No Script

«الغارديان»: المتفائلون مخطئون... عقد جديد ضائع اقتصادياً وبيئياً

No Image
تصغير
تكبير

أعادت صحيفة «الغارديان» في تعليق لها إلى الأذهان عشرية القرن الحالي التي عُرفت بالعشرية المزمجرة عندما كان المتفائلون يروّجون لفكرة أن الاقتصاد سيخرج مزمجراً من جائحة كورونا.

واسترجع أولئك ذكريات وباء الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن من الزمن ليؤكدوا أن العقد المقبل سيكون بهياً.

وأضافت أن المتفائلين كانوا مخطئين، فما ستأتي به الأيام المقبلة لن يكون زمجرة ولا فورة ازدهار بل كآبة تزداد عمقاً. هذه هي الرسالة التي رأت الصحيفة أنها متضمنة في بيانات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتوضح أن النظرة المستقبلية لصندوق النقد الدولي لا ترسم فقط الخطوط العريضة للسنوات العادية التي تنتظرنا بل تكشف أيضاً القلق من أن الأمور قد تزداد سوءاً.

كما تستشهد «الغارديان» بالكتاب الصادر عن البنك الدولي تحت عنوان «آفاق متراجعة في المدى الطويل»، مبينة أن الكتاب يحذر من «بوادر عقد ضائع من الزمن» متوقعاً أن يمتد النمو الطفيف في العقد الماضي الى ما تبقى من العقد الحالي.

وتلفت إلى أن الأسواق قطعت أقل من ثلث المسافة في هذا العقد ولكن كبار الاقتصاديين في واشنطن يعتقدون أن اللعبة انتهت، مشيرة إلى أنه ليس لدى صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أي حافز لهذا التشاؤم.

فبعد الانهيار المصرفي عام 2008 كان اقتصاديو البنك الدولي مصرين على تفاؤلهم، وعلى أن كل شيء على ما يرام بسبب الصين والاقتصادات الأخرى السريعة النمو.

وتُرجع الصحيفة شيئاً من الكآبة إلى الحرب في أوكرانيا، لكنها تشير إلى أن الاقتصاد العالمي كان قبل ذلك وحتى قبل الجائحة يراوح في مكانه. ولاحقاً تباطأ الاقتصاد الصيني بشكل ملحوظ، أما في الغرب فاستمتعت بلدان كثيرة بعقد من الأموال المجانية الأمر الذي كان يفترض أن يمنحها فرصة للاستثمار، لكن أوروبا وبريطانيا أضاعتا تلك الفرصة بأن فرضتا التقشف على الخدمات العامة والإعفاءات الضريبية على الأغنياء.

ووافقت «الغارديان» على ما يقوله محللو أزمة المناخ من ضرورة أن تستخدم البلدان الغنية العقد الحالي لكي تلغي استخدام الوقود الأحفوري والاستهلاك غير الضروري كخطوة ضرورية للتقليل من تهديد فوضى مناخية أكبر حجماً.

ولفتت إلى أن درجات الحرارة في مدينة كولكاتا الهندية أعلى حالياً من 40 درجة مع توقع درجات حرارة أعلى في المستقبل بالنسبة لسكان لا يتمتع معظمهم بالتكييف المركزي.

وأقرت بأن الرئيس الأميركي جو بايدن خطا خطوات مديدة بالإنفاق على التكنولوجيا والبنية التحتية والخدمات الخضراء، ولكنها أشارت إلى أن البلدان الغربية الأخرى لا تحذو حذوه رغم أن ذلك، كما يقول البيت الأبيض، سيعزز اقتصاداتها.

وخلصت الصحيفة إلى أن العقد الأول من القرن الحالي كان عقداً ضائعاً للاقتصادات والبيئة، بينما تشير الدلائل إلى أن العقد الثاني سيكون مشابهاً، ولكنها لفتت إلى أنه في المجتمعات التي لا تسود فيها المساواة لن يعني الركود الاقتصادي سوى أن البعض سيزدهر بينما يتراجع الآخرون، وهذا سيزيد احتمال اندلاع صراع حول النصيب الأكبر من الفطيرة متبوعاً بهجمات على الأقليات والفقراء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي