بائع النقانق «يُطارِد» القادة العسكريين

 مجموعة من الروس يتجمعون قرب دبابة لـ«فاغنر» في روستوف (رويترز)
مجموعة من الروس يتجمعون قرب دبابة لـ«فاغنر» في روستوف (رويترز)
تصغير
تكبير

وصل الفصل الأخير في الخلافات بين «فاغنر» والقادة العسكريين في روسيا، إلى إعلان «تمرد» مجموعة المرتزقة، والسيطرة على مدينة روستوف، ذات الأهمية الاستراتيجية في مسار الحرب بأوكرانيا، و«مطارِدة» القيادات العسكرية.

وتسبب انتقاد رئيس «فاغنر» يفغيني بريغوجين، للمؤسسة العسكرية خلال الأسابيع الماضية إلى تصعيد التوترات بشكل كبير.

بريغوجين

وعلى غرار الرئيس فلاديمير بوتين، يتحدر بريغوجين من سان بطرسبورغ، التي عرف بها في مرحلة من سنوات شبابه كمنحرف. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، وظهور نظام جديد في روسيا، حاول استغلال الفرص المتاحة للعمل في التجارة.

يوصف بريغوجين، في وسائل الإعلام الغربية بـ «طباخ بوتين»، بعدما ظهر في إحدى المناسبات، وهو يقدم طبقاً لزعيم الكرملين.

ولد عام 1961، عندما كان يطلق على المدينة اسم لينينغراد، وأودع السجن، في 1981، بتهمة السرقة وجرائم أخرى.

وبعد أن قضى عقوبته البالغة تسع سنوات، افتتح كشكاً لبيع النقانق، ووصل في النهاية إلى إدارة شركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.

عامل التمرد

منذ أشهر، يخوض بريغوجين صراعاً على السلطة مع قيادة الجيش التي اتهمها بقتل عناصره في شرق أوكرانيا.

واتهم كبار الضباط بعدم تجهيز قواته بما تحتاجه من العتاد وتعطيل تقدمها لأسباب بيروقراطية، بينما تنسب لنفسها جميع الانتصارات التي حققها مقاتلو «فاغنر».

وتسامح الكرملين مع انتقاداته لأشهر عدّة، حتى مع إشارة محللين لسعي بريغوجين للحصول على نفوذ سياسي أوسع، مما قد يهدد قبضة بوتين على السلطة.

ويوم الجمعة، قال بنبرة ملؤها الغضب إن قادة الجيش أمروا بشن ضربات على معسكراته وقتلوا العشرات من عناصر مجموعته.

وأكد أنه سيتم توقيف ضباط بارزين، متعهداً أن «يذهب حتّى النهاية».

وكان بريغوجين طالب وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف بالقدوم إليه للقائه في روستوف. وتعهد بالإطاحة بهما بسبب ما وصفها بأنها قيادة كارثية للحرب ضد أوكرانيا.

‬‬‬‭‭‭‬‬‬وتابع «لم تكن الحرب ضرورية لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها»، في إشارة إلى المبررات التي يستخدمها بوتين للحرب.

«فاغنر»

ظهرت «فاغنر»، للمرة الأولى خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ومنذ ذلك الحين مارست نفوذاً نيابة عن موسكو في سورية وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وموزمبيق.

وأقر بريغوجين العام الماضي، بأنه أسس المجموعة بتجنيده الكثير من عناصرها في السجون الروسية مقابل وعد بالعفو.

وفي شرق أوكرانيا، شكلت «فاغنر» رأس الحربة في المعارك.

وكان المرتزقة في الصفوف الأولى للهجوم الذي دام بضعة أشهر على مدينة باخموت.

كيف تأثرت روسيا؟

يمثل تمرد «فاغنر» أخطر تحدٍ حتى الآن لحكم بوتين الطويل ويمهد لأخطر أزمة أمنية منذ توليه السلطة في أواخر عام 1999.

كما يأتي في ظل الهجوم الأوكراني المضاد.

واعتبرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن التمرد «فرصة» للبلاد، بينما حذرت موسكو، من أن كييف تستغل الفرصة لتجميع قواتها وشن هجمات في باخموت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي