«شاركنا في توقيع وثيقة في روما تدعو للسلام وإنهاء الحروب»

الديباجي: نواصل سعينا في البحث عن القواسم المشتركة بين الأديان


بابا الفاتيكان والديباجي خلال توقيع وثيقة روما
بابا الفاتيكان والديباجي خلال توقيع وثيقة روما
تصغير
تكبير

أكد الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي العلّامة أبوالقاسم الديباجي سعي الهيئة الدؤوب منذ تأسيسها على تقريب وجهات نظر أصحاب الديانات المختلفة، انطلاقاً من الدعوة الإلهية «تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم»، لافتاً إلى ان الهيئة تحاول من خلال المؤتمرات التي تُنظمها وتشارك فيها الوصول إلى نقاط مشتركة بين البشرية جمعاء والعمل على إبعاد الافكار المتحجرة لدى أعداء الاسلام المعتدل التي تفرّق ولا تجمع.

وأشار الديباجي، في تصريح خاص لـ «الراي»، إلى نجاح الهيئة بالتعاون مع بقية المنظمات الدينية العالمية من مختلف الأديان في الوصول إلى قواعد مشتركة تؤسس لايجاد مرتكزات إنسانية يتفق عليها الجميع انطلاقا من القاعدة «الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، لافتاً إلى قيام الهيئة قبل نحو شهرين من المشاركة في توقيع وثيقة عالمية في روما تدعو إلى التعايش بسلام وإنهاء الصراعات والحروب المدمرة، بحضور 15 ممثلاً لاديان وفلسفات دينية مختلفة.

ولفت إلى أن المجتمعين حرصوا خلال توقيعهم على الوثيقة على البحث عن القواسم المشتركة التي من شأنها أن تفيد البشرية والانسانية جمعاء وتعزز من القاعدة الدينية العقائدية الفلسفية التي أوجزها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه بقوله «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».

وبيّن أن الهيئة تستعد للمشاركة قريبا في مؤتمر عالمي حول الأديان في برلين، بهدف ترسيخ مبادئها التي أنشئت من أجلها وهي تقريب وجهات النظر بين أصحاب الديانات المختلفة والوصول إلى نتائج تخدم البشرية وتحد من الصراعات الدائرة بين الدول المختلفة، مشيرا إلى ارتفاع وتيرة الوازع لدى الشباب المسلم والبحث عن طريق الاسلام المعتدل البعيد عن التطرف.

وأوضح أن الهيئة تفكر في إعادة تنظيم مؤتمر مشترك بينها وبين رئيس جماعة علماء العراق على أرض الكويت التي ينعم عليها المولى عز وجل بالأمن والأمان، وذلك تجسيداً واقعياً للدعوات التي تدعو إلى تقريب وجهات النظر بين المذاهب الاسلامية المختلفة.

وذكر أن جزءاً من الوثيقة التي تم توقيعها ينص على ما يلي: «نحن على مفترق طرق إما أن نكون الجيل الذي يترك الكوكب والبشرية يموتان، الجيل الذي يراكم الأسلحة ويتاجر بها ونعيش تحت وهم القدرة على إنقاذ أنفسنا ضد الآخرين، أو أن نكون الجيل الذي يخلق سُبل العيش المشترك الذي لا يستثمر في الأسلحة ويلغي الحرب كوسيلة لحل النزاعات ويوقف الاستغلال المفرط لموارد الكواكب، يجب علينا نحن المؤمنين أن نعمل من أجل السلام بكل طريقة ممكنة، من واجبنا المساعدة في نزع السلاح والدعوة إلى المصالحة بين الشعوب، لسوء الحظ حتى بيننا في بعض الأحيان انقسمنا بسبب إساءة استخدام حرمة الله المقدسة: نطلب المغفرة بتواضع، الأديان هي مصدر عظيم للسلام ويجب أن تظل كذلك، السلام مقدس لا يمكن أبدا أن تكون الحرب مقدسة، يجب أن تنهي الإنسانية الحروب وإلا ستقضي الحرب على البشرية، العالم بيتنا المشترك ولا يخصنا وحدنا فقط، بل يخص أيضا الأجيال القادمة، لذلك دعونا نتخلص من الكابوس النووي ونعيد فتح حوار جاد على الفور في شأن عدم الانتشار النووي وتفكيك الأسلحة النووية، لنبدأ معا من جديد الحوار الذي هو دواء فعّال لمصلحة الشعوب، وأخيراً دعونا نستثمر في كل طريق للحوار والسلام الممكن».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي