بالهمس

نيران الانتقام

تصغير
تكبير

لا أعتقد أن شخصاً مِنّا لم يمرّ بموقف يظلم فيه... وعلى الأرجح سيكون هناك ثلاثة خيارات لا رابع لها. أن تُسامح أو أن تنتقم أو أن تمضي في طريقك عالماً ومُوقِناً تمام اليقين أن من ظلمك سيُظلم، وأنه لا مفرّ من ذلك...هي العدالة الإلهية ستنتصر لك وإن لم تسعفك الأدلة في محكمة الدنيا أو إن آثرت أن تسلم أمرك إلى الله العزيز.

أرى الانتقام مضيعة لوقت هو أثمن من أن أضيّعه بردّ الصاع بالصاع، وأفضّل أن أبذله في إسعاد نفسي ومن حولي، وما هو أجمل من أن تنكشف الأقنعة وأن تسقط دون عناء تتكبّده.

أن تدرك أن مهما حاولت أن تحجب الحقيقة وأن تلتمس الأعذار لمن أمامك أنت لا تستطيع... والذي ظننته علاقة قوية بنيت عليها آمالاً وأحلاماً ليست سوى سراب... هي عري المحبة قد انفصمت من تلقاء نفسها فلا تحاول تجديدها.

هي درس لك كي تكون أكثر حذراً في المرات المقبلة، وبذلك أن تتعلم ألّا تبحث عن قيمتك في عين هي لا تحبّك، وألّا يدعك ذلك تنجرف إلى القسوة حتى وإن اعوج طريقك، أن تختار البقاء في صف النور لا صف الظلام.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل».

أن يتحوّل ألمك إلى دعاء، أن تدرك أن العمى عمى البصيرة لا البصر وألّا تُفرّط في العطاء... ولعلك بذلك ترتفع بالنضج والنبل والمروءة. وأعتقد أن بذلك تقاس النفوس ألّا تنتقم حين تُتاح لها فرصة الانتقام وأن تكتفي بتسليم الأمر لله، أما عن العفو فهو مقرون بالمقدرة.

Lawyerdanah@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي