No Script

«بلومبيرغ»: أرباح الشركات النفطية ستتراجع وكذلك التضخم

أسعار الوقود ستنخفض لارتفاع القدرة الإنتاجية للتكرير... عالمياً

تصغير
تكبير

يُعد النفط المادة الأولية الأهم في العالم، فالدول تخوض حروباً للسيطرة عليه، كما أن الاقتصادات تزدهر وتذبل بتأثير من أسعاره، لكنه غير مجد من دون عملية تحويله إلى المواد التي يريدها الجميع، وهي البنزين والديزل ووقود الطائرات والمنتجات البتروكيماوية.

وبحسب وكالة «بلومبيرغ»، أصبحت صناعة تكرير النفط خلال العامين الماضيين «نقطة اختناق» مع ارتفاع تكلفة تحويل الخام إلى وقود إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، ما أدى بدوره إلى رفع أسعار البنزين والديزل. وذكرت الوكالة «آنذاك كان الحديث السائد يدور حول (جدار المصافي)، أما الآن فإن عنق الزجاجة آخذ بالاتساع»، مضيفة أن «الذي تغير هو أن العالم يعمل على بناء مصاف جديدة وتوسيع المصافي القديمة بسرعة لم تكن معهودة على مدى نحو جيلين من الزمن. وقد يبدو أن ذلك يتعارض مع جهود حماية البيئة لكن الطلب على النفط مستمر في التصاعد، ولاستيعاب الزيادة تعمل شركات النفط على استثمار مليارات الدولارات في مصاف جديدة».

لا تخلو من الحظ

وتتجاوز أهمية هذا الازدهار حدود الصناعة النفطية، فوسط سعي البنوك المركزية إلى التأكد مما إذا كان رفع أسعار الفائدة أدى إلى خفض التضخم، تأتي القدرة الإنتاجية المتزايدة لتشيع بعض الأمل بأن أسعار البنزين والديزل ستبقى منخفضة.

لكن هذه الزيادة في القدرة الإنتاجية لا تخلو من عامل الحظ، فمشاريع المصافي تأخرت بسبب الجائحة وكثير منها استأنف الإنتاج الآن في وقت واحد في بلدان مثل الكويت ونيجيريا والمكسيك والصين، ومهما يكن فإن الزيادة تمثل تحوّلاً بالنسبة للصناعة النفطية بعدما شهدت الاستطاعة التكريرية انخفاضاً عام 2021 للمرة الأولى خلال 30 عاماً.

وتمثل «إكسون موبيل» تجسيداً لهذا المنحى، ففي الشهر الماضي بدأت تشغيل التوسعة الجديدة لمصفاتها في بومونت بولاية تكساس بقدرة إنتاجية إضافية بلغت 250 ألف برميل يومياً، وذلك في أضخم إضافة إنتاجية في الولايات المتحدة منذ أكثر من 10 سنوات.

وأوضحت «بلومبيرغ» أن مصافي النفط منشآت معقدة، فهي قادرة على تكرير النفط الخام إلى عشرات المنتجات المختلفة، فيما تنتج المصفاة عادة برميلين من البنزين وبرميل من الديزل ووقود الطائرات من كل 3 براميل من نفط غرب تكساس الخام.

وفي حين أن متوسط هامش ربح البرميل من هذه المنتجات كان أقل من 15 دولاراً بين الأعوام 2000 - 2020 فإنه ارتفع في الأعوام اللاحقة إلى نحو 65 دولاراً، لكن الهامش تراجع أخيراً إلى 32 دولاراً للبرميل، على الرغم من أن ذلك الرقم أعلى بكثير من المتوسط في المدى الطويل.

ويرجع أحد أسباب انخفاض هامش الربح الأخير إلى حقيقة أن مصافي النفط الروسية لاتزال تعمل بطاقة إنتاجية عالية رغم العقوبات الغربية، إذ إنه على عكس التوقعات بخفض روسيا أعمال التكرير بعد تقييد وصولها إلى الأسواق الأوروبية فإنها وجدت منافذ بديلة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

ومع توقعات بقاء الطلب قوياً على البترول هذا العام والعام المقبل، من المستبعد أن تكرر المصافي أرباح العام الماضي المرتفعة.

وفي حين أن هذه الأخبار قد تكون سيئة للشركات النفطية الكبرى ولشركات تكرير النفط، ولكن بالنسبة للمستهلكين وصانعي السياسة تعطي الزيادة في القدرة التكريرية شعوراً بالارتياح في ما يتعلق بمعدل التضخم.

أضخم زيادة منذ 45 عاماً

ترى شركة «آر بي سي كابيتال ماركيتس» أن القدرة الإنتاجية العالمية الصافية للتكرير ستزداد هذا العام بواقع 1.5 مليون برميل يومياً وبـ2.4 مليون برميل إضافي في العام المقبل، منوهة إلى أن هذه هي أضخم زيادة على مدى عامين في القدرة التكريرية منذ 45 عاماً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي