سحر فوزي لـ «الراي»: لهذا قلتُ للمنتجين أقفِلوا «باب الحارة»

سحر فوزي
سحر فوزي
تصغير
تكبير

لمع اسم الممثلة سحر فوزي في العديد من الأعمال بينها «باب الحارة» الذي أطلّت في جزئه الأخير بالإضافة الى إطلالتها في الجزء الثالث من مسلسل «للموت».

فوزي تحدّثت لـ «الراي» عن أعمال الأجزاء كما أبْدت رأيَها بالأعمال التركية المعرّبة، إلى مواضيع فنية أخرى.

* كيف تتحدّثين عن مشاركتك في مسلسل «باب الحارة» وهل هو عمل مُقْنِع بالنسبة لك؟

- مشاركتي في «باب الحارة» هي استمرارية، وصار هناك التزام بالمشاركة هذه السنة وهو تمكّن من تَجاوُز أخطاء سابقة عدا عن أن له متابعين على مستوى العالم العربي.

كثيرون يقولون إنه يكفي كل هذه الأجزاء من العمل، وأنا واحدة منهم. والعمل الوحيد الذي أحببتُه رغم أنه مؤلف من أجزاء هو مسلسل «للموت 3» لأنه مدروس والكاتبة نادين جابر مبدعة جداً في ابتكار الأحداث وتشويق المُشاهِد من خلال الحالة التصاعدية للأحداث، وهناك دائما إنتظار لحدَث معيّن أو نتائجه.

أنا مع الأجزاء شرط أن لا تكون ركوباً على موجة النجاح بل أن يكون لدى الكاتب ما يقدّمه وما يقوله، وأن يكون العمل غير مملّ وغير مكرَّر، ولذلك أيّدتُ الكاتبة نادين جابر في الجزء الثالث من مسلسل «للموت» لأن كل جزء أجمل من الذي سبقه.

وبالنسبة الى «باب الحارة» فهو أصبح حالة شعبية وله جمهوره الكبير الذي يتابعه وخصوصاً في الخليج والمغرب العربي، وهذا ما أعرفه من خلال الناس والمتابعات والرسائل.

وهذا لا يعني الاستمرار في تقديم الأعمال المؤلفة من أجزاء طويلة، وقد تحدثتُ الى الشركة المُنْتِجة وقلت لهم: قدِّموا عملاً جديداً وأقفِلوا «باب الحارة».

ولم أفعل ذلك بقصد الإساءة بل لأن الشركة المُنْتِجة ترصد ميزانيةُ ضخمة ويفضَّل أن تنتج عملاً جديداً.

* هل يمكن قول إن نجوم سورية فرضوا أنفسهم أكثر من نجماتها؟

- كلا، بل المسألة ترتبط بالعرض والطلب. هناك أسماء مهمة جداً في الدراما السورية لا يمكن ان ننساها وتركتْ بصمةً كبيرة جداً في عالم الدراما، ولكن شركات الانتاج لها تقييمها الخاص وخصوصاً في لبنان لأنهم يختارون ممثلاً سورياً نجماً وممثلة لبنانية نجمة عند تشكيل العمل.

توجد ممثلات في سورية حفرن أسماءهن في الصخر، بينها أمل عرفة وكاريس بشار وسلافة معمار وسلاف فواخرجي وديمة قندلفت وغيرهنّ الكثير، ولكن عندما يكون الإنتاج غير سوري من حق شركات الانتاج أن تختار ممثلاتها.

وكما أنه يوجد في سورية ممثلون بمستوى جيد جداً، فهناك أيضاً ممثلات بمستوى جيد جداً.

* هل أنتِ مع الأعمال السورية التي تتناول الوضع السياسي في سورية؟

- أنا مع الصدقية وألا نكيد المكائد لبعضنا البعض، مع تسليط الضوء على أزمات المُواطن السوري، لأن الدراما هي مرآة المجتمع. وأنا مع كل ما من شأنه أن يخدم الدراما السورية وقضايانا كسوريين بعيداً عن التجريح والتحامل، وبموضوعيةٍ بمعنى أن يكون النقد بنّاءً وأن تُقَدَّمَ أعمالٌ تحمل رسالة.

* هل شاهدتِ مسلسل «ابتسم ايها الجنرال»؟

- من المستحيل أن أتمكن من مشاهدة كل الأعمال. أشاهد «النار بالنار» و«للموت 3» كما شاهدتُ «وأخيرا»، ولا يمكنني تقييم أي عمل قبل مشاهدته.

* هل أنتِ مع أن يكون المسلسل الرمضاني مؤلفاً من 30 حلقة أم ترين أن لا شيء يمنع أن يكون من 15 حلقة؟

- العمل يفرض نفسه سواء كان من 13 حلقة أو 15 أو30 حلقة أو 40. المهمّ أن يجذب المُشاهِد طوال فترة عرضه وأن يحتمل موضوعُه الإطالة وليس أن يتم الأمر على حساب الزمن. هناك مواضيع لا تحتمل أن تكون أكثر من 15 حلقة، وإذا أصبحت 30 ففي هذا الأمر إساءة للإنتاج والممثّل والمُشاهِد. لستُ مع إيجاد أحداث غير مهمة وغير صحيحة درامياً بهدف الإطالة فقط، بل أنا مع العمل الذي نستمتع بمشاهدة كل حلقة من حلقاته. ولا يجوز أن يقع المُشاهِد في الملل من أجل أن يكون عدد الحلقات أكبر.

* ولكننا نسير حالياً بموضة الأعمال المعرّبة والمؤلفة من تسعين حلقة والتي فيها الكثير من التكرار والملل وبالرغم من ذلك يتابعها المُشاهِد؟

- هذه الأعمال لا تمثّل مجتمعنا ولا تتوافق مع سياستنا الإنتاجية. هي أعمال تركية معرّبة بنفس النسخة التركية وبمشاركة ممثلين سوريين. ونحن لا نتحمّل المسؤولية لأنها ليست من إنتاجنا، وفي رأيي أن من الصعب جداً أن تتحقق في الأعمال المعربة المعادلة التي تقوم على إيجاد حالة تشويقية بأحداث مهمة وتَصاعُدية ينتظرها المُشاهِد من حلقة إلى أخرى.

* ولكن هناك نجوم يشاركون فيها وآخِرهم باسل خياط في مسلسل «الثمن»؟

- هي ليست مسؤولية الممثل لكن مسؤولية الجهة الإنتاجية التي تقوم بتعريب أعمال تركية سبق عرضها. وعندما يكون الدور مهماً ومركّباً فمن الطبيعي أن يستعينوا بقامةٍ مثل باسل خياط وهو أَبْدَعَ في دوره.

* يبدو أنك أحببتِ العمل مع أنك أشرتِ إلى أن هذا النوع من الأعمال يشوبه التكرار والملل؟

- لا بد من الوقوع في فخّ التكرار والملل في الأعمال الطويلة. ولكن عندما نتحدث عن نجم وأداء ممثل، فإن وجود باسل خياط هو من أهم عوامل مُشاهَدة مسلسل «الثمن».

* وهذا يعني أن الناس يتبعون النجم وليس العمل؟

- إذا لم تتم الاستعانة في الأعمال الطويلة بنجمٍ يجذب المُشاهِد بإبداعه المتميّز، فإنه لن يحقق النجاحَ، ولذلك هم يختارون أسماء معينة لتسويق أعمالهم ومن بينهم باسل خياط.

* وهل توافقين على المشاركة فيها؟

- بحسب الدور والأجر. المشاركة في عمل تركي معرّب تحتاج إلى فترة تَفَرُّغ تتراوح بين ستة وسبعة أشهر، ما يتطلب تضحية كبيرة من الفنان. إذا لم يكن الدور مهماً والأجر مُناسِباً ويغطّي الفترة الزمنية التي يحتاجها التصوير، فلا يمكن أن أشارك فيها. في سورية أشارك في عمليْن او ثلاثة في وقت واحد بالتنسيق بينها، ولكن المشاركة في عملٍ يُصوَّر في تركيا يحتاج الى تَفَرُّغ كامل.

* وهل الاستعانة بالأعمال التركية المعرّبة تعكس وجودَ أزمة في النصوص؟

- نحن في سورية نعاني أزمةَ إنتاج، لكن عندنا نصوص والكثير من الكتّاب المهمّين. ويوجد حالياً بين يدي خمسة نصوص مهمة ولكنها بحاجة الى شركة إنتاجية تشتريها وتنفّذها.

في سورية، غالبية شركات الإنتاج تختار النص الأرخص سعراً والممثّل الأقلّ أجْراً، ولذلك هناك مجموعة ممثلين يتكرّرون من عمل إلى آخَر، بعضهم من الصف الأول وبعضهم الآخَر ممثلون مغمورون برزوا أخيراًً وتتم الاستعانة بهم لأنهم يتنازلون في الأجر.

وبعض الممثلين تنحّوا جانباً لأنهم لا ينالون حقهم المادي، والبديل عنهم أي ممثّل، وهو ما يؤثّر على جودة العمل.

* وهل يوجد مُخْرِجون متخصصون ولا سيما أن الإخراج تحوّل مهنةً عند البعض؟

- بسبب الأزمة أصبح الإخراج متاحاً أمام الجميع. البعض درسوا الإخراج وتخرّجوا من الجامعات، وأثبتوا وجودَهم، ومن بينهم بسام الملا. وثمة آخَرون اقتحموا المهنة ولكنهم أثبتوا وجودهم، والجمهور هو الذي يَحْكُم ويغربل ليبقى الجيد ويرحل عديم الموهبة.

بين الجيل الجديد توجد مجموعة من المُخْرِجين الموهوبين والمثقفين والمجتهدين. وأنا أتشرف لأنني أعمل حالياً مع مخرج بعمر أولادي وصاحب رؤية إخراجية رائعة وهو باسم السلكا الذي أصوّر معه عملي الأول. ما يحصل في الإخراج ينطبق على المجالات الفنية الأخرى، فهناك ممثلون اقتحموا المهنة ولا علاقة لهم بالتمثيل وهم موجودون ومعروفون ولكنهم لن يتطوّروا لأن التمثيل ليس مهنتهم.

* وهذا يعني أن الفن قائم على المسايرة؟

- هذا صحيح، وبذريعة الإبداع. الفن هو المهنة الوحيدة التي يدخلها أشخاص لا علاقة لهم بها، ولا يمكن أن يحصل ذلك في مجالات أخرى كالهندسة والطب والحقوق التي لا يدخلها إلا أصحاب الاختصاص. يوجد فنانون لم يدرسوا التمثيل لكنهم موهوبون، ولكن مَن دخلوا المجال أخيراً لا علاقة لهم بالمهنة.

* وهم مستمرون؟

- طبعاً، بفضل العلاقات والأجور المتدنية، وتتم الاستعانة بهم لسدّ الفراغ مكان ممثل تَعِبَ على نفسه. هناك ممثلون مبدعون تخرّجوا من الجامعات ومبدعون وتاريخهم الفني الكبير يَشهد لهم، ولكنهم على الرفّ لأنهم يعرفون أن الأمور لا تُقيّم على هذا النحو فيدخل الدخلاء ويأخذون فرصتهم.

* وهل الفن ظالم؟

- هو المجال الوحيد الذي يمكن لأي كان أن يتعدّى عليه، ولذلك نحن نحرص على التعامل مع جهاتٍ إنتاجية تحترم اسمَها وتاريخَها وتتعامل مع فريقِ عملٍ محترفٍ، ويكون اختيارها للممثلين دقيقاً ومدروساً جداً وترفض التعامل مع أي ممثل لمجرد أن أجره قليلٌ أو يعمل من دون أجر كي يظهر على الشاشة، وهذه النماذج أصبحتْ كثيرة حالياً حتى أنها تحوّلت إلى ظاهرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي