ضمن جولتهما الخليجية التي انطلقت من الرياض
أوربون وفرنانديز... استحضرا التراث الإسباني في «المكتبة الوطنية»
كما لو أننا في غرناطة أو إشبيلية، أو إحدى المدن الأندلسية العريقة، حيث تتدفق الأنغام اللاتينية والغجرية، فيتحلّق من حولها عشاق النغم الأصيل في الشوارع العتيقة.
هكذا بدا المشهد الموسيقي أمس، في مكتبة الكويت الوطنية، حين عاش الجمهور الكويتي ذلك الإحساس الجميل والمفعم بالذوق الموسيقي الرفيع، خلال أمسية أقامتها السفارة الإسبانية، وأحياها الثنائي عازف الغيتار أرماندو أوربون وعازفة الكمان لورينا فرنانديز اللذين استحضرا تراث بلدهما، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن جولتهما الخليجية التي انطلقت من العاصمة السعودية الرياض.
وشهدت الأمسية، حضور كوكبة من الديبلوماسيين والمسؤولين وقيادات «مجلس الثقافة»، يتقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف الدكتور محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، إلى جانب حضور باقة من عشاق الموسيقى ومتذوقي الفنون.
في البداية، أبدع أوربون بالعزف المنفرد لمقطوعتين موسيقيتين على آلة الغيتار، في محاولة ناجحة لإشعال الأجواء منذ الاستهلال، لتدخل رفيقته فرنانديز على خط الموسيقى بصوت الكمان، إيذاناً بتدفق نهر من الموسيقى الراقية في أجواء المسرح، فعزفا مقطوعة بعنوان «L’encouragement» لعازف الغيتار الكلاسيكي فرناندو سور.
بعدها عزف أوربون مقطوعة من تأليفه بعنوان «cancion»، في حين قام الثنائي بالعزف الأخاذ لمقطوعتين من تأليف عازف الغيتار البرازيلي سيلسو ماتشادو وهما «Qebra Queixo» و«Piazza Vitorio».
وهنا تفجّرت عيون الموسيقى العذبة من إشبيلية، حين عزف الثنائي مقطوعة بعنوان «Sevillanas» لتبلغ الحماسة في المدرجات ذروتها من التفاعل والانسجام مع نسمات الموسيقى ورونقها.
كما عزف كل من أوربون وفرنانديز للموسيقار فيديريكو غارثيا لوركا مقطوعة بعنوان «El Café de chinitas»، وكان ختام الأمسية مسكاً مع مقطوعة «Nana» لمانويل دي فايا ذي الأصول الإسبانية.
لغة العالم
أعربت عازفة الكمان لورينا فرنانديز عن حبها للموسيقى، لاسيما وأنها لغة العالم وتُساهم في تقارب الشعوب، مؤكدة أنها ورفيقها أوربورن يسعيان كثنائي من خلال هذه الجولة إلى تعريف الجمهور بالثقافة الإسبانية في منطقة الخليج.
وأشارت إلى أن أولى محطاتهما الموسيقية على الصعيد الخليجي كانت في العاصمة السعودية الرياض، أما الثانية في دولة الكويت، ومن ثم البحرين، فبقية دول الخليج.
