بعد 4 أيام من القتال... فتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإجلاء الجرحى
هدنة في السودان... بضغط أميركي
بعد ضغط أميركي أعقب أربعة أيام من القتال المتواصل في السودان، أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين كباشي، الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، ابتداء من مساء أمس، بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع الشيء نفسه.
وأكد رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، أن الجيش سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من قوى دولية ابتداء من الساعة السادسة من مساء أمس بالتوقيت المحلي لمدة 24 ساعة.
وقال البرهان «لم نتفق على وقت البدء، لكننا بالتأكيد سنلتزم بمقترح الآلية الثلاثية بأن تمتد (الهدنة) لمدة 24 ساعة».
والآلية الثلاثية، هي بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد».
وذكر الجيش في بيان أنه سيلتزم بالهدنة وسيراقب مدى التزام قوات الدعم السريع بها.
وعبر الكباشي عن أسف مجلس السيادة من التصعيد الحاصل وفشل التهدئة في البلاد، مشيراً إلى أن القوات المسلحة كانت مضطرة لدخول المعركة، ومؤكداً أنها «لا نقبل أي وساطة تعرقل التصدى للمتمردين».
سلب ونهب
وأضاف «قوات الدعم السريع خربت مطار الخرطوم وعطلت الملاحة»، مشدداً على أن قوات الدعم السريع تمارس عمليات سلب ونهب وتتخذ المدنيين دروعاً بشرية.
وأوضح أن الجيش يستخدم القوة العسكرية بالقدر المطلوب حفاظاً على أرواح المدنيين، مضيفاً «القوات المسلحة تخوض حرب مدن معقدة ونتعامل معها وفقاً للقانون».
وتابع «سيطرنا على مقرات الدعم السريع بكل الولايات عدا اثنين فقط»، موضحاً أن القوات المسلحة ستعيد الأمور إلى نصابها في أسرع وقت.
وأكد كباشي، أن البرهان بصحة جيدة وهو موجود ويدير المعركة.
تمرد واضح
واعتبر أن ما يقوم به قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي وحديثه عن ملاحقة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني البرهان لتقديمة للعدالة، هو تمرد واضح.
وأضاف «نستغرب تصريحات حميدتي ضد البرهان ونعتبرها تمرداً واضحاً»، مؤكداً أن لا صحة لأي انشقاقات داخل القوات المسلحة، ومشيراً إلى أن الانشقاقات داخل الدعم السريع صحيحة 100 في المئة.
بدورها، أعلنت الداخلية السودانية إنهاء انتداب جميع ضباط الشرطة بقوات الدعم السريع.
وكان حميدتي، أعلن قبل ذلك الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة لفتح مسارات آمنه لعبور المدنيين وإجلاء الجرحى، موضحاً أن ذلك جاء بعد «اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وجهود الدول الشقيقة والصديقة التي أجرت اتصالات مماثلة دعتنا خلالها إلى وقف موقت لإطلاق النار».
وأشار إلى «عدم التزام الطرف الآخر (الجيش السوداني) بالهدنة في ما لا تزال طائراته توجه ضرباتها داخل المناطق المأهولة بالسكان في تجاوز سافر لأسس ومبادئ القانون الدولي والإنساني»، مضيفاً «ننتظر رداً من بلينكن لحسم خروقات الطرف الآخر».
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن «شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، للسماح بتسليم تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال، ولم شمل الأسر السودانية، والتأكيد على توفير الأمان لمنظمات المجتمع الدولي في الخرطوم».
وجاءت الهدنة عشية استبعاد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس أن يكون طرفا القتال يريدان الوساطة من أجل وقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي خلاصة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، قال بيرتس إنّ «الأطراف الإقليمية، لا سيما منظمة التنمية الأفريقية الإيغاد، عرضت التوسط بين الجانبين»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تتعاون بشكل وثيق للغاية مع «الإيغاد» والاتحاد الأفريقي والآلية الثلاثية، إضافة إلى دول أخرى في المنطقة وجامعة الدول العربية.
5 سيناريوهات
1 - التهدئة ودمج «الدعم السريع» في الجيش
2 - التهدئة من دون الدمج للقوات
3 - حسم الصراع لصالح الجيش وتصفية «الدعم السريع»
4 - انسحاب حميدتي خارج الخرطوم وتشكيل قوة انفصالية
5 - اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد