إن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن في أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، وكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثير قوي أكد هذا التأثير أن المسيرة الديموقراطية تسير على نهج سليم في البلاد التي تكون فيها الانتخابات، سواء كانت انتخابات نيابية أو بلدية.
لقد اعتادت الأوطان التي تعمل على ترسيخ مبادئ الديموقراطية أن تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية، لضمان تعزيز الديموقراطية النابعة من اختيار الشعب لنوابه وممثليه، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية إذا نظمت الانتخابات وفقاً للشروط القانونية والدستورية التي يحددها القانون والدستور، ولذلك فعدم المشاركة الانتخابية في بعض البلدان يعكس عدم ثقة الشعب بالحياة الديموقراطية، وفي التزام النواب تجاهها!
وعليه، فالشعب الذي يعاني من عدم إخلاص نوابه وممثليه، يعاني من مشاعر الإحباط التي تدفعه إلى مشاعر عدم جدوى المشاركة في صنع القرار السياسي، لكونه يدرك أن المشاركة الانتخابية لن تغير الواقع، ولن تحقق له متطلباته.
ومن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في الإدارة المنتخبة، ومن أجل توجيه تلك الإدارة نحو برامج تصب في خدمة جمهور الشعب المصوِّت، لابد أنْ يشارك أوسع جمهور في عملية التصويت من جهة وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب على وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة ممثلي الإدارة المنتخبة وفي توجهاتهم وبرامجهم من جهة أخرى.
كما أن المشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيداً على الالتزام بالنهج الديموقراطي والحرص على اتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.
وكما أن للمشاركة الانتخابية أهمية كبرى في تعزيز الديموقراطية، والنهوض بالأوطان، فإن وجود نهج ديموقراطي وسعي والتزام بالنهوض بالأوطان في الميادين كافة يعمل أيضاً على رفع نسبة المشاركة الانتخابية لإدراك الناخب بأهمية صوته في تغيير مصير الشعب، ووضع الوطن في الاتجاه الصحيح، كما ان المشاركة السياسية لا تنبع من مجرد رغبة الناخب في ممارسة حقه الانتخابي، وإنما تنبع من وجود وعي سياسي واجتماعي يتشكل تدريجياً داخل المجتمع. وإن الانتخاب يعد أحد مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديموقراطية إلا أنه كفعل لا يكفي وحده لتحقيق الديموقراطية، والتي يتطلب الوصول إليها تحقيق مجموعة من الشروط المؤسساتية والقانونية والثقافية والسياسية في الكثير من النظم التي يتمتع أفرادها بحق الانتخاب.
إذاً، المشاركة الانتخابية تعني أن المواطن يدرك أهمية دوره والتزامه بواجباته تجاه العملية الانتخابية، وأنه يعرف كيف يختار المترشح صاحب البرنامج الانتخابي الأجدى له، ويحدد أولوياته وفقاً لطموحاته ورؤيته الخاصة، خصوصاً أن المشاركة الانتخابية تعني شعور الناخب والمترشح بالمسؤولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن ككل.
Twitter: @Fahad_aljabri
Email: [email protected]