ستمتد من أميركا عبر ألمانيا إلى الحدود الروسية في دول البلطيق وحول البحر الأسود

«استعراض القوة»... «الناتو» وشركاؤه يستعدون لأكبر مناورات جوية في تاريخ الحلف

سرب من مقاتلات «إف ـ 35» (أرشيف)
سرب من مقاتلات «إف ـ 35» (أرشيف)
تصغير
تكبير

- تشارك في «الدفاع الجوي» 25 دولة بقيادة ألمانيا

يستعد «الناتو» وشركاؤه، لإطلاق أكبر مناورات حرب جوية في تاريخ الحلف الأسبوع المقبل، في استعراض للقوة يهدف إلى إظهار الاستعداد لـ «ردع العدوان الروسي» في أوروبا، بحسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وستشارك في مناورات «الدفاع الجوي»، 25 دولة بقيادة ألمانيا، وستشهد مشاركة نحو 250 طائرة، من بينها القاذفات الإستراتيجية «بي - 1»، ومقاتلات متطورة من طراز«إف - 35» ومسيّرات طويلة المدى، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف جندي.

ووفقاً للصحيفة، فإنه من شأن التدريبات العسكرية أن تساعد القوات الجوية الحليفة على الانتشار بشكل أفضل في أوروبا وأماكن أخرى، لحماية شركاء مثل كوريا الجنوبية واليابان.

وتأتي هذه المناورات في وقت اكتسب حلف شمال الأطلسي، أهمية جديدة كتحالف دفاعي، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، العام الماضي، والذي أحدث أكبر صراع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وامتدت التوترات الجديدة بين الشرق والغرب إلى جميع أنحاء العالم، خصوصاً بعد تدريبات مشتركة جمعت الصين وروسيا هذا الأسبوع، وأثارت حفيظة حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.

وستشارك القوات الجوية الأميركية بـ 100 طائرة و2600 جندي من 42 ولاية فيديرالية. وستمتد المناورات، من أميركا عبر ألمانيا إلى الحدود الروسية في دول البلطيق وحول البحر الأسود، بين يومي 12 و23 يونيو.

ومن خلال قيادة المناورات، التي تم وضع تصورها للمرة الأولى، في عام 2018، في أعقاب تداعيات ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، تسعى ألمانيا إلى إظهار موقفاً أكثر قتالية، حيث دفعت المناورة الأخيرة للرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، برلين، إلى إيلاء الأهمية لقواتها المسلحة بعد عقود من الإهمال، وفقاً لـ «وول ستريت جورنال».

في السياق، صرح إينجو غيرهارتس، قائد القوات الجوية الألمانية الذي ستساهم قواته بـ 70 طائرة في التمرين، للصحيفة: «تحتاج ألمانيا إلى تحمل المزيد من المسؤولية وأحياناً أخذ زمام المبادرة بين دول الناتو هنا في أوروبا... وسنثبت أننا قادرون على ذلك في هذا التمرين»، مضيفاً «يجب أن نظهر أن أراضي الناتو هذه هي خطنا الأحمر».

من جانبه، قال الجنرال مايكل لوه، مدير الحرس الوطني الجوي الأميركي، إن القوات الجوية المتحالفة «تريد تطبيق الدروس المستفادة من الجهود في جميع أنحاء العالم»، بما في ذلك المحيط الهادئ.

وأضاف للصحيفة: «الردع من خلال القوة، يجب أن تتمتع بالقدرة والمصداقية والإرادة، وعندما تنظر إلى التحالف الغربي وقيمنا الغربية، لدينا بالتأكيد الإرادة والآن نظهر فقط كلا من القدرة والمصداقية».

وتابع لوه أن النطاق الواسع للتدريبات يجب أن يسمح لقوات التحالف بإجراء عمليات انتشار مماثلة في غضون ساعات، وليس أشهر، في أماكن بعيدة مثل كوريا الجنوبية أو اليابان.

وسارعت سيول وطوكيو، بمقاتلات نفاثة لاعتراض دورية جوية مشتركة للصين وروسيا فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، يوم الثلاثاء.

واعتبرت الحكومة اليابانية أن التدريبات الروسية - الصينية «تشكل مصدر قلق خطير للأمن القومي».

وستشمل مناورات «الدفاع الجوي»، تدريبات للنشر الشامل للقوات والمعدات من الولايات المتحدة إلى أوروبا، استعداداً لسيناريوهات إقدام روسيا على تنظيم هجمات على أعضاء «الناتو».

ويتضمن السيناريو الأساسي، إجراء محاكاة لاستيلاء العدو على ميناء روستوك الألماني في هجوم من شأنه أن يطلق بند الدفاع المشترك للحلف، والمعروف بـ «المادة 5».

وسيشمل الرد، استعادة الميناء والبنية التحتية الأخرى، بالإضافة إلى الدفاع عن المدن والانتقال إلى العمل الهجومي.

كما ستحاكي المناورات هجمات صواريخ ومسيرات روسية وتنشر طائرات مقاتلة لصدها، بحسب الصحيفة الأميركية.

وسيتم إغلاق أجزاء من المجال الجوي الألماني أمام الرحلات الجوية المدنية لفترات قصيرة.

وستمتد التدريبات أيضاً إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في سماء دول مثل ليتوانيا ورومانيا، وكذلك بولندا والتشيك.

كما ستعمل القوات الجوية المشتركة على تنفيذ تدريبات لسد الثغرة الأمنية الأوروبية الناجمة عن نقص الدفاع الجوي.

وتمتلك ألمانيا، أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد السكان، 11 نظام دفاع جوي من طراز «باتريوت»، اثنان منها معاران إلى بولندا، وعدد منها قيد الصيانة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي