«الغرفة» استضافت «لكي لا يضيع جيل» بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة

محمد الصقر: 14 مليوناً زيادة باللاجئين والنازحين قسراً... في عام


الصقر متحدثاً خلال الحلقة النقاشية
الصقر متحدثاً خلال الحلقة النقاشية
تصغير
تكبير

- أكبر زيادة سنوية سجّلها تاريخ اللجوء بين نهاية 2021 وبداية 2023
- تطورات الأحداث تؤكد أن العدد بارتفاع

استضافت غرفة تجارة وصناعة الكويت أمس، وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حلقة نقاشية بعنوان «No Lost Generation» بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة محمد جاسم الصقر، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، والمسؤول الإقليمي لشراكات القطاع الخاص في المفوضية نادر النقيب، إضافة إلى ممثلين عن الجهات الحكومية والأهلية.

وافتتحت الحلقة النقاشية بكلمة للصقر عبّر فيها عن اعتزاز الغرفة وشكرها، لاختيارها مضيفة لهذه الحلقة النقاشية، التي تعقد تحت عنوان «لكي لا يضيع جيل»، بما يكرس الشراكة الإستراتيجية بين المفوضية والقطاع الخاص بالكويت، بهدف التخفيف من معاناة المهجرين والنازحين قسراً، وخصوصاً من خلال توفير فرص العمل والتعليم، والرعاية الصحية، وحرية التنقل.

تقدير لدور الغرفة

وذكر أن اختيار الغرفة يعبّر كذلك عن تقدير المفوضية للدور المميز الذي قامت به الكويت حكماً وحكومة وشعباً، في تنظيم المؤتمرات والحملات الإنسانية الدولية، للمساهمة في تمويل أنشطة المفوضية على المستوى العالمي وعلى الصعيدين العربي والإقليمي.

وقال الصقر: «إذا كان لا يُفتى ومالك في المدينة، فإنه لا يجوز لي أن أتحدث عن قضية اللاجئين والنازحين في حضور المفوضية السامية، غير أن طقوس مثل هذه اللقاءات تفرض عليَّ أن أعرض ما يمكن أن يشكل الملامح الرئيسية للمشهد العام لهذه القضية التي يحتفي العالم بها تحت مسمّى اليوم العالمي للاجئين في العشرين من يونيو الجاري. ونعني (باللاجئ) في حلقتنا هذه: (كلَّ شخص اضطر للتواجد خارج وطنه، بسبب خوف مبرّر من تعرض حياته للخطر، أو تعرضه للاضطهاد، بسبب العرق أو الدين أو الانتماء الاجتماعي أو الموقف السياسي. وهو – نتيجة هذا الخوف المبرر – لا يريد أو لا يستطيع أن يستظل بحماية بلده). أما النازح، فهو الذي يفرض عليه هذا الخوف، أو الكوارث الطبيعية أن ينزح من منطقة إقامته إلى منطقة أخرى داخل بلده».

90 مليون نازح

وأضاف: «يقدر عدد هؤلاء (اللاجئين والنازحين) في نهاية 2021 بتسعين مليون شخص، منهم 54 مليون نازح، وأكثر من 32 مليون لاجئ، منهم قرابة 6 ملايين لاجئ فلسطيني تتابع شؤونهم الأونروا (UNRWA)، ونحو 27 مليوناً تتابع شؤونهم المفوضية السامية. واللافت للنظر في هذا المشهد أن أكثر من نصف عدد اللاجئين يقل عمرهم عن ثمانية عشر عاماً، وأن أكثر من ثلاثة أرباعهم يعيشون في دول مجاورة لبلادهم. أما ما يزيد المأساة عمقاً فهو أن نحو 80 في المئة من هؤلاء اللاجئين تستضيفهم بلدان فقيرة أو متوسطة الدخل. كما أن أكثر من 75 في المئة منهم قد جاؤوا من ست دول فقط. وتشير الإحصاءات – أيضاً – الى أنه بين نهاية 2021 ومطلع 2023، زاد عدد اللاجئين والنازحين قسراً نحو 14 مليوناً، ليصل إجمالي العدد إلى 104 ملايين. وهذه أكبر زيادة سنوية سجلها تاريخ اللجوء. وتؤكد كل الأحداث والتطورات أن هذا العدد في ازدياد متواصل ولسنوات عديدة قادمة على الأقل».

وأكد أن من الصعب لمواطن كويتي عربي مسلم أن يتحدث عن قضية اللاجئين وأوضاعهم المأسوية، دون أن يتحدث بألم وقلق عما وراء هذا المشهد الذي أصبح العرب بالذات أحد مكوناته الرئيسية.

أسباب اللجوء

وحول أسباب اللجوء والنزوح، عرض الصقر ثلاث حقائق:

أولها- «منذ ما قبل الميلاد وحتى اليوم. كان الظلم بصوره وتجلياته المختلفة هو السبب الأول والأهم وراء التهجير واللجوء والنزوح. فالمسلمون لم يغادروا مكة لكفر أهلها بل لظلمهم. ولم تلجأ مجموعة من الصحابة الى الحبشة لإيمان ملكها بل لعدالته. وفي العصر الحديث، ورغم كل المواثيق الدولية والدساتير والتشريعات التي تكرس حقوق الإنسان. نجد أن الظلم مازال وراء نكبات التهجير واللجوء. وما يدعو للاستغراب والأسف فعلاً، أن الدول الكبرى بالذات تلتزم بمبادئ الحرية والعدالة إذا اقتضت مصلحتها ذلك، وتتنكر لها لتقف مع الظلم والظالمين إذا اقتضت مصلحتها ذلك. وأن معظم صور ومشاهد التهجير واللجوء التي نتابعها كل يوم، هي من ظلم الدول الكبرى ذاتها، أو من حصاد نصرتها للأنظمة الظالمة في الدول الأخرى.

وأفاد بأن الحقيقة الثانية هي أن«كتب التاريخ لا تحدثنا عن شعب تعرّض بكامله لظلم العالم كله كالشعب الفلسطيني. وهو ظلم بلغ من القسوة والعنف والتمادي حداً جعل الشرق الأوسط كله يعيش طوال خمسة وسبعين عاماً على فوهة بركان دائم، فالضحية أصبحت إرهابية، والغاصب أصبح مدافعاً، والذئب أصبح راعياً. ولعلي لا أذهب بعيداً إذا قلت إن كل موجات اللجوء التي تعبر عُباب المتوسط في أيامنا هذه، هي من تبعات وتداعيات الظلم المستمر الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني».

وأوضح أن ثالث الحقائق هي أن» أحداً لا ينكر أن مشكلة التهجير واللجوء من أصعب المشاكل التي عرفها التاريخ وأعقدها. وفي الوقت نفسه، يعرف كل سياسي ومفكر، كما تعرف كل الدول أنه ليس بالانفعال الغاضب، ولا بالتوجه العنصري، ولا بالحقد والحقد المضاد، ولا بالاستعلاء والاقصاء، يمكن معالجة هذه المشكلة، بل إن حلولاً كهذه من شأنها أن تدفع بالمشكلة وبالعالم كله الى متاهات أكثر خطورة.

وأوضح الصقر في ختام كلمته بأن المخرج الوحيد من هذه المأساة الإنسانية التي يزداد حجمها يوماً بعد يوم، هو أن يتعاون المجتمع الدولي، ويضاعف جهوده، ويتقاسم المسؤولية في إيجاد حلول عادلة ونهائية... لكي لا تضيع أجيال كثيرة.

النقيب: الكويت أغاثت عبر القطاع الخاص 500 ألف لاجئ

توجه النقيب بالشكر لغرفة التجارة والصناعة على تنظيمها هذه الفعالية، لافتاً إلى أن هناك نحو 182 مليون نازح ولاجئ حول العالم لدى المفوضية، معرباً عن أسفه بأن هناك أجيالاً تخلق وأخرى تندثر وهي

ما زالت في أمكنة اللجوء.

وحول دعم القطاع الخاص الكويتي للاجئين، ذكر النقيب أن الكويت ساهمت عبر القطاع الخاص في إغاثة 500 ألف لاجئ من الروهينغا في بنغلاديش، وذلك من أصل مليون لاجئ.

وخلال الحلقة النقاشية، قدمت ممثلة المفوضية في لبنان عبر الاتصال المرئي عرضاً حول أعمال المفوضية والخدمات التي تقدمها للنازحين واللاجئين السوريين الموجودين حالياً في لبنان.

كما تحدثت ممثلة المفوضية في السودان عبر الاتصال المرئي أيضاً، عن واقع النازحين واللاجئين في السودان في ظل أوضاع الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد حالياً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي