«داعش الصحراء الكبرى» يسعى للسيطرة على «مثلث الحدود» بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو
اشتباكات بين داعش والقاعدة في ميناكا شمالي مالي - أرشيفية
سيطر تنظيم «داعش» الإرهابي على منطقة جديدة في ولاية ميناكا شمال مالي، بعد هجوم دامٍ، ما يقربه من هدفه في الاستيلاء على الولاية لإعلان ما يسمّيها بـ«دولة الخلافة»، والتحكم في مناطق التهريب الحدودية.
وقالت مصادر لموقع «سكاي نيوز عربية»، من إقليم أزواد الصحراوي شمال مالي، إن تنظيم «داعش الصحراء الكبرى»، شن السبت، هجوماً على تيدغمين، من دون مقاومة، أسفر عن سيطرته على المنطقة، وقتل 10 مدنيين.
لكن المصادر اختلفت في شأن ما إن كان سيطرة على المنطقة وأصبحت ولاية ميناكا في يد «داعش» بشكل كامل.
أهمية ميانكا
وبحسب توضيح من أستاذ العلوم السياسية في جامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، لـ«سكاي نيوز عربية»، فإن «ميناكا مهمة لداعش لتحقيق هدفه بإعلان ولاية له في مالي».
وتعد ميناكا، الواقعة في «المثلث الحدودي» بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من أبرز نقاط تهريب المسلحين والسلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين غير الشرعيين، وهي أنشطة إجرامية تغدق أموالاً ضخمة لـ «داعش»؛ ولذا حولها منافسة شديدة مع جماعة «نصر الإسلام والمسلمين».
وأوضح خبراء أن التنظيم الإرهابي يهدف إلى تهجير البدو والمدنيين في مناطق «المثلث الحدودي»، والاستيلاء على المنطقة، كونها كذلك غنية بالنفط والغاز.
سيطرة «غير كاملة»
من جانبه، يحذر الباحث في «مركز راند» الأميركي للاستشارات الأمنية، مايكل شوركين، من أنه بسيطرة «داعش الصحراء الكبرى» على ميناكا «أصبح وجوده أكثر قوة؛ فهم يجلبون معهم انعدام الأمن والفوضى، على عكس جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تتمتع بحاضنة شعبية في بعض المناطق».
ويتكوّن «داعش» في غالبية من عناصر أجنبية تتعامل بشكل أكثر قسوة مع السكان المحليين، في حين تركّز «نصرة الإسلام والمسلمين» المنافسة على استهداف قوات الأمن والجيش، والقوات الأجنبية.
لكن ممثل «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» في موريتانيا، السيد بن بيلا، يرى أن «داعش لم يسيطر على ميناكا بشكل كامل»، مشيراً إلى «وجود قوات تابعة للأمم المتحدة وبعض الحركات المسلحة في أزواد محسوبة على الجيش المالي هناك».
ويلفت إلى أن التنظيم «يروج لسيطرته على ميناكا كنوع من الدعاية لإضعاف الروح المعنوية للسكان المحليين، واستقطاب مقاتلين جدد، في إطار منافسته مع جماعة النصرة».
في الوقت نفسه، يؤكد أن «داعش قوي في ولاية ميناكا» لاعتماده على استراتيجية «الكر والفر» المباغتة، والانسحاب السريع، والتفرق في الوديان الوعرة، كما يستفيد من الحدود الطويلة مع النيجر التي يتدفق عليه منها الدعم البشري من الجماعات المتطرّفة في النيجر ونيجيريا وتشاد.
«صراع نفوذ»
وفي وقت سابق، رصد مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية (مقره واشنطن) ومجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح ACLED، مؤشرات نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في وسط غربي أفريقيا، جاء فيه:
- يتنافس «نصرة الإسلام والمسلمين، و«داعش» على تأسيس ما يدعيان أنها«دولة الخلافة»، ويعد التنظيم الأول الأكثر انتشاراً.
- استعر الخلاف بعد الانسحاب الفرنسي من مالي، وتوقّف الطائرات الفرنسية التي كانت تعرقل بضرباتها تطوير الإرهابيين لعملياتهم.
- زادت الهجمات 4 أضعاف منذ 2019، ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي خلال 2022.
- وسعت«النصرة»عمليات التجنيد في أزواد شمال مالي، وبسطت سيطرتها لأول مرة على المناطق الجنوبية، بعد التحاق آلاف من أبناء هذه المناطق بتنظيم«ماسينا».
- عينت«النصرة»أمراء لمناطق في تيمبكتو شمال مالي، ما يعني بداية بروز معالم«دولة الخلافة» الخاصة بها.
- سجّل «داعش» نشاطاً في الجزائر وبنين ونيجيريا، مع مساعٍ لإنشاء مركز تنسيق مع إرهابيين في ليبيا، مدفوعاً بخطة توسع لإنشاء مشروعه للخلافة.