لا أدري لماذا يستمتع القادة الإيرانيون بإطلاق تهديداتهم ضد العالم كلما زارونا في الكويت، كما فعل رئيس مجلس الشورى الإيراني «علي لاريجاني» في زيارته الأربعاء الماضي إلى الكويت فقد حذر دول الخليج التي تضم قواعد عسكرية أميركية وهي قطر والكويت والإمارات والبحرين إلى عدم السماح باستخدام أراضيها لضرب إيران، وأكد بأنهم لا يودون الحاق الأذى بأي من دول المجلس.
لا شك بأن هذا التصريح من لاريجاني لا يمثل ضرباً بالحائط للأعراف الديبلوماسية واللياقة الأدبية فقط ولكنه يمثل احتقارا للدولة المضيفة حيث يهددها في عقر دارها، وكان الأجدر بالكويت ان تطلب منه المغادرة فوراً.
ولئن كان لاريجاني وهو الأكثر ديبلوماسية في النظام الإيراني يكرر تلك التهديدات فإن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد قال بأن بلاده هي أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط بل وفي العالم وأن الشعب الإيراني يعتبر اليوم مصدر إلهام للعالم، وتعهد بمواصلة تخصيب اليورانيوم متحدياً الموعد الذي حددته القوى الغربية - حتى نهاية العام - لتسلم رد بلاده على العرض الذي قدموه لإيران لتخصيب اليورانيوم خارج إيران.
نشرت صحيفة الواشنطن بوست ذات العلاقة بجهات صنع القرار في واشنطن في عددها بتاريخ 31/1/2010 بأن إدارة أوباما قد بدأت في التعجيل بنشر منظومات دفاعية جديدة في منطقة الخليج تحسباً لهجوم إيراني محتمل، ونشرت سفناً حربية قبالة السواحل الإيرانية، كمانصبت انظمة مضادة للصواريخ في أربع دول عربية على الأقل وهي قطر والبحرين والإمارات والكويت. والسبب في تلك التجهيزات كما ذكرت الصحيفة يتزامن مع بلوغ سياسة إدارة أوباما نقطة تحول حاسمة تجاه إيران بعد فشل المساعي الديبلوماسية في اقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، وان واشنطن تسعى حالياً لحشد تأييد دولي لفرض عقوبات جديدة على إيران.
إذا، فالخلاصة هي ان الولايات المتحدة لن تسكت بعد اليوم على تجاهل إيران لتحذيراتها المتكررة بعدم المضي قدماً في برنامجها النووي، وأن الولايات المتحدة قد لا تضطر لاستخدام الدول الخليجية للهجوم على إيران لتوفر قواعد لها من عدة نقاط في العالم، ولكن تلك الدول ستكون في مرمى النيران الإيرانية مهما التزمت الحياد. والسيناريو الأكثر معقولية هو ان إسرائيل هي من سيتكفل بضرب إيران بالوكالة عن الولايات المتحدة لأنها تستشعر الخطر اكثر من غيرها وهي متعودة على مهاجمة الأهداف العسكرية كما فعلت مع العراق، وذلك بدعم لوجستي اميركي. وفي جميع الحالات فإن إيران لن تملك غير ردود الأفعال الهستيرية وبالتالي الانتقام من جيرانها، فماذا اعددنا لتلك الحرب الوشيكة وهل نملك منع الولايات المتحدة من اتخاذنا ترساً ضد أعدائها وهل نملك ايقاف الحرب بالوكالة التي نخوضها منذ زمن طويل نيابة عن الدول الغربية؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]