المشروع بإدارة مكتبة الجامعة الأميركية بالكويت ودعم من «كيبكو»

«توثيق التاريخ الشفوي»... ثروة للأجيال القادمة

تصغير
تكبير

- ريم العلي: مواضيع المقابلات التي قُمنا بها تُعتبر شاملة عن تاريخ الكويت
- عبدالعزيز المحميد: المشروع يعتمد على التوثيق السمعي بدلاً من المقروء المتعارف عليه

التوثيق عملية مهمة جداً وثروة قيّمة للبشر بصورة عامة وللأجيال القادمة بشكل خاص، كونها تمنحهم فرصة التعرّف على ما فاتهم في الماضي من أحداث مختلفة لا يمكن استرجاعها جميعاً، فماذا لو كان هذا التوثيق متعلقاً بتاريخ بلد ما، مرّ بكثير من الأحداث التي كانت عاملاً مساهماً في صناعة وتشكيل ما نحن عليه اليوم؟

لكن أن يكون التوثيق تم بطريقة مغايرة عما هو متعارف عليه من خلال الكتب والأوراق، حينها يعتبر أمراً مثيراً للاهتمام، خصوصاً لدى جيل الشباب الذي قد لا يميل إلى القراءة بشكل كبير، وهو ما قامت به على أرض الواقع مكتبة الجامعة الأميركية في الكويت، وبدعم كبير وملموس من شركة مشاريع الكويت «كيبكو»، عندما أطلقوا مشروعاً يحمل عنوان «توثيق التاريخ الشفوي» أقيم له معرض مساء أمس، في قاعة معرض الفن المعاصر.

المعرض، الذي شهد حضوراً كبيراً، منهم رئيسة الجامعة الأميركية الدكتورة روضة عواد ومديرة المكتبة أسماء الكنعان ومسؤولة تطبيقات المكتبة هناء قاعوري والمدير التنفيذي لاتصالات مجموعة «كيبكو» إيمان العوضي، إضافة إلى عدد من المهتمين، جالت «الراي» في أرجائه، راصدة المجهود الكبير الذي تم بذله في اختيار الشخصيات ذات البصمة بمختلف توجهاتها وتخصصها بالحياة.

دعم من «كيبكو»

وأوضحت مديرة المشروع ريم العلي أن «الفكرة بدأت من الدكتورة فرح النقيب التي كانت المسؤولة عن مركز دراسات الخليج في الجامعة الأميركية، بعدها تطور المشروع وانتقل إلى مكتبة الجامعة، ثم أكملنا المشوار بدعم كبير من شركة مشاريع الكويت (كيبكو)، إذ استطعنا التوسّع وأن نقوم بالعديد من المقابلات مع شخصيات مهمة ومختلفة، حيث باتت جميعها اليوم متوافرة للاستماع أمام الجميع من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالجامعة».

وعن آلية اختيار الشخصيات المعنية بالمقابلات، قالت: «اخترنا الشخصيات التي وُلِدت قبل الستينات من القرن الماضي سواء كانوا كويتيين أو غير ذلك، لكنهم عاشوا لسنوات طويلة فوق أرضها، في سبيل توثيق تجاربهم الشخصية والغوص في تاريخ الكويت».

فترة الغزو

أما عن المعرض، فقالت: «ركزنا في المعرض الحالي من خلال المقابلات المتوافرة للاستماع على فترة الغزو العراقي الغاشم، لكن المقابلات التي قمنا بها تعتبر مواضيعها شاملة عن تاريخ الكويت. وقد يكون تركيزنا في المعرض المقبل منصبّاً على مواضيع أخرى، مثل التعليم أو السينما في الكويت وهكذا».

وأردفت العلي: «هذه المعارض مهمة جداً، لأن المقاطع الصوتية تعكس الحياة اليومية للأشخاص، وليست مجرد كلام مطبوع في كتب، بل كل زائر يمكنه أن يسمع المعلومة من أفواه الشخصيات المعنية بالأمر بشكل مباشر، والذي عاصر تلك الحقبة».

الجميع متعاون

وفي ما يخصّ الصعوبات التي واجهتهم، قالت: «كانت من حيث الوصول إلى الأشخاص بالدرجة الأولى، إلى جانب الحالة الصحية لكل شخصية إن كانت تسمح لنا بالجلوس معها لوقت طويل أم لا، ثم إجراء المقابلة التي قد تستمر في بعض الأحيان إلى 10 ساعات، ثم الدخول بعدها إلى مرحلة المونتاج للتقسيم. لكن بكل أمانة الجميع كان متعاوناً، ولمسنا لديهم حب تقديم المعلومة والرغبة الفعلية بالتوثيق».

توجّه جديد

من جانبه، اعتمد منسق المشروع عبدالعزيز المحميد أنه (المشروع) «يعتمد على توجه جديد في التوثيق التاريخي، التمثيل في التوثيق السمعي بدلاً من المقروء المتعارف عليه، فمن خلاله تسرد لنا الشخصيات قصة حياتها، ومنها نستطيع أن نتملك زوايا عدة في تاريخ الكويت آنذاك، من الحياة السياسية والاجتماعية، وأيضاً الجانب الشخصي من حياة كل شخصية».

يثلج الصدر

وحول الإقبال على المعرض وفترة انتهائه، قال: «المعرض مستمر حتى 6 يونيو المقبل، وشخصياً أراه يثلج الصدر، إذ عادة يكون لدينا هاجس عدم التواجد الكبير، باعتبار أن المقابلات مدتها الزمنية طويلة نوعاً ما (والناس مالها خلق تسمع مقابلة مدتها 6 ساعات مثلاً)، لذلك تفادينا ذلك عندما اخترنا أن يدور المعرض الحالي حول موضوع واحد وهو فترة الغزو العراقي الغاشم، وأن تكون المقاطع الصوتية صغيرة، بحيث لا تتجاوز مدة الواحد منها 120 ثانية».

شخصيات وطموح

أشار المحميد إلى أننا «منذ سنوات نجري هذه المقابلات مع شخصيات عديدة، منهم ماما أنيسة، الفاروق عبدالعزيز، محمد السنعوسي، عبدالمحسن مظفر، بدر بورسلي، عدنان شهاب الدين، ليلى أحمد، سارة أكبر، لولوة القطامي، كلوديا الرشود، محمد الرميحي، حسين اليوحة، حمزة عليان، سلام قاوقجي، عابدين الصايغ، ثريا البقصمي، رقية الكوت، عبدالله بشارة، وليد الرجيب وغيرهم الكثير».

وأضاف «طموحنا في المستقبل القريب إجراء مقابلات مع شخصيات أكثر لرصد وتسجيل وتوثيق التاريخ».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي