتوقع أن يتم ترسيتها على الشركات الفائزة بحلول الربع الثالث أو الرابع من العام الجاري، مع توقع مبدئي بأن يتم الانتهاء من المشروع بحلول الربع الأول من سنة 2029، في حين أن مجموعة تأهيل التربة في الشركة هي التي تتولى إدارة كل ما يتعلق بهذه المناقصة».

وإذ لفتت إلى ما تسببت به «القوات الغازية في أيامها الأخيرة قبل الانسحاب من الكويت بكارثة بيئية هائلة اعتبرت في حينها ولا تزال أكبر كارثة بيئية يتسبب بها البشر على مستوى العالم، وذلك نتيجة قيام القوات المنسحبة بإشعال النيران في 727 بئراً نفطية، ما أدى إلى تلوث التربة بالنفط على مساحة تقارب 114 كيلومتراً مربعاً، تضمنت تلوث إجمالي 26 مليون متر مكعب من التربة، والتي جاءت على شكل بحيرات نفطية سائلة وجافة، وحفر وخنادق ملوثة بالنفط، فضلاً عن مادة التاركريت التي تعتبر نوعاً من التربة القطرانية التي تتشكل بالقرب من مصادر الزيوت المعدنية، وتتكون في العادة من قطرات الزيت والسخام مع الرمل أو الحصى، الأمر الذي يحول دون نمو أي نباتات في منطقتها»، بينت أن «الممارسات السيئة التي قام بها الغزو أدت إلى تعرض البيئة الصحراوية في الكويت للتعدي والتدمير المفجع والقاسي خلال وبعد حرب تحرير البلاد، ما تسبب في آثار سلبية كبيرة على المراعي الطبيعية والنظم البيئية وعلى جميع جوانب البيئة الصحراوية والساحلية، بما في ذلك التربة والنباتات المحلية والحياة البرية وغيرها من الموارد الطبيعية، والتي باتت بمثابة ضحايا رئيسية لهذه الكارثة، حيث تم تدمير السطح الصحراوي بالكامل مع ضرر كبير على النباتات الصحراوية المحلية».

وقالت "تعتبر الأموال الممولة من قبل الأمم المتحدة التي أقرتها لجنة الأمم المتحدة للتعويضات جراء الغزو من الخطوات الحاسمة في مشاريع إعادة تأهيل البيئة في الكويت، ومنها هذا المشروع الذي يندرج ضمن المطالبة رقم 5000454-2.

وبعد إقرار هذه الاموال، بدأ العمل الفعلي لمشاريع التخضير وتأهيل البيئة الكويتية، والتي تقوم بدور كبير في إحياء النظم البيئية المتضررة، حيث تم الانتهاء من مشاريع رئيسية كبيرة في مناطق جنوب وشرق الكويت، وكذلك في شمال الكويت، بالإضافة إلى ثمانية مشاريع حالية ضخمة لمعالجة التربة الملوثة بالنفط، وإصلاح المناطق المتضررة وإعادتها إلى حالتها الطبيعية السابقة".

وأضافت «سوف تساهم عملية إصلاح ومعالجة الأراضي الملوثة في دعم إعادة تأهيل تلك الأراضي لاستعادة النظام البيئي حالته الطبيعية الأصلية من خلال إعادة التغطية النباتية والحفاظ على أنواع النباتات الصحراوية في دولة الكويت»، مشيرة إلى أن «الهدف العام لمشروع استعادة الغطاء النباتي يتمحور بشكل كبير على زراعة وإعادة تأهيل النظم البيئية البرية المتضررة، من خلال تأسيس تربة نباتية جديدة لاستعادة وتعزيز التنوع البيولوجي والتغطية النباتية الطبيعية، وتوفير بيئة مؤاتية للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، حيث يتم تحقيق التعافي البيئي وتوازن النظم البيئية في دولة الكويت، وبذلك يتم الحفاظ على الموارد الطبيعية القائمة وتعزيز استدامتها. وكل هذا يندرج ضمن الخطط الاستراتيجية لشركة نفط الكويت والقطاع النفطي الكويتي، كما أنه يشكل جزءاً من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، والتي تعطيها الشركة أولوية قصوى في جميع عملياتها وأنشطتها».

وأوضحت الشركة انه «تم تصميم أهداف مشروع استعادة الغطاء النباتي في شمال وجنوب الكويت لإعادة الغطاء النباتي لما يقارب 42 كيلومتراً مربعاً من الأراضي داخل مناطق شركة نفط الكويت في شمال وجنوب الكويت، وذلك عن طريق زراعة 9،464،288 مليون نبتة صحراوية محلية. وقد تم تقسيم نطاق المشروع إلى أربع مناطق مختلفة تسلمها أربعة مقاولون، تقع المنطقتان الأولى والثانية في شمال الكويت وتغطي مساحة إجمالية تقدر بنحو 13.1 كيلومتر مربع، بما في ذلك مشتل للنباتات المحلية، في حين تقع المنطقتان الثالثة والرابعة في جنوب الكويت وتغطي مساحة إجمالية تقارب 28.9 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى منطقة تغطي ما يقرب من 3.46 كيلومتر مربع على طول طريق ميناء عبدالله - الوفرة (الطريق 306) في جنوب الكويت. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حضّانة ومشتل للنباتات المحلية تقدر بمساحة 300 متر مربع وتقع في مدينة الأحمدي».

وذكرت أنه «قد تم اختيار أنواع النباتات الصحراوية المحلية والتي سيتم زراعتها ضمن هذا المشروع بالاتفاق مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، والهيئة العامة للبيئة، والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، ونقطة الارتباط الكويتية، وقد تم الاعتماد على النباتات الصحراوية الأكثر أهمية بيئياً، والتي تشكل أساس النظام البيئي في دولة الكويت. وتشتمل النباتات التي تم اختيارها على ثمانية أنواع من الشجيرات: الأرطى، والعرفج، والرمث، والعوسج، والرقروق، والقرضي، واللبانة، والغردق، فضلاً عن نوعين من النباتات العشبية هي السباط والثمام، وآخرين من الأشجار هما السدر والطلحة. وسيتم ري هذه النباتات خلال فترة تنفيذ المشروع بعد زراعتها في الحقول للمساعدة في عملية التأسيس وتعزيز نسبة البقاء على قيد الحياة».

وأكدت الشركة أن «مشاريع إعادة تخضير الأراضي الكويتية وتوفير التنوع النباتي تمثل إنجازاً كبيراً يحقق العديد من الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، حيث ستساهم في توفير مجموعة من الخدمات البيئية، ومنها إيجاد حلول للسيطرة على ظاهرة تصحر الرمال في المناطق المعرضة للعواصف الرملية والغبار، ومكافحة التأثيرات السلبية للتغيّر المناخي، والحفاظ على التنوع البيولوجي في إعادة تعزيز الحياة البرية. وستسهم مشاريع إعادة الغطاء النباتي للأراضي الكويتية بشكل كبير في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في دولة الكويت، والذي يعد جزءاً لا يتجزأ من رؤية»كويت جديدة«لعام 2035».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي