السودان.. المعارك متواصلة في الخرطوم ودارفور رغم الهدنة
تتواصل المعارك اليوم، في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان رغم الإعلان عن تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في النزاع الدامي المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي أسفر عن مقتل قرابة 500 شخص.
في الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من ثلاثة أيام لم يتمّ الالتزام بها فعليا، أعلن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موافقتهما على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية، بمساع أميركية وسعودية. ومنذ 15 أبريل، أُعلن عن هدن عدة، سجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك ساهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكنها لم يتم الالتزام بها بشكل ثابت.
وفي بيان مشترك صدر في واشنطن، رحّب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع «الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».
وأضاف البيان أن «هذه المرحلة الديبلوماسية الأولية ستساهم في وقف دائم للأعمال القتالية وفي الترتيبات الإنسانية وتطوير خطة لخفض التصعيد».
ورحبّت دول عدّة بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل. على الأرض، القتال يتواصل.
وأفاد شهود عن تبادل قصف في الخرطوم اليوم، تستخدم فيه طائرات عسكرية تابعة للحيش ومدفعية ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع. وأطلقت منظمات ناشطة اليوم جرس الإنذار في شأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية، لا سيما قرب الحدود التشادية.
وتحدّثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين بـ«برشاشات وقذائف ار بي جي ومضادات للطائرات» في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، «أطلقوا قذائف على المنازل». وطالبت الهيئة «برهان وحميدتي بوقف فوري لهذه الحرب العبثية».
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان أن هناك «عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك» في الجنينة. وذكرت أن «الأحداث الدموية لا تزال جارية» في المدينة «مخلفة عشرات القتلى والجرحى».
وتحدثت الأمم المتحدة عن «توزيع أسلحة على المدنيين» في دارفور. وحذّرت الأمم المتحدة التي علّقت نشاطها في السودان بعد مقتل خمسة من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، من أن خمسين ألف طفل يعانون من «نقض تغذية حاد» محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.