نفى أي تهميش له وأكد «لا أزال أتعلّم كي أقدّم الشخصية الشامية بأفضل طريقة»

عباس النوري لـ «الراي»: «مربى العز» استحقّ مشاهدة عالية

عباس النوري
عباس النوري
تصغير
تكبير

أثبت الممثل السوري القدير عباس النوري حضوراً لافتاً من خلال شخصية «الشيخ مالك» التي جسّدها في مسلسل «مربى العز» الذي عُرض في الموسم الرمضاني الفائت.

وتحدّث النوري لـ «الراي» عن المنافسة بين أعمال البيئة الشامية وأهمّ النجوم الذين قدّموها، كما تطرق إلى أهمية الشام ومجتمعها الذي يختلج بالثقافات المتناقضة والمتفاوتة والمتنوّعة التي تساهم في إيجاد شخصيات مختلفة ومتنوعة.

• كيف تتحدث عن مشاركتك في الموسم الرمضاني 2023 بمسلسليْ «حارة القبة -3» و«مربى العز»، وهما عملان من نوع البيئة الشامية وتنافسا مع أعمال أخرى من النوع نفسه، بينها «العربجي» و«زقاق الجن» وما نقاط تفوّقهما وضعفهما، خصوصاً أن «مربى العز» حصد نسبة مشاهدة عالية؟

- بصرف النظر عن أسماء الأعمال، فكلها كانت بإنتاجاتٍ جيدة وشارك فيها نجوم كبار يتمتعون بقاعدة شعبية عريضة، ولكن صودف عرض الجزء الثالث من «حارة القبة» في رمضان مع أنه أُنتج في العام السابق.

أما بالنسبة إلى مسلسل «مربى العز»، فيجب ألا ننسى أن القنوات العارضة الأكثر نجاحاً هي التي تساهم في رواج أعمالها. ومحطة «أم بي سي» تَخْدم أعمالَها عبر قنواتها المختلفة، وهي محطة ناجحة وتُعتبر قناة العرب الأولى من دون نقاش ولا يوجد مُنافِس لها، ومثلها منصة «شاهد» التي تتبع لها وهي تخدم أعمالها أيضاً وتقدّم لها ترويجاً إعلامياً عالي المستوى.

و«مربى العز» استحقّ أن يحظى بنسبة مشاهدة عالية لأنه يحاكي ثقافة مُشاهِد رمضان ويتماشى مع مزاج المُشاهِد العربي في هذا الموسم وهو يشبه عملاً قدّمتُه عام 1992 بعنوان «أيام شامية»، الذي تعتمد قصته على البساطة الشديدة من خلال حكاية شارب البطل الذي يرهن شاربيه لعدم إحراج والدته بسبب أوضاعها الاقتصادية الصعبة والديون التي ضغطت على حياتها.

وهذا النوع من الدراما كان يسمى «دراما بيضاء»، ويبدو أنها حاجة أساسية على مائدة رمضان التلفزيونية. ومسلسل «مربى العز» من هذه الناحية قريب جداً من مسلسل «أيام شامية».

أما في ما يخص نقاط قوة هذا المسلسل، فإن الكلام عنه يرتبط بالنقاد وليس بي أنا كفنان. وبالنسبة إلى كل الأعمال التي تمكّنتْ من حصد نسبة مشاهدة عالية، فإن الجمهور هو مَن قال كلمته حولها وكأنه أراد القول إن «مربى العز» وغيره من المسلسلات هي أعمال خالية من الملاحظات. ولكن النقد يبقى ضرورياً، والأعمال الناجحة تحتاج إليه دائماً. أما الأعمال غير الناجحة، فينكفئ عنها المُشاهِد ويطيح بها ويقلب الصفحة، ولذلك هي لا تحتاج إلى نقد. لا شك أن مسلسل «مربى العز» بحاجة إلى قراءة نقدية، ومن الضروري أن يقرأ الفنان نقداً حقيقياً لأي عملِ كي يكتشف مكامن الضعف التي لا يعرفها سوى الناقد أو مكامن قوة كي يؤسس عليها لأعماله اللاحقة.

• هل ترى أنه توجد محاولات لتهميشك بطريقة أو بأخرى في الفترة الأخيرة، خصوصاً أنك كنت قد اشتكيت لأن اسمك لم يكن الأول في مقدمة مسلسل «شارع شيكاغو»، وأيضاً حُذف «التيزر» الخاص بمسلسل «حارة القبة» من حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا عدا أن صورتك في البوستر الدعائي الخاص بمسلسل «مربى العز» كانت أصغر من صورة الممثل محمود نصر؟

- هذا أمر مستحيل وهو لم يحصل ولن يحصل.

• وكيف تفسر ما يحصل؟

- بالنسبة إليّ، ما يجري هو عادي ويمكن أن تحصل أخطاء مماثلة، ولا أرى ذلك سوى بحدود الخطأ البسيط لا أكثر ولا أقلّ، وحدوده عادية.

لا أنتقص من قدر أحد ولا أتوقف عند حجم صورة في بوستر أو كتابة اسم في المكان الصحيح أو الخاطئ، لأن اسمي الرئيسي والحقيقي هو جهدي الذي يصل إلى الناس وهم يصدّقونه ويقتنعون به، وهذا الثمن بالنسبة إليّ هو الأغلى، وبقية ما تبقى هو مجرد كلام يمكن وضْعه في الدرج ويُفتح في أوقات مناسبة لحلّ المشاكل وهي في الأساس عادية ولا قيمة لها على الإطلاق.

• وكيف تردّ على مَن يرى أنك أفضل مَن قدّم الشخصية الشامية في أعمال البيئة مقارنةً مع النجوم الذين ينتمون إلى جيلك الفني؟

- هذا الكلام غير صحيح. وأنا لا أزال أتعلّم كي أقدّم هذه الشخصية بطريقة أفضل. ولا أريد أن يُفسّر كلامي بأنني متعصّب أو إقليمي، ولكن الشام فيها غنى عالٍ جداً، ومجتمعها يختلج بالثقافات المتناقضة والمتفاوتة والمتنوعة، وهذا الأمر يساهم في إيجاد شخصيات مختلفة ومتنوعة.

البيئة الشامية عنصر أساسي وبستان جميل ويجب أن تكون ثماره ووروده موجودة على مائدة رمضان لأن فيها ما يجذب المشاهد، وإذا أردنا أن نعرف مَن أفضل مَن قدّم الشخصية الشامية، فيجب العودة إلى الوراء والتفكير بالشخصيات التي كانت المعبّرة الأولى عنها، وأصحابُها هم من الأساتذة الكبار، وبينهم فكرت محسن، وهو إذاعي كبير قدّم الشخصية الشامية عبر إذاعة دمشق وكان أستاذاً للجميع، وهناك العملاق العبقري تيسير السعدي والنجم الكبير الراحل رفيق السبيعي والأستاذ الذي كان صاحب الشرارة الأولى لأعمال البيئة الشامية وهو نهاد قلعي.

وأنا أذكر هذه الأسماء على سبيل المثال وليس للحصر، ويوجد غيرها الكثير من الأسماء الرائدة، ونحن كممثلين نسعى للسير على خطاهم. كل ممثل يقدم الشخصية الشامية بطريقة تشبه عناصر التعبير الموجودة عنده وطريقة تحريك عقله باتجاه المخيلة وكيفية إيصال «الكاراكتر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي