افتتاح مؤتمر ومعرض «مجرة البيانات الضخمة» تحت شعار «رسم ملامح صناعة النفط والغاز»
العيدان: الذكاء الاصطناعي يعزّز قدرة «نفط الكويت» على تحقيق أهدافها الإستراتيجية
- طاقة الكويت الإنتاجية ستبلغ 4 ملايين برميل يومياً في 2035
- الجنابي: التطور الرقمي يخفض التكاليف التشغيلية ويزيد الإنتاجية
- بانشال: «وذرفورد» تساهم بتحسين إدارة الآبار وزيادة الإنتاج وتقليل الأعطال
أكد الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان أن الشركة مستمرة في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في العالم بأهدافها وإستراتيجيتها الطموحة، خصوصاً أن الذكاء الاصطناعي اليوم هو لغة العصر وأصبح واقعاً يتحكم في حياتنا اليومية.
وفي تصريحات صحافية له أمس على هامش مؤتمر ومعرض «مجرة البيانات الضخمة»، الأكبر من نوعه في مجال التحول الرقمي، والذي نظمته «نفط الكويت» تحت شعار «رسم ملامح صناعة النفط والغاز»، أوضح العيدان أن الذكاء الاصطناعي يساهم في سرعة ودقة وصحة اتخاذ القرار في ما يتعلق بعمليات الشركة، كما أنه يسهم بتجميع كم ضخم من المعلومات عن قطاعات الشركة كافة، لا سيما أن الشركة تعمل منذ 90 سنة في مجالات الحفر والإنتاج والاستكشاف ولديها بيانات ضخمة.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي يعمل على جمع هذه المعلومات المفيدة بشكل سريع وتحليلها بدقة، ما ينعكس إيجاباً على حفر الآبار الجديدة ومعالجة الآبار القديمة ويسهم برفع الإنتاج وديمومته، منوهاً إلى أن عوائد مشاريع الذكاء الصناعي ستكون أضعافاً مضاعفة في المستقبل القريب، في ظل مساهمته برفع كفاءة الإنتاج وسرعة ودقة اتخاذ القرارات الصائبة، بما يحقق عوائد تفوق كثيراً ما يُصرف على تلك المشاريع.
وقال العيدان إن «الطاقة الإنتاجية للكويت تبلغ 2.8 مليون برميل حالياً، لكننا ملتزمون بحصتنا من تخفيضات إنتاج (أوبك) و(أوبك+)»، مشيراً إلى أنه بحلول عام 2025 سنصل بالطاقة الإنتاجية إلى 3 ملايين برميل يومياً، ووفقاً لإستراتيجية «نفط الكويت» ستبلغ قدرتها الإنتاجية 3.65 مليون برميل يومياً و350 ألف برميل يومياً للشركة الكويتية لنفط الخليج في 2035 ليبلع الإجمالي 4 ملايين برميل يومياً.
وأضاف: «ستكون هناك ديمومة بالإنتاج عام 2040، ونحن ملتزمون بإستراتيجيتنا وقادرون على تحقيقها، وما نقوم به اليوم سيكون من العوامل الرئيسية لتحقيق إستراتيجية (نفط الكويت)».
وعن حجم المشاريع المقدرة قيمتها بنحو 13 مليار دينار حتى 2028، أفاد العيدان بأنها ضمن الخطة الخمسية وتشمل العديد من المشاريع الضخمة والضرورية، سواء حفر ومعالجة وخدمات الآبار والرفع الصناعي، إضافة إلى منشآت ضخمة، تصب كلها في تحقيق إهداف وإستراتيجية «نفط الكويت» والوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 3.65 مليون برميل يومياً.
ولفت إلى أن استخراج الزيت الثقيل يتوقف على اقتصادياته لأنها متغيرة، مبيناً أن الشركة تنتج حالياً 60 ألف برميل يومياً من النفط الثقيل، ووفقاً للإستراتيجية فإنها تستهدف 120 ألف برميل يومياً.
حقبة جديدة
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال العيدان: «إننا نقف على أعتاب حقبة جديدة، حيث يستحوذ التقدم السريع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على كل جوانب حياتنا، في حين تعيد البيانات الضخمة رسم ملامح قراراتنا واقتصاداتنا ومجتمعاتنا»، مشيراً إلى أن صناعة النفط والغاز تلعب دوراً أساسياً في تمكين محفّزات النمو والتطور في العالم بأسره، ومع تلاقي التكنولوجيا والبيانات، أصبح المجال مفتوحاً أمام الكثير من الفرص وتعزيز الكفاءات، ما يعني أن صناعة النفط والغاز تدخل مرحلة جديدة من الابتكار والاستدامة والنمو ينبغي اقتناصها لاستغلال الوضع وإعادة تشكيل الطريقة التي تتم بها عمليات الاستكشاف والاستخراج، وإدارة الموارد الهيدروكربونية.
وأعاد العيدان إلى الأذهان حقيقة أن «نفط الكويت» كانت رائدة في مجال التحول الرقمي عبر إطلاق برنامج «الحقل الرقمي المتكامل» في العام 2000، والذي كان يهدف إلى إدخال «الرقمنة» في عمليات الإنتاج بأحدث الحلول التكنولوجية.
تأثير كبير
من جانبه، أكد نائب الرئيس لمجموعة (lean assets) لشركة «شل»، علي الجنابي، أنه من المتوقع أن يكون للتحول الرقمي تأثير كبير على أنظمة الطاقة في المستقبل، منوهاً إلى قيام «شل» بتبني العديد من الحلول لتحويل إجراءات العمل في أصولها تكون أكثر فاعلية وكفاءة، نظراً لكون التكنولوجيا والتحول الرقمي معززين رئيسيين للأداء والإنجاز.
وذكر الجنابي أن التحول الرقمي يعد من أكبر التحديات للقيادات، إذ يتطلب بناء قدرات العاملين للوصول إلى مجموعة ماهرة تجمع بين مهارات المجال الفني المتخصص والقدرة على استخدام البرمجيات وتكاملها، كاشفاً أن «شل» توجهت في وقت مبكر للاستعانة بتكنولوجيا التوأم الرقمي في تسريع وتيرة التحول الرقمي بشكل متكامل للعديد من منشآتها، سواء في عمليات إنتاج النفط أو التكرير وغيرها، مع الحرص على استخدام الذكاء الاصطناعي في معظم أصول الشركة لمواكبة التغيير والتطوير الرقمي الذي ساهم بشكل مباشر في خفض التكاليف التشغيلية وزيادة الإنتاجية.
التغلب على التحديات
بدوره، أكد مدير شركة «وذرفورد الكويت»، أشوتوش بانشال، أن «وذرفورد» كشركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة ملتزمة بتوفير تكنولوجيا رائدة في قطاع الطاقة المصممة للتغلب على التحديات التي تواجهها شركة نفط الكويت في جميع حقول النفط والغاز.
وقال بانشال: «نحن هنا لتحقيق قيمة مضافة والمساعدة في تعزيز قدرات العاملين المتخصصين بأفضل خدماتنا الرقمية التي لا تعالج فقط تلك التحديات، ولكنها تسهم أيضاً في تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية والتحسينات المستمرة لـ(نفط الكويت)»، مضيفاً أن «(وذرفورد) حققت ذلك على أرض الواقع بالفعل، وعلى سبيل المثال، من خلال منصة تحسين الإنتاج، التي تم استخدامها في حقل النفط الثقيل في شمال الكويت، وعبر تحليل البيانات على مستوى الأصول ونمذجة الذكاء الاصطناعي، حيث ساعد ذلك في اكتشاف وتحديد العديد من فرص زيادة الإنتاج، وتحديد نقاط الضعف، والتنبؤ بالأعطال، والمساعدة في تخطيط وتنفيذ عمليات التعديل، ما يعزز الإنتاج ويعظّم وقت التشغيل، بما في ذلك فرص التحسين من خلال عمليات المراقبة الاستثنائية المختلفة».
وتابع أن «وذرفورد» تستخدم أحد أكثر آليات الصناعة الشاملة لتقنيات الطاقة والخدمات، والتي تم تصميمها لتحسين تطوير قطاع النفط في الكويت وتعزيز أنشطة الاستكشاف والإنتاج، وذلك من خلال تكنولوجيا التحليلات البيانية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، حيث تساهم في تحسين إدارة الآبار، وزيادة كفاءة الإنتاج وتحقيق أهدافه، وتقليل الأعطال، وتحسين السلامة والاستدامة البيئية.
وكشف بانشال عن أن «وذرفورد» قامت بتطوير محفظة تقنية تكاملية من الحلول الرقمية لتحقيق الإمكانات الكاملة لهذا العصر الجديد عالي الأداء، حيث استمرت الشركة في توسيع حلولها التكنولوجية من خلال التكامل الرقمي، بما في ذلك منصات مثل «CygNet»، و«ForeSite»، و«ForeSite Edge»، و«ForeSite Flow»، و«CENTRO»، مؤكداً أن هذه المنصات والتقنيات لم تعد اليوم أنظمة متفرقة تعمل بشكل مستقل، إذ تم توحيدها كنظام متكامل يوفر مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والإنتاجية والسلامة للمشغّلين.
وقال إن «وذرفورد» تدعم تفوق «نفط الكويت» في مواجهة التحديات الجديدة، حيث تطوّع خبرتها المتخصصة في الصناعة النفطية للمساعدة في دفع أداء الإنتاج المستمر من خلال إنشاء بيئات متكاملة وذكية تعتمد على البنية التحتية لإنترنت الأشياء «IoT» المرتبطة بالشبكات والتحليلات المتقدمة والتحسينات الذاتية المصممة لزيادة وقت التشغيل وتعزيز الكفاءة وتقليل أعمال الصيانة من خلال التزام «وذرفورد» بالرقمنة، كما تهدف إلى تحسين استخدام الموارد وتعزيز وجودها العالمي وسجلها الحافل كشركة رائدة في جلب الابتكار الرقمي إلى صناعة الطاقة.
وأضاف بانشال: «ستستمر (وذرفورد) في دفع الصناعة للأمام من خلال استغلال التكنولوجيا الرقمية وإيجاد حلول مستدامة وذات تأثير كجزء من التطور في المجال الرقمي»، مؤكداً أن «وذرفورد» تعد شركة رائدة عالمياً في خدمات الطاقة، تعزز الابتكار من خلال منصاتها الرقمية والحلول الممكّنة رقمياً، وتضم شبكة مواهب عالمية تضم نحو 17500 فرد في جميع أنحاء العالم يمثلون أكثر من 110 جنسيات في نحو 75 دولة.
ولفت إلى أنها تواجه تحديات صناعة الطاقة من خلال تقليل الهيدروكربونات بشكل مسؤول، وتعزيز العمليات الرقمية، وتلبية احتياجات البيئة والمسؤولية الاجتماعية وإغلاق وتأمين الآبار بشكل أكثر ملاءمة للبيئة حول العالم، منوهاً إلى أن هناك علاقة إستراتيجية تعاونية مع «نفط الكويت».
وتابع بانشال: «تعتبر (نفط الكويت) واحدة من أهم شركات الطاقة على المستوى العالمي، وشراكتنا التعاونية تسعى لتلبية احتياجات ورؤى (نفط الكويت)، خصوصاً أن هذه العلاقة التعاونية نمت بشكل كبير لأكثر من 30 عاماً، ونتطلع إلى مواصلة كسب ثقة الشركة من خلال تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة في الحاضر وفي المستقبل».
وأوضح أن مشاركة «وذرفورد» في فعاليات مؤتمر شركة نفط الكويت الرقمي للبيانات الضخمة، تهدف لعرض الابتكارات الجديدة والملهمة التي تمت إضافتها إلى حلولها الرقمية والتي تعكس اتساع وعمق تعاونها المستمر مع«نفط الكويت»، التي تقوم بريادة الابتكار الرقمي في صناعة الطاقة، مبيناً أن«مهمتنا هي تسريع عملية التشغيل الآلي في حقول الطاقة من خلال حلول رقمية تؤدي إلى تحوّل شامل في هذا القطاع وتحقيق مكاسب أداء ملموسة».
التوائم الرقمية... مغيّر اللعبة
أفاد الجنابي بأن «التوائم الرقمية تعد مغيّر اللعبة الحقيقي، فهي تسمح لنا بتكرار الخصائص للشيء الملموس في البيئة الافتراضية الواقعية، ما يؤدي إلى مواكبة السرعة المطلوبة للتحول الرقمي»، مؤكداً أن «التكنولوجيا الرقمية أصبحت جوهرية وأساسية لأعمال (شل) الفنية وتم اختيارها لإدارة العديد من البرامج التي تهدف إلى تعزيز تلك القدرات والمفاهيم الجديدة لترسيخها في كل العمليات الفنية التي نقوم بها».
جلسة نقاشية و11«فنية»
يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء في صناعة النفط والغاز بعدد من الشركات العالمية الكبرى الرائدة في تقديم خدمات مختلفة للقطاع النفطي، مثل شركة «شل»، و«بيكر هيوز»، و«أس أل بي»، و«وذرفورد» و«هاليبرتون» وشركة شلمبرجير.
ويتضمن المؤتمر جلسة نقاشية حول صناعة الاستخراج والبيانات الضخمة والتحول الرقمي، يشارك فيها نائب الرئيس التنفيذي للغاز والابتكار في نفط الكويت بدر المنيفي، والدكتور روبرت ويبر من «شل»، ومانوج نمبالكار من «وذرفورد»، وزاهر إبراهيم من «بيكر هيوز»، وداني رحال من «أس أل بي».
كما يشتمل المؤتمر على 11 جلسة فنية تتراوح بين استعراض مجرة البيانات الضخمة، واستغلال البيانات الضخمة في الحقول النفطية الرقمية مستقبلاً لتعظيم القيمة، وانتهاج مقاربة متكاملة لاستغلال البيانات الضخمة في حفر الآبار، وتحسين الإنتاج المستمر باستخدام البيانات الضخمة، والحلول الرقمية من أجل تنفيذ عمليات أكثر ذكاء.
تنظيم مميز
كالعادة، أثبتت إدارة الإعلام والعلاقات العامة في شركة نفط الكويت بتنظيمها بحجم مؤتمر ومعرض «مجرة البيانات الضخمة»، قدرتها على تنظيم مؤتمرات عالمية، حيث لاقى التنظيم استحسان ضيوف وحضور المؤتمر، من داخل الكويت وخارجها.