معرض لهنادي المرزوق في «بيت السدو»
«آثار الحنين»... لمحاكاة التراث المفقود
- المعرض يسلط الضوء على عدم التوازن الذي نتج عن التدفق المفاجئ للثروة النفطية والنزعة الاستهلاكية
«الذاكرة ليست صورة موضوعية للماضي، لكنها بناء يتغير باستمرار من خلال التكرار وإعادة التقييم»...
من هذا المبدأ، ابتكرت مصممة المنتجات هنادي المرزوق فكرة معرضها «آثار الحنين» في «بيت السدو»، وهو معرض متعدد التخصصات، والذي تُعيد من خلاله التفكير في ظواهر الذاكرة الجماعية والتراث المفقود نتيجة للإرث النفطي.
وقالت المرزوق لـ «الراي» على هامش افتتاح المعرض أول من أمس، والذي يستمر حتى السادس من شهر مايو الجاري، إنه في حين كان اكتشاف النفط حافزاً للتحديث، فقد كان أيضاً انعكاساً للذاكرة والفقدان، حيث أدّت وفرة السلع الاستهلاكية التي استوردتها ثروة صناعة النفط إلى تغيير الثقافة المادية في البلاد، ما جعل الأشياء المصنوعة محلياً تبدو غير ذات صلة.
كما أثر ذلك التغيير الثقافي على البنية التحتية للبلاد، حيث صاحبها هجر وهدم للمنازل والمدن الأصلية، ما أدى إلى حالة من عدم الثبات وعدم التوازن.
وذكرت أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على عدم التوازن الذي نتج عن التدفق المفاجئ للثروة النفطية والنزعة الاستهلاكية، فضلاً عن دراسة التحول في أدوار الجنسين خلال فترة الحداثة، باستخدام مجموعة من الوسائط، بما في ذلك المنسوجات والفيديو والفن المركب، مؤكدة أن «آثار الحنين» يدعو المشاهد إلى التفكير في أهمية الحفاظ على تراثنا «لأنه يتبدد ببطء، وهو دعوة غير مباشرة للعمل من أجل النهوض».
«النهوض»
وقدمت المرزوق في المعرض أعمالاً مركبة، منها «النهوض» وهو فن مركب ينقل الزائر إلى لمحة مستقبلية عن الأنقاض، مستوحى من وحي الخيال، حيث يفكر سكان المستقبل في إرثنا ويطرحون أسئلة لبناء ذاكرة جماعية لماضينا.
أما «النبوءة»، فهو عمل تم نحته بوسائط متعددة، ليشكّل مزيجاً من الأفكار حول العمارة الوحشية في الكويت لعصر النفط - والتي تم هدمها في الغالب الآن - حيث يستمر النفط في كونه محفزاً لدورات الهدم والبناء التي لا يوجد لها دوام.
وياتي نسيج تم صنعه بالتعاون مع أم نايف النساجة المقيمة في «بيت السدو»، بعنوان «البداية». ويحاكي نمط النسيج آثار الإطارات الموجودة، في مقارنة بين الماضي والحاضر. في حين يروج الحائك للهوية الثقافية من خلال حرفته.
ويبقى «الأثر»، وهو عمل تركيبي يفكك لغة الرموز التقليدية الموجودة في منسوجات السدو، ويحتضنها كزخارف وظيفية وليست مجرد زخارف خالية من أي غرض.
الجزء المركزي من هذا التركيب عبارة عن إطار، وهو رمز للعقلية الاستهلاكية، مصنوع من المطاط المعاد تدويره، وتكشف مساراته على الرمال آثار رموز السدو سريعة الزوال.