طرفا الصراع يبحثان «هدنة إنسانية»... ولن يتفاوضا على إنهاء الحرب
جدة تحتضن أول مبادرة جادة لإنهاء القتال في السودان
- فيصل بن فرحان: نأمل أن يقود حوار جدة إلى إنهاء الصراع
- الرياض وواشنطن تحضّان طرفي النزاع على العمل من أجل وقف النار
- سوليفان إلى المملكة لإجراء محادثات مع القادة السعوديين
- مجلس التعاون يثمن الجهود السعودية. الأميركية
- حميدتي يشكر الرياض على استضافة مباحثات يأمل أن تُحقق أهدافها
- تركيا ستنقل سفارتها من الخرطوم إلى بورتسودان بعد إطلاق رصاص على سيارة سفيرها
اتجهت الأنظار إلى جدة، التي تحتضن مباحثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بمبادرة سعودية - أميركية، في أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي أصاب الحكومة السودانية بالشلل وعرّض الانتقال السياسي للخطر بعد أعوام من الاضطرابات والانتفاضات.
وقد رحّب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع في وطنهم».
وقال إنه يأمل أن يقود الحوار بين الجيش السوداني والدعم السريع الجاري في مدينة جدة إلى «إنهاء الصراع وانطلاق العملية السياسية» وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان. وأضاف عبر «تويتر» أن استضافة الحوار السوداني يأتي «نتاج تكاتف دولي وتمت بجهود حثيثة» مع أميركا وبالشراكة مع دول المجموعة الرباعية والشركاء من الآلية الثلاثية.
وفي وقت سابق، تلقى فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله مستجدات الوضع في السودان.
وفي بيان، حضّت السعودية والولايات المتحدة كلا الطرفين على «استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرّض للمزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة».
من جانبه، ثمن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، «الجهود والمساعي الحميدة التي تبذلها السعودية والولايات المتحدة، لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار وخفض مستوى التوتر بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه، ويسهم في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية».
وأكد أن دول مجلس التعاون دول داعمة للسلام وتسعى دائماً من خلال علاقاتها الديبلوماسية الراسخة والممتدة، للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والعالمي.
وفي السياق، توجه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إلى المملكة، لإجراء محادثات مع القادة السعوديين.
في المقابل، أكد الجانبان السودانيان، أنهما سيبحثان هدنة إنسانية فحسب ولن يتفاوضا على إنهاء الحرب.
وشدّد السفير دفع الله الحاج، مبعوث رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، في مقابلة خاصة مع «العربية» على عدم قبول أيّ مقترحات لبحث موضوع المصالحة مع قوات الدعم السريع، مؤكداً أن أولوية الجيش «تكمن في حسم المعركة».
كما أكد مبعوث البرهان أن الجيش قَبِل المبادرة لمناقشة ومراقبة آلية الهدنة، مشيراً إلى أن وفد الجيش لن يلتقي في جدة بشكل مباشر مع وفد الدعم السريع.
في المقابل، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، أنه يأمل في أن تُحقق المحادثات الهدف المرجو منها، وهو فتح ممر آمن للمدنيين.
وشكر الرياض وواشنطن «على رعايتهما لهذه المبادرة»، ووجّه في تغريدة شكراً خاصاً لقيادة المملكة على استضافة المحادثات.
وأشارت مصادرُ «العربية» و«الحدث» إلى أن وفد الجيش يمثله ثلاثةُ ضباط وسفير، أما وفد قوات الدعم، فيمثله 3 ضباط فقط.
ورحّبت القوى المدنية الموقعة على «الاتفاق الإطاري» بمباحثات جدة، وأعربت عن أملها في أن تقود لوقف للقتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية، بما يمهّد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام.
ومن المقرر أن يبحث اليوم، وزراء الخارجية العرب «الملف السوداني».
ورغم إعلان طرفي النزاع، تمديد الهدنة لـ 72 ساعة، سُمعت في اليوم الثاني والعشرين للمواجهات، أصوات اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة ودوي الانفجارات ناتج عن قصف الطيران الحربي في الخرطوم.
من ناحية ثانية، قال مصدر ديبلوماسي تركي إن سيارة السفير تعرّضت أيضاً لإطلاق نار من مهاجمين مجهولين، من دون أن يسفر عن إصابة أحد.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «مع توصية من الحكومة الانتقالية والجيش السوداني، قررنا نقل سفارتنا موقتاً إلى بورتسودان لأسباب أمنية».