الأمطار الأخيرة حدّثت النظام والمعلمون الجدد تدرّبوا على الحصص الافتراضية
التعليم عن بعد... جاهز في جميع المدارس
- «كورونا» نقلت التربية قسراً إلى التعليم الإلكتروني... ويجب تدارك سلبيات التطبيق
- مطلوب إجراءات أكثر تشدداً لحضور الطلبة الحصص الافتراضية في الكوارث والأزمات
- استحداث إدارة متكاملة للتعليم الإلكتروني أصبح ضرورة لتطوير النظام وسد الفجوات
أيقظت الأمطار التي هطلت على البلاد، خلال الشهر الجاري، المدارس من سباتها الإلكتروني لتفعيل التعليم عن بعد وتحديث تطبيق «تيمز» وتدريب المعلمين الجدد كافة على إدارة الحصص الافتراضية وكيفية التعامل مع الطلبة من خلالها.
وأكد مصدر تربوي لـ«الراي»، أن التعليم عن بعد «أون لاين» جاهز الآن في جميع المدارس تنفيذاً لتوجيهات الوكيل المساعد للتعليم العام أسامة السلطان في شأن توزيع الحصص الافتراضية على المعلمين والمتعلمين في تطبيق تيمز وتوضيح كيفية تشغيل التطبيق للمتعلمين وتفعيل حسابات المعلمين غير المفعلة.
ووصف التعطيل المفاجئ للدراسة خلال الشهر الجاري ودعوة الوكيل السلطان الإدارات المدرسية إلى تفعيل التعليم الإلكتروني بأنها «جرس إنذار، يجب أن يدق مطلع كل عام دراسي لضمان استمرارية التعليم تحت كل الظروف سواء مناخية أو غيرها»، مبيناً أن «أزمة كورونا نقلت وزارة التربية بشكل قسري إلى التعليم الإلكتروني وهذه من الإيجابيات التي يجب تنميتها والعمل على تدارك السلبيات الموجودة في تطبيق تيمز،ومن أهمها سن إجراءات أكثر تشدداً لإلزام الطلبة بحضور الحصص الافتراضية وعدم التغيب عنها باعتبارها يوماً دراسياً عادياً».
ولفت إلى أن كثيراً من المدارس الحكومية وقبل أزمة كورونا أنشأت حسابات إلكترونية لديها وكانت لديها خاصية التواصل مع أولياء الامور إلكترونياً، لكن هناك قفزة نوعية حصلت لها بعد الأزمة الصحية حيث استحدثت وحدة تحسين الأداء المدرسي المعنية بمتابعة التحصيل الدراسي للطلبة وتحديد مواطن الضعف والقوة لديهم وتتبع مستوى المعلمين وإشراك ولي الأمر في العملية التعليمية بحيث يستطيع متابعة أبنه من خلال هاتفه المحمول.
وأوضح أن هناك مدارس في قطاع التعليم العام تتفوق إلكترونياً على بعض المدارس الأجنبية الخاصة في الكويت من حيث توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية، وللأسف فإن جهود هذه المدارس فردية من إداراتها، مؤكداً أن وزارة التربية رصدت منذ نحو 13 عاماً ميزانية ضخمة لتطبيق التعليم الإلكتروني على مدى 5 سنوات وقد تم طرح عشرات المناقصات والمشاريع ذات الصلة لكن التدخل النيابي والشعبوي كان لها بالمرصاد فألغيت جميعها في العام 2019 وحين جاءت الأزمة عضت الوزارة أصابع الندم على هدر تلك الجهود ونسف المشاريع التي طرحتها.
وشدد المصدر على ضرورة اهتمام الوزارة في نظام التعليم عن بعد لمواكبة العالم المتقدم من خلال استحداث إدارة متكاملة في هيكلها التنظيمي للتعليم الإلكتروني تكون مسؤولة عن تطبيق هذا النظام وتلافي جميع الفجوات والسلبيات القائمة فيه بالتنسيق بين قطاعي التعليم العام والبحوث التربوية والمناهج ويتم خلالها تحميل الكتب الدراسية على الموقع الإلكتروني للوزارة، مع توفير نظام خاص لربط المدارس بشبكة رئيسية واحدة في عموم المناطق التعليمية.
سلبيات النظام
قال المصدر «إن أهم السلبيات التي رافقت نظام التعليم عن بعد في الكويت هي استخدام الهيئات التعليمية لأجهزة اللابتوب والإنترنت بشكل شخصي وضعف الإنترنت في بعض الأحيان، وعدم السيطرة على الطلبة في الحصص الافتراضية وكثرة حالات الغياب إضافة إلى عدم وجود نظام حقيقي لتقييم الطالب».
مخاطر الفضاء المفتوح
أشار المصدر إلى أن «نظام التعليم الإلكتروني وإن أصبح حاجة ضرورية اليوم في جميع المؤسسات التعليمية، فإن له مخاطر كبيرة يجب تداركها وأهمها أن هذا الفضاء المفتوح الذي يسبح فيه الطالب اليوم يجب أن يقابله وجود مناعة لديه وتحصينه من جميع الدعوات والأفكار والمعلومات التي تروج لها كثير من الجهات المعروفة وغير المعروفة».