مدير «الزراعة» السابق أكد الحاجة لتعديل اللوائح
محمد اليوسف لـ«الراي»: وين الزراعة... وين المنتج؟ بتحويل المزرعة سياحية تطلّع كل «ويكند» 30 ألف دينار
- أعطي المستحق بالفعل وأعطيه بزيادة فالمنتجون نعطيهم... يستاهلون
- إذا كان صاحب المزرعة يريد شيئاً سياحياً فليدفع 100 دينار إيجاراً... وليس ديناراً
- مزرعتي ورثتها عن أهلي كي لا يعتقد البعض أنني استفدت من منصبي وحجزتها
كشف مدير عام الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية السابق الشيخ محمد اليوسف، أن قصة توزيع مزارع لغير المستحقين لها حينما كان في منصب مدير عام الهيئة، حصلت أثناء إجازته الرسمية، حيث تم توزيع 46 مزرعة بغير وجه حق للمصروفة لهم.
وقال اليوسف لـ«الراي»: «منذ توليت منصبي لم يتم توزيع جواخير أو مزارع، لأنه لا يوجد هناك من يستحق، وقد خرجت بإجازة لمدة أسبوع، وتم خلالها توزيع 46 مزرعة، في 15 و16 /1 /2019، وهؤلاء ليسوا فقط غير مستحقين لها، بل إن بعضهم أخذ مزارع وباعها من قبل، كما أنه لابد من وجود دراسة، وكل الدراسات معروف منو يسويها، مراكز خدمة الطالب والطباعة! وهي دراسات جاهزة».
مزارع سياحية
ورداً على سؤال عن مراضاة السياسيين وإبداء مصالح أناس على آخرين، وهل هذا جزء من الحياة السياسية بالكويت؟ قال اليوسف «إنني غير مؤمن بهذا الكلام وما يمشي عندي، لكن أعطي المستحق بالفعل... وأعطيه بزيادة، فالمزارعون المنتجون نعطيهم... يستاهلون، أما المزارع الذي حول المزرعة لمنطقة سياحية، وكل (ويكند) يطلع 30 ألف دينار وين الزراعة ووين المنتج الزراعي؟ وقد انتشرت السالفة وقهاوي ومطاعم وهو لا يخدم الأمن الغائي أبداً، وإذا كان صاحب المزرعة يريد شيئاً سياحياً يدفع 100 دينار وليس ديناراً كإيجار، وأيضا تحتاج بالمقابل تغيير القوانين واللوائح المنظمة لهذه العملية».
مزرعتي ورثة من 1982
وعلق اليوسف على اتهام، قد يطاله عقب سالفة توزيع المزارع، وما ثار عنها من لغط، بأنه استفاد بمنح نفسه مزرعة أيضا، بالقول «أقضي الويكند دوماً في مزرعتي، وهي مزرعة ورثتها عن أهلي عام 1982، وكانت المناطق جنبي صحراء، حتى لا يعتقد البعض أنني استفدت من منصبي وحجزت مزرعة باسمي، وهذه هي حياتي عقب ترك المناصب الحكومية، فهي أسرية بشكل أكبر من ذي قبل، فقليل جدا كنت اتغدى بالبيت. الآن الحمد لله بالبيت، اما الويكند فأقضيه بالمزرعة».
«لا ينقصنا عقول ولا موارد»
وعن رأيه في الأوضاع السياسية الراهنة، قال اليوسف«لم يتغير شيء يذكر، ولا أريد التطرق إلى هذا الأمر، فالصحف الرسمية اقرأها يوميا. ولكن لا أفهم لتويتر او إنستغرام، وليس لدي حسابات بالسوشيال ميديا، فقط إنستغرام للتواصل مع الأهل والأصحاب (فلا يوجد حتى بجيبي تلفون، واتركه دوما بالسيارة)».
وتحسر على المشهد السياسي بعقد مقارنة مع ما قرأه عن رائد الفضاء الإماراتي، متسائلاً: «أيش فينا إحنا؟! ليش السبب في هذا التأخر؟! نحن لا نقارن أنفسنا بالدول الأخرى، لأن يفترض أننا الأفضل، فما السبب في هذا التراجع». صارم...
حتى في العائلة
رداً على سؤال عن طبيعته الصارمة في التعامل، وهل موجودة حتى في محيطه العائلي؟ أجاب اليوسف:«نفس الشيء، فالخطأ ما أرضى به مهما كان».
وموضوع الصرامة «هي طبيعتي بالأصل نتيجة للعمل، ولم تشكل مشاكل لي فهي صرامة بحب، والدليل الاحتفال بي يوم تقاعدي، وهو احتفال لم أر مثله في تاريخ وزارة الدفاع أو الداخلية أو الحرس الوطني».
حفل «الداخلية»... الوداعي
عن ذكرياته مع وزارة الداخلية، والحفل الشهير الذي حظي به عقب التقاعد، قال اليوسف «ما فيه شك وإلى اليوم كلما رأيت هذا الحفل تدمع عيناي من الفرحة والتأثر به، وبسببه ظللت بالدوام لمدة أسبوعين قبل ما ينتهي وقت العسكرية، فعند وصول السن 65 سنة ولا يوم تظل في المكان الساعة 12 منتصف الليل، تترك المكان، ولكن ظللت قبلها بأسبوعين ليتأهل من سيخلفني».
وبالمناسبة لم يكن عندي علم بالحفل، فعادة أذهب يوم الجمعة، وأبلغوني أنهم عاملين حفلة شاي، وفوجئت بالحفل الكبير الذي رأيتموه، وهو نهج جديد على قيادي في الداخلية، فعادة ينتهي عمل المسؤول او القيادي ويتقاعد ويحمل أوراقه ويمشي.
ذكريات مع «الداخلية»
عن ذكرياته مع وزارة الداخلية، قال اليوسف مازحا «والله ما أتذكرها، فبدايتي كانت في القوات الخاصة - حماية الشخصيات، بعدين عملت في مباحث المطار من شهرين الى 3 شهور ثم نقلت لجهاز أمن الدولة الى قبل الغزو الغاشم بـ3 أيام، نقلت لمراكز الهجانة، وهي أيضا كانت بضعة شهور، كان فيه تسيب ما فيه شك، ولكنها قديمة، وكانت على جمال وأصبحت سيارات».
وبسؤاله عن رأيه في عودة الهجانة على الجمال مجددا، قال:«لا بالطبع، فقد انتهت والخدمات تقدم من خلال أجهزة أخرى للحدود».
واستذكر جهود خفر السواحل التي تولاها بوصفه لها بأنها هي أمن الحدود وتشمل البحر والبر.
يوم الاحتلال
أما عن محطة الغزو الغاشم، فمازال اليوسف يتذكر كيف كانت هي الأحداث التي عاشها، وقال عنها في عجالة «يوم الاحتلال طلعنا بيومها الظهر، وأخرجنا النساء من قصر دسمان. وكان سمو ولي العهد وأنا معه ومجموعة النساء، وأوصلناهم الى الخفجي عن طريق الوفرة بالبر. وكان وقتها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر، الله يرحمه، هنا. وعندما أردنا الرجوع، قالوا أوامر من السعودية ممنوع أحد يطلع، فأكملنا في خدمة الشيخ جابر إلى أن تم تحرير الكويت. وعقب التحرير بـ3 أيام استأذنت وحضرت للكويت».
«ضروري... أكلم الشيخ جابر»
قال اليوسف هناك بعض البرامج التي تحاول توثيق المحطات المنيرة لسمو الأمير الراحل وقت الغزو «ما تابعتها للأسف للأمانة، لكن إحنا كنا طول الوقت خارج الجناح الذي يعيش فيه سمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وفي بداية التحرير عند خروج الطيارات، وعندما اتصل الشيخ سعود الناصر بالتلفون، ورددت عليه، وهو بالمناسبة مو بس ولد عمي، بل خليصي ورفيقي، سألني عما إذا كان سموه صاحي- أم نائم؟ فأبلغته أنه نائم، فطلب مكالمته بشكل ضروري، فسألته إيش عندك، قال تابعوا محطة CNN... وأبي أكلم الشيخ جابر ضروري».
وتابع اليوسف «وقتها، دخل على سموه الأخ عبدالرحمن الزيد، وصحاه من نومه وطالعنا محطة CNN، وسمو الأمير كان موجوداً ومعه طبعا الشيخ سعد، في فندق شيراتون الهدى».