«عدد» المرشحين الجمهوريين لانتخابات 2024 قد يُعزّز فرص الرئيس السابق

بنس يتحدّى ترامب... رئاسياً

صورة أرشيفية لترامب وبنس
صورة أرشيفية لترامب وبنس
تصغير
تكبير

- الليبراليون بين مشاعر تسلية ورعب... في آن معاً

قدم نائب الرئيس السابق مايك بنس ترشيحه إلى البيت الأبيض، أمس، وفقاً لوثائق أصدرتها لجنة الانتخابات الفيديرالية، وذلك في تحدٍ لشريكه السابق دونالد ترامب، في الانتخابات التمهيدية الجمهورية عام 2024.

وفي يوم عيد ميلاده الرابع والستين، غداً، يضفي بنس، المحافظ والمعارض الشرس للإجهاض، الطابع الرسمي، على دخوله المنافسة خلال لقاء في ولاية أيوا.

وعشية إعلان ثلاثة جمهوريين، ترشحهم رسمياً، يبدو السباق إلى اقتراع العام 2024 شبيهاً بسباق 2016 الانتخابي الحافل بالمرشحين والذي عاد بالنفع على ترامب.

هذه المرة، الملياردير البالغ من العمر 76 عاماً هو المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، لكن المنطق يبقى نفسه: كلّما كبر عدد المرشحين زاد احتمال تشتت الأصوات المناهضة لنجم تلفزيون الواقع السابق وهو ما يصب بالتالي في مصلحته.

ومن المتوقع أن يعلن حاكم ولاية نيوجرسي كريس كريستي الذي هزمه ترامب في العام 2016، ترشحه لرئاسة البيت الأبيض، اليوم، قبل يوم من إعلان ترشح بنس رسمياً، إضافة إلى حاكم ولاية نورث داكوتا دوغ بورغوم.

ويشكّل كريستي، الذي سيعلن ترشحه في ولاية نيو هامبشير، تحدياً جديداً لترامب بصفته المنافس الوحيد المستعد حتى الآن لتوجيه ضربات مدمرة إلى الرئيس السابق خلال الترويج لبرنامجه الانتخابي.

وبدأ كريستي البالغ من العمر 60 عاماً بالفعل في انتقاد صديقه السابق، وقال الشهر الماضي إن ترامب «خائف» من مناقشة خصومه الجادّين.

وأعلن ترامب أنه قد يفوت واحدة من المناظرتين الأوليين على الأقلّ، معرباً عن إحجامه عن مشاركة الأضواء مع المنافسين ذوي الشعبية الأقلّ أهمية.

وقال كريستي لمقدم البرامج الإذاعية هيو هيويت «إذا كان (ترامب) فعلا يهتم بالبلد - ولدي تساؤلات عميقة حول ذلك - فسيشارك (في المناظرات) ولا يجب أن يكون خائفا».

في انتخابات العام 2016، حلّ كريستي سادساً في نيو هامبشير وأيّد ترامب في نهاية المطاف، وعمل كمستشار رئيسي له قبل أن يخوض الرجلان خلافاً علنياً كبيراً.

«تغطية هائلة من الإعلام التقليدي»

مذاك، هاجم كريستي، الملياردير الجمهوري في جميع أنواع القضايا، وسلّط الضوء على تزايد التحقيقات الجنائية التي تستهدف ترامب وواجه اتهاماته في شأن تزوير نتائج انتخابات العام 2020 ووصفه بأنه «دمية بوتين» بسبب موقفه الانعزالي حول الغزو الروسي لأوكراني.

من جهته، كشف ترامب أنه يستمتع بالفوضى التي يحدثها اكتظاظ الساحة بالمرشحين، حين استقبل منافسه الجدي الأول وهي الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا نيكي هالي إلى السباق الانتخابي في فبراير، قائلًا لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية «كلّما ازداد عددنا ازداد المرح».

لكن الرئيس السابق لقسم تحليل نتائج الانتخابات الأميركية لدى شبكة «فوكس نيوز» جون إيليس قال لوكالة فرانس برس إن ترشّح كريستي قد يضعّف موقف ترامب.

وأضاف إيليس «ستحصل حملة كريستي على تغطية هائلة من الإعلام التقليدي لأنه سيهاجم ترامب بلا كلل، ما قد يساعده في الحصول على عدد جيد من الأصوات في نيو هامبشير».

وتابع «أعطت التغطية الإعلامية الإيجابية دفعاً لحملة جون ماكين الانتخابية في نيو هامبشير في العام 2000. كريستي يراهن على الأمر ذاته. بعض النظر عن ذلك، لا يساعد أبداً أن يكون للمرشح الأوفر حظاً شخص يرجمه كل يوم».

بحلول الأربعاء، سيكون هناك عشرة مرشحين رئيسيين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وأربعة مرشحين آخرين أيضاً، لكن ترامب متقدم بأكثر من 30 نقطة على أقرب منافسيه أي حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.

«الرجل الصامد الأخير»

وسيعقّد إعلان ترشح بنس، رسمياً، بالتزامن مع إعلان ترشح كريستي، السباق الانتخابي بشكل أقل بالنسبة لترامب مقارنة مع ديسانتيس الذي يسعى لكسب الناخبين في الولايات التي تنتخب أولاً في البلد، أي أيوا ونيو هامبشير، حيث يسعى للبقاء قادراً على المنافسة.

الخميس، تقوضت جهود ديسانتيس للتركيز على «الجذب» بدل «الهجوم» بسبب موجة غضب وجهها إلى مراسل في بلدة لاكونيا في نيو هامبشير.

ويراهن حاكم فلوريدا المحافظ المتشدد على خروج ترامب من السباق الانتخابي بسبب تزايد التهديدات القانونية التي يواجهها، وفق نظرية «الرجل الصامد الأخير».

تقوم الاستراتيجية بشكل أساسي، وفق النظرية، على إبقاء أنصار ترامب راضين عن ديسانتيس من خلال تجنّبه الصراعات وتموضعه بأحسن طريقة ممكنة لاجتذابهم إلى صفه عندما يُضطر ترامب إلى الانسحاب بسبب الملاحقات القضائية.

لكن ديسانتيس البالغ من العمر 44 عاماً قد بدأ أيضاً في توجيه انتقادات صريحة لمنافسه، مشككاً في التزام ترامب بالمحافظة وفي فعاليته في البيت الأبيض وفي احتمالات فوزه على الرئيس الحالي جو بايدن.

تنتاب الليبراليين مشاعر تسلية ورعب في آن معاً، وأصبحوا منقسمين بين مؤيدين لترامب على اعتبار أنه الأوفر حظاً في الانتخابات العامة، ومعارضين له يفضلون رؤية أي شخص آخر يتسلم البيت الأبيض حتى لو عنى ذلك خسارة مرشّحي صفوفهم.

وقالت الخبيرة في استراتيجية الانتخابات الديموقراطية أماني ويلز-اونيوها لـ «فرانس برس»، «يمكن للمعارضين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين بذل قصارى جهدهم، لكن إذا لم تنجح اتهامات بالاغتصاب وُجّهت (إلى ترامب) والهجوم (على مبنى الكابيتول) في تقليص قاعدته، فلن ينجح هؤلاء المرشحون في فعل ذلك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي