حكمة السعودية والدعم الكويتي الخليجي يعززان استقرار السوق
80 إلى 90 دولاراً سعراً متوقّعاً لبرميل النفط... خلال شهرين
- موسم السفر وازدياد الطلب على وقود الطائرات سيرفعان الأسعار
- قرار الخفض الطوعي الأخير لم يُفعّل ما أبقى الأسعار دون حركة
توقّعت مصادر نفطية عالمية أن ترتفع أسعار النفط من متوسط 77 دولاراً للبرميل حالياً إلى بين 80 و90 دولاراً، خلال الشهرين المقبلين.
وأكدت المصادر لـ«الراي» أنه مع بدء تفعيل قرارات الخفض الطوعي السعودي والقاضي بخفض مليون برميل طوعياً في يوليو المقبل سترتفع أسعار النفط، خصوصاً وأن التطبيق يتزامن مع بدء موسم السفر وارتفاع الطلب على وقود الطائرات.
ورغم عدم حدوث تأثيرات فعلية أو ملموسة على أسعار النفط بعد القرارات التي اتخذتها «أوبك بلس» أخيراً أكدت المصادر تنامي فرص توقعاتها مرجعة ذلك لأسباب جوهرية عدة أبرزها أن المخاوف الاقتصادية الكبيرة من إمكانية تعرّض الاقتصاد العالمي للتباطؤ تُهيمن على محركات أسعار النفط؟ مضيفة أن ضبابية أثر الانفتاح الصيني على الطلب لم تظهر نتائجها بعد وهذا محدد إضافي لاتجاهات أسعار النفط.
وبيّنت المصادر أن قرار «أوبك بلس» لم يدخل حيّز التنفيذ بعد ويتطلّب وقتاً، مشيرة إلى أن من العوامل المؤثرة على عدم تحرك اسعار النفط كما كان متوقعاً زيادة أعداد المضاربين بالأسواق والتي تتأثر بالعامل النفسي وتؤثر عكسياً على الأسواق بتحول وتسييل محافظها النفطية وكلها بسبب الأخبار المتداولة.
هاجس الأسواق
ورأت المصادر أن هناك هاجساً في أسواق النفط حول ما إذا كان هناك ركود أميركي ومدى استمرار الهاجس حول إفلاس بنوك أخرى وأثر ذلك على الأسواق العالمية، كما أن تباطؤ الاقتصاد الأوروبي والألماني مازال مستمراً.
وأرجعت المصادر سلاسة الاتفاق الأخير لـ«اوبك بلس» إلى الحكمة السعودية المدعومة بخبرة تاريخية في كيفية الحفاظ على استقرار الاسواق النفطية العالمية إضافة للدعم الكويتي والخليجي للرؤية السعودية.
تأثيرات إيجابية لعلاقة السعودية بإيران
أكدت المصادر أن هناك تأثرات إيجابية لتحسّن العلاقات السعودية - الإيرانية حيث تُسهم في استقرار الأسواق، خصوصاً أنهما من أبرز أعضاء «أوبك» حيث تنتج المملكة نحو 10 ملايين برميل وطهران نحو 4 ملايين، موضحة أن تفاهم البلدين يُعزّز قوة وتماسك المنظمة.
جولات الغيص المكوكية وحنكته وحّدت رأي منتج النفط ومستهلكه
أفادت مصادر بأن الاجتماع الأخير لـ«أوبك بلس» شهد وجهات نظر عدة، مبينة أنه كان للحنكة الديبلوماسية في التعامل مع الأعضاء أثر إيجابي كبير في تقريب وجهات النظر خلال الاجتماع الأخير.
وأشارت إلى التأثير الإيجابي للجولات المكوكية التي قام بها الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص للدول المستهلكة والمنتجة، وأنها دعمت حوار المستهلكين والمنتجين وأوجدت أرضاً خصبة تم البناء عليها، خصوصاً أنها تضمّنت اجتماعات عالية المستوى مع كبار المسؤولين في إيران والصين والهند ومهّدت وقرّبت وجهات النظر بين الدول المؤثرة استهلاكاً وإنتاجاً.
واعتبرت المصادر أن اتفاق (أوبك بلس) تاريخي وغير مسبوق ويُمهد الطريق لاستمرار تعاون المجموعة خلال 2024 و2025، مضيفة أن هذا الاتفاق يؤدي لقراءة مسار الأسواق بوضوح أكثر ويُسهم في استقرار أسواق النفط.