سبحان من جمع المناسبات السعيدة في موسم واحد، فها نحن نحتفل بعودة الشيخ سالم العلي الصباح إلى بلاده معافى، بعدها احتفلنا بذكرى مرور اربع سنوات منذ تولي الشيخ صباح الاحمد مقاليد الحكم والذي اتسمت فترة حكمه بانفتاح كبير ومزيد من الحريات وانتعاش اقتصادي ثم جاءت احتفالات هلا فبراير بيوم الاستقلال ويوم التحرير اللذين يمثلان للكويتيين فرحة لا تعادلها فرحة لكل من جرب بطش العدوان والاجرام والظلم الذي وقع على هذا البلد الصغير المسالم من اقرب الناس اليه.
انظروا إلى من تآمروا او ايدوا الظالمين ضدنا «لم يترقعوا» منذ عشرين عاما بل يخرجون من مصيبة إلى مصيبة اكبر، وهم لا يدركون ان جزءا كبيرا من تلك المصائب هي بسبب ظلمهم وحسدهم وهذه مشكلة كثير من الناس، انهم لا يربطون بين اعمالهم وبين ما يصيبهم بسبب ذنوبهم واعمالهم السيئة، ومع كل هذا فالكويت لم تقصر في مسامحة من ظلمها ومساعدته في محنته ودعمه ضد اعدائه كما فعلت مع العراق واليمن والسودان.
لقد فوّت الكويتيون فرصا ثمينة اتيحت لهم منذ التحرير لبناء بلادهم على اسس قويمة ومنهجية سليمة وراحوا «يفسفسون» الاموال ذات اليمين وذات الشمال في مشاريع فاشلة ونفقات غير مبررة وتبذير وتنفيع لاشخاص، والعجيب هو ان الحكومة كانت هي التي تتسابق على دعم اسقاط المديونيات بالمليارات من الدنانير في بداية الامر لتنفيع فئة قليلة من «المعسرين»!! ثم انقلبت الصورة فجاء نواب الشعب ليتولوا هذا التبذير على مشاريع فاشلة مثل اسقاط القروض وفوائد القروض.
اما المشاريع المنتجة وبناء البنية التحتية فهي تمثل اخر الاولويات وبذلك وجدنا انفسنا في مؤخرة الركب وقد سبقنا الجميع.
نتمنى ان تكون خطة التنمية التي سيتم اقرارها بعد يومين باذن الله هي بداية الطريق نحو الخروج من تحت الركام وتدارك الركب، وهي تتطلب ارادة قوية وعزماً أكيداً وقبلها الضرب على يد هؤلاء النواب الجهلاء الذين يريدون كسب الشعبية بأية وسيلة وفضحهم امام الناس، بعدها لابد من فضح الوزراء الذين يبددون الميزانيات الضخمة على مناقصات مبالغ بأسعارها او مشاريع فاشلة او التستر على مافيا الفساد او التعاون معهم على نهب البلد.
سؤال بريء
ولنا ان نسأل الحكومة عن سبب الاصرار على إنفاق مئات الآلاف من الدنانير كل عام على الحفلات الغنائية الراقصة في احتفالات هلا فبراير واحتفالات مهرجان القرين، وما هي نسبة المواطنين الذين يشاهدون تلك الحفلات او يطالبون بها؟! كما نسألها ان كانت هذه الحفلات تمثل الشكر الحقيقي لله تعالى الذي انقذنا من براثن المستعمرين ومنَّ علينا بالتحرير وبرغد العيش؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]