رأي نفطي
«المنشود»... 80 - 85 دولاراً !
هل سيواصل برميل النفط ارتفاعه، أم سيستقر ما بين 80 و85 دولاراً، وهل هذا هو المعدل المنشود لمنتجي دول منظمة (أوبك +) للمرحلة المقبلة، على الرغم من انخفاض السعر في الأسواق العالمية المستقبلية الآجلة، والخوف والتردد من انخفاض الطلب العالمي على النفط، ومن ثم الضعف في أسعارها؟
إلا ان توجه منظمة (أوبك +) قد يكون على المسار الصحيح من حيث حماية سعر النفط والمحافظة على استكمال المنظمة البترولية من حماية استثماراتها في سبيل مواجهة الطلب العالمي على النفط، في ظل تلكؤ الشركات النفطية الأوروبية في التنقيب والبحث عن النفط، وأيضاً ملّاك النفط الصخري الأميركي، وذلك عبر استفادة (المنظمة) من الأسعار الحالية المرتفعة وجني الأرباح والتدفقات المالية.
وستحاول (اوبك+) الحفاظ على هذا النطاق السعري لسبب بسيط هو الاستمرار في التنقيب والبحث عن النفط، حيث ترى ان هذا هو التوجه الصحيح والمناسب لتزويد العالم بالنفط، وبالسعر المناسب بسبب كلفة ورخص الإنتاج بعكس النفوط الخارجية الأخرى.
وقد ترى أنه من الأسباب المقنعة الحفاظ على معدل مستقر للبرميل، بدلاً من فوضى التقلبات والمضاربات اليومية في الأسواق العالمية، وترك سعر البرميل ومصير المصادر الوحيدة للدخل العام لجميع دول المنظمة بأيدي الأسواق من دون تدخل حقيقي لأصحاب النفوط.
طبعاً، روسيا، المساهم الأكبر والذي هو اليوم المحرك أيضاً في تثبيت السعر والذي لعب دوراً أساسياً في قوة ومكانة الدول النفطية وفي تشكيل (اوبك+)، وما عزز في وصول سعر البرميل إلى 85 دولاراً هو سقف البرميل الروسي عند 60 دولاراً ومقاطعة النفط الروسي، والآن الدعوة من الاتحاد الأوروبي إلى زيادة معدل السقف...
وقد ترى ايضاً روسيا بانها بحاجة أيضاً إلى خفض إنتاجها إلى أكثر من 500 ألف برميل تضامناً مع رأي غالبية (اوبك +) إلى اكثر من 600 ألف برميل في الأشهر المقبلة. ما سيحافظ على النطاق السعري الجديد.
ومن المتوقع ان معظم الدول النفطية بدأت تحقق وفورات في ميزانياتها العامة للسنة المنصرمة وأيضاً خلال الثلاثة أشهر الماضية.
ما يعني ان هناك متابعات دورية للدول النفطية والتأكد من وجود فوائض مالية تساعدها في استمرارية الاستثمار في البحث والتنقيب.
ويتيح لها وضع بند خاص لذلك وبميزانية محددة مثلاً في خلال الـ5 سنوات المقبلة، ما سيؤدي في النهاية إلى استقرار السعر من دون الدخول في المضاربات المالية، وهو توجه سليم ايضاً في اطلاع المستهلكين وطمأنتهم.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com
