No Script

«إضافة إلى مركزه المالي القوي والسيولة المريحة والتركيز على إدارة المخاطر»

عصام الصقر: تنوّع نموذج أعمال «الوطني» يمكّنه من التغلب على تحدّيات التطورات العالمية

تصغير
تكبير

- 60 في المئة من محفظة استثماراتنا في أوراق مالية حكومية ذات تصنيف مرتفع وتتركز بالخليج
- مطمئنون لعدم تأثرنا جوهرياً بأزمة البنوك الأميركية
- نتوقع مواصلة نمو أرباحنا بمعدلات قوية بـ 2023
- «المركزي» أحد أكثر الهيئات التنظيمية تحفظاً وأثبت كفاءته بأزمات تاريخية عدة
- أسس القطاع المصرفي الكويتي القوية تعزّز موقفه في التعامل مع حالة عدم اليقين
- بنوك المنطقة تتمتع بسيولة ورسملة ودعم حكومي أفضل بكثير من نظيرتها العالمية

قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، عصام الصقر، إن البنك نجح خلال الربع الأول في الحفاظ على الأداء الاستثنائي الذي تم تسجيله خلال العام 2022، حيث استمر تحسن أنشطته التشغيلية، مع النمو القوي للأصول، وزيادة مستويات السيولة، والاحتفاظ بمتانة قاعدة رأس المال.

وأشار الصقر خلال مقابلة مع قناة العربية تعليقاً على نتائج المجموعة عن الربع الأول من العام 2023 إلى تحقيق نمو في الإيرادات التشغيلية بنسبة تخطت 18 في المئة على أساس سنوي، ما يُعد عاملاً رئيسياً في نمو صافي الأرباح، وذلك بدعم من النمو القوي في صافي دخل الفوائد (26 في المئة) والأتعاب والعمولات (19 في المئة)، متوقعاً استمرار نمو الأرباح بمعدلاتها القوية فيما تبقى من 2023 بفضل ما يتمتع به «الوطني» من مركز مالي صلب ورسملة قوية ومستويات سيولة مريحة.

نهج متحوط

وتعليقاً على الزيادة في المخصصات خلال الربع الأول، أوضح الصقر أن «الوطني» يتبع تاريخياً نهجاً متحوطاً في ما يتعلق بالمخصصات، وأن المجموعة واصلت في الربع الأول اتباع نهج متحفظ في إدارة انكشافاتها الائتمانية، أخذاً في الاعتبار الأثر الممتد لعدد من العوامل المختلفة في الأسواق التي تعمل بها.

وأضاف: «رغم إدراكنا لحالة عدم اليقين العالمية، لكننا نشعر بالتفاؤل تجاه بقاء تكلفة المخاطر عند مستويات جيدة في 2023، بفضل ما نتمتع به من مستويات جودة أصول قوية»، مؤكداً أن «تنوع نموذج الأعمال، والمركز المالي القوي، ومستويات السيولة المريحة، والتركيز المستمر على إدارة المخاطر، عوامل تمكّن (الوطني) من التغلب على أي تحديات محتملة قد تفرضها التطورات العالمية».

رقابة صارمة

وفي شأن احتمال تعرض القطاع المصرفي الكويتي لأزمات تشابه ما رأيناه في بعض البنوك الأميركية الصغيرة أو بنك كريدي سويس السويسري، استبعد الصقر انتقال الأزمة إلى الكويت، منوهاً إلى أن بنك الكويت المركزي يعتبر أحد أكثر الهيئات التنظيمية تحفظاً بفضل النهج الذي يتبعه، والذي أثبت كفاءته أمام العديد من الأزمات التاريخية.

وقال: «تتسم المتطلبات التنظيمية والرقابية في الكويت بالصرامة بل تتجاوز أفضل الممارسات العالمية (بازل والمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية). إضافة إلى ذلك فإنها تحافظ على صرامتها في ظل معظم سيناريوهات اختبار الضغط، كما تخضع البنوك الكويتية لإشراف منظم وجيد من (المركزي) بغض النظر عن حجمها أو أهميتها النظامية، ما يحد من أي تداعيات جماعية (تأثير ما يعرف بسقوط أحجار الدومينو) في حالة حدوث أزمة»

وأشار الصقر إلى أن القطاع المصرفي الكويتي يتمتع بمعدلات سيولة ورسملة قوية، إلى جانب تخطي معدل كفاية رأس المال للحد الأدنى من المتطلبات الرقابية، والمستويات المنخفضة للقروض المتعثرة مقابل ارتفاع مخصصات خسائر الائتمان.

محفظة آمنة

في ما يخص محفظة استثمارات «الوطني» واحتمال تأثرها بالتداعيات العالمية، أكد الصقر ارتكاز المجموعة في انتقاء الاستثمارات إلى إستراتيجية متحفظة بشكل كبير، بحيث يتم الانكشاف على أصول عالية الجودة ذات مخاطر محدودة للغاية.

ولفت إلى أن قرابة 60 في المئة من محفظة استثمارات البنك عبارة عن استثمارات في أوراق مالية حكومية ذات تصنيف ائتماني مرتفع، والتي تتركز في دول الخليج، وأن نحو 80 في المئة من استثمارات المجموعة في الأوراق المالية مدرجة بقيمتها العادلة، والنسبة الصغيرة المتبقية تتم إعادة تقييمها باستمرار، كما أن قيمتها الدفترية تقترب بشكل كبير من قيمتها العادلة.

وبين أن النسبة الأكبر من المحفظة تتمثل في أوراق مالية مصنفة أصولاً سائلة عالية الجودة يمكن بيعها وتحويلها إلى سيولة نقدية إذا كانت هناك حاجة لذلك، خاصة في ظل تحوط البنك مقابل مخاطر أسعار الفائدة على تلك السندات عن طريق عقود مبادلة أسعار الفائدة، مضيفاً: «لذلك نحن مطمئنون تماماً من عدم وجود أي تأثير جوهري بشكل غير مباشر قد نتعرض له نتيجة ما يشهده القطاع المصرفي الأميركي».

استثمارات «الوطني» في مصر طويلة الأجل

تعليقاً على تراجع قيمة الجنيه المصري وتأثير ذلك على أداء البنك هناك، قال الصقر: «تراجع سعر صرف الجنيه يؤثر بالسلب على أرباح (الوطني – مصر) المقومة بالدولار في ميزانيتنا المجمعة، لكن مساهمتها في أرباح المجموعة طفيفة في ظل التنوع الجغرافي لمصادر إيراداتنا».

لكن الصقر أكد أن استثمارات «الوطني» في مصر طويلة الأجل وأن ما يحدث من انخفاض قيمة الجنيه والتضخم المرتفع يُنظر إليه على أنه ظروف استثنائية يشهدها العديد من الأسواق الناشئة حول العالم في الوقت الحالي.

وأضاف: «نخطط لمزيد من التوسع في قطاع التجزئة الذي نرى فيه فرص نمو، حيث عدد السكان الكبير ومعدل الشمول المالي المتزايد، معتمدين في ذلك على زيادة استثماراتنا في الخدمات الرقمية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي