اقترب مني أخ عزيز، يطلعني على عبارات من وسائل التواصل الاجتماعي... ورددت عليه يا أخي الله عز شأنه يقول:«يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً»، تعليم رباني صريح بعدم الانسياق وراء إسقاطات البعض البغيضة هداهم الله إلى سواء السبيل، فادعو ربك دعاء موسى عليه السلام «عسى ربي أن يهديني سواء السبيل»...
وقد فصلت في الحديث عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلّا وحي يُوحى: (إياكم والظن فإنّ الظن أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً)...
لا تقع في الظن وعليك التيقن وما يثار في الحسابات الوهمية إنما هو إفرازات أنفس لا تريد الخير للبلد والعباد: فلماذا تقع في الكذب وتكون طرفاً في صراعات قد يسحبوك لها من حيث لا تعلم.
أخي السائل: منذ ثلاثة عقود وأنت تذهب وتعطي صوتك لمرشح ما فقط لأنه من قبيلتك أو فخذك أو لأنه قدّم لك خدمة علاج بالخارج، أو نقل أو البعض يعطي صوته الأمانة فقط لأن المرشح يكثر الزيارات له.
لاحظ بارك الله فيك وتمعن في قوله عز شأنه «أفمن يمشي مُكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم»، وقد تعمقنا في شرح هذه الآية الكريمة في مقالات سابقة وفيها المعيار هنا «أوامر الله ونواهيه» ولو أسقطناها على الدولة المدنية لوجدنا الكثير قد غيب المعيار الأساسي في حُسن الاختيار،
«وزراء ووكلاء ومن في مستواهم» ومرشحون من نواب سابقين، ومرشحون جُدد بعضهم كان وما زال نائباً: فهل طرأ تغيير على القضايا التي ما زالت وستظل عالقة؟!
إنه الساحب والمسحوب؟
يسحبونك لمعايير باطلة، يسحبونك لتكون أسير خدمة: فمن صنع مرشح / نائب الخدمات وتفشي الواسطة منذ عقود عدة؟
لتعلم أن أي خدمة تقدم لك فإن مقدمها مأجور عليها وفضلها عند الله عظيم، وهنا نذكر بيت شعر للإمام الشافعي:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ
تُقضى على يده للناس حاجات
وهنا القصد العمل وبصدر رحب على قضاء حاجات الناس لكن لا يجب أن تقدم من أجل جني صوت من قدمت له.
الزبدة:
لهذا السبب أتمنى من الجميع ونحن في شهر فضيل أن يعودوا إلى رشدهم، فالسياسة الانتخابية «شيء» والسياسة ومفهوم رجل دولة مختلف تماماً.
إنها أمانة في أعناقكم وستُسألون عنها تأسياً بقوله عز من قائل «وقِفوهم إنهم مسؤولون»... فإذا أحسنا الاختيار، ووضعنا نصب أعيننا مخافة الله عند اختيار من سيكون يوماً في موقع المسؤولية، عندئذ نستطيع القول إننا مقبلون على مستقبل أفضل... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @DrTALazmi