أضواء

ثقافة ازدواجية المعايير لدى الغرب

تصغير
تكبير

المنظومة الغربية تتبع سياسة ازدواجية المعايير وهي ثقافة متأصلة في وسائلها الإعلامية، حتى الفاتيكان المترهبّن لا يشذ عن هذه السياسة لأنه جزء من هذه المنظومة.

منذ أيام ألقى بابا الفاتيكان فرنسيس خطاباً في ما يعرف «رسالة عيد الفصح» دعا فيها الروس إلى البحث عن الحقيقة، وصلى داعياً الرب أن يساعد الشعب الأوكراني المحبوب في رحلته إلى السلام، وأن يسطع نور الفصح على الشعب الروسي، بينما دعا إلى الحوار بين الفلسطينيين والصهاينة المحتلين، وكأن مشكلة الطرفين هي سوء تفاهم يحتاج إلى حله بالحوار!

وسائل الإعلام الغربية تولي أهمية كبرى في تغطية خطابات بابا الفاتيكان، رغم الفضائح الجنسية التي تلاحق الفاتيكان وتعد بعشرات آلاف حالات اعتداء جنسي ارتكبها القساوسة الكاثوليك في حق أطفال المدارس الدينية والتي لا تزال تُنظر في المحاكم، ويتجنّب الإعلام إثارتها وإعطاءها حقها ويحاول التعتيم عليها، مع أنها تعتبر جرائم شنيعة في حق أطفال أبرياء يفترض به الوقوف إلى جانبهم.

هذه الازدواجية تبدو أكثر وضوحاً بالنسبة للمواطن العربي أوالمسلم الذي يتابع جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وتعد فضيحة كبرى من فضائح الإعلام الغربي الذي يبدو بشكل واضح أنه يمثل لسان حال حكوماته التي تدعم مشروع الاستيطان الصهيوني وتدافع عن جرائم الصهاينة، وترى أن ما يحدث في فلسطين المحتلة هو «صراع متكافئ» بين الفلسطينيين والصهاينة، وليس بين أعزل يكافح من أجل البقاء في أرضه وآخر غريب مدجج بالسلاح يتبع سياسة انتزاع الأرض بالقوة، وقتل من يشتبه بمقاومته لأتفة الأسباب.

ولعل شبكة CNN الأميركية في خبرها العاجل الذي بثته في شهر مارس الماضي خير دليل على ذلك، والذي قالت فيه «قتل جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية بعد أيام من مداهمة إسرائيلية خلّفت وفاة 11 فلسطينياً»! أو بمعنى آخر، الفلسطينيون ماتوا موتة طبيعية! حتى هذه الشبكة المشهورة عالمياً لا تتورّع أن تضحي بمصداقيتها من أجل مسايرة السياسة العدوانية لحكومتها الداعمة لجرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة. لكن مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ منحى آخر هو محاولتها التعتيم على التعليقات التي تدين الاحتلال وتحظر نشرها، وربما بادرت إلى غلق الحسابات التي يجتهد أصحابها في فضح جرائم الصهاينة.

يبقى التطبيع مع الكيان الصهيوني عاملاً كبيراً في تشجيع الصهاينة على التمادي في جرائمهم في فلسطين المحتلة، حتى تجرأ جنودهم المدججون بالسلاح منذ أيام على اقتحام المسجد الأقصى، وطرد المصلين فيه بالقنابل المسيلة للدموع وضربهم بالهراوات بوحشية واعتقال العشرات منهم دون أي اعتبار لحرمة شهر رمضان، ما يدل على أن اليهود الصهاينة سيظلون أعداءً لله تعالى وللإسلام والمسلمين.

«لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون». المائدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي