فلسفة قلم

6/6

تصغير
تكبير

الكويت تمر بمرحلة مفصلية في تاريخها السياسي، ولن نبالغ إذا زعمنا بأن الانتخابات المقبلة التي تحمل رقم 6/6 وهو تاريخ يوم الانتخاب ستكون من أهم الانتخابات النيابية في تاريخ البرلمان الكويتي، لأن الحكومة لا تملك رفاهية الاختيار ولا وحرية الوقت لبدء انطلاق قطار تصحيح المسار لأسباب عدة أهمها اتساع حجم الفجوة بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي.

قطار التنمية وتصحيح المسار جاهز للانطلاق منذ فترة خصوصاً بعد تلاقي إرادة القيادة السياسية مع الإرادة الشعبية وما صاحبها من تغييرات في دول المحيط الإقليمي سواء في السلب أو الإيجاب، ولكن الخلافات السياسية الضيقة وصراع المصالح الشخصية أثر على المشهد السياسي بشكل كبير في الفترة الماضية، بمعنى أن كل الأطراف في الكويت متفقة على ضرورة تحرك القطار، ولكن كان الخلاف من يركب ومن يترجل ومن يستحوذ على قمرة القيادة!

إلا أنه لم يعد في الوقت متسع، ولذلك في هذه المرة بالتحديد بات مؤكداً أن القطار سوف ينطلق بمن حضر... فلا الوقت ولا الوضعين الداخلي والإقليمي يحتملان رفاهية الاختيار ومزيداً من الصراعات.

ومن هنا، تبرز رسالة مفادها أنه لم يعد حق المشاركة في هذه الانتخابات بالتحديد اختيارياً، فإنه نظراً لمتطلبات المرحلة صار واجباً على كل مواطنة ومواطن المشاركة وامعان النظر 6/6 قبل الاختيار، بعيداً عن الاصطفافات الطائفية والقبلية، وبعيداً عن المصالح الشخصية لأن نظرتنا الضيقة في اختياراتنا وصراعاتنا هي التي أوصلتنا إلى هذا التراجع على كل الأصعدة، في التعليم، والصحة، والرياضة، والرعاية السكنية، والبنى التحتية، حتى في الفكر تراجعنا وصرنا نفكر بدرجات المواطنة مثل القرون الوسطى، وكنتيجة حتمية أوصلتنا صراعاتنا إلى منعطف خطير وانحراف في المسار صار لزاماً تعديله.

لا أعذار مقبولة بعدما وفرت القيادة السياسية كل السبل لضمان نجاح العملية الانتخابية من وقف تدفقات المال السياسي، والتصدي للانتخابات الفرعية، وقطع الطريق على تزوير إدارة الناخبين بنقل الأصوات من دائرة لأخرى، وبالتالي الدور اليوم يبقى على المواطنات والمواطنين بايصال أكفاء يستطيعون تلبية حاجات المرحلة المقبلة.

نقطة أخيرة مهمة جداً...

لوحظ في الآونة الأخيرة أن الطابور الخامس استيقظ من سباته، وصارت الأرض خصبة لترويج الإشاعات، لذلك على الحكومة سرعة اتخاذ القرار ونفي الإشاعات ومحاسبة مروجيها حتى لا تؤثر على العملية الانتخابية التي تأتي في وقت قصير ومؤثر.

ولذلك، نتمنى أن نكون متيقظين لمراقبة نشاط مروجي الإشاعات، ولا ننجر خلف كل خبر أو تخمين سواء كان من شخص معروف أو من متنكر بحساب وهمي، بمعنى من اليوم وحتى تاريخ 6/6 واجب علينا فتح أعيننا 6/6، والله الموفق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي