المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجدداً... وغارات على سورية رداً على صواريخ الجولان
إسرائيل تستعد لاحتمالات خوض مواجهة «متعددة الجبهات»
- رفع حال التأهب وتمديد إغلاق الضفة وغزة... والقدس ثكنة عسكرية
- لابيد يُشبّه بن غفير بـ «مهرج التيك توك»
شنّت إسرائيل، ليل السبت - الأحد، غارات جديدة، على أهداف في دمشق، وأخرى في محيط العاصمة السورية وريفها، ودرعا، والسويداء والقنيطرة، فيما رفعت حال التأهب وتمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، وحولت القدس ثكنة عسكرية، ومنعت الآلاف من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، الذي اقتحمه مئات المستوطنين بحماية مشددة، وأغلقت الحرم الإبراهيمي في الخليل.
من جهته، استدعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس المعارضة يائير لابيد، قبيل منتصف ليل السبت - الأحد، لجلسة تقييم للأوضاع الأمنية، فيما اشار تقييم للجيش إلى تزايد احتمالات خوض إسرائيل مواجهة «متعددة الجبهات»،
وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان، أنه قصف بالمدفعية وبطائرة مُسيّرة ليل السبت - الأحد مواقع في سورية بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة.
وأضاف أن صاروخين «سقطا في أرض خلاء بهضبة الجولان»، بينما اعترض نظام الدفاع الجوي صاروخاً واحداً على الأقل.
من جهتها، نقلت «وكالة سانا للأنباء» السورية، عن مصدر عسكري أن «القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية»، مؤكداً أنّ «وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها»، وموضحاً أن «العدوان أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية».
من جانبه، أعلن فصيل «لواء القدس» في سورية، مسؤوليته عن استهداف مواقع إسرائيلية في الجولان، رداً على الاعتداءات في المسجد الأقصى.
وفي عمان، نقل بيان عن مصدر عسكري مسؤول، «أن صاروخاً انفجر في الهواء في منطقة وادي عقربا المحاذية للحدود السورية ما أدى إلى سقوط شظاياه في المنطقة ذاتها».
من ناحية ثانية، كشفت مصادر أردنية رسمية، ليل السبت - الأحد، أن الأردن رفض طلباً إسرائيلياً يطالبه بإخلاء المعتكفين من المسجد الأقصى بالتعاون مع حرّاس الوقف.
وأشارت تقارير إلى وصول مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الأردنية، مساء السبت، لعقد سلسلة اجتماعات مع قادة الأوقاف لبحث أوضاع المسجد الأقصى.
وأمس، تواصلت الاقتحامات للمسجد المبارك، حيث دخل 920 مستوطناً من باب المغاربة، وذلك في رابع أيام «عيد الفصح اليهودي».
وتحولت القدس، ثكنة عسكرية، حيث نصبت الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة.
في الأثناء، يواصل مئات من المصلين ممن تمكنوا من البقاء داخل المسجد الأقصى ترديد التكبيرات والصلاة احتجاجاً على الاقتحامات.
وكان وزير الدفاع يؤآف غالانت، أعلن مساء السبت، تمديد الإغلاق المفروض على الضفة والمعابر مع غزة وإلغاء التسهيلات المدنية المتعلقة بشهر رمضان، حتى مساء اليوم السابع من عطلة الفصح اليهودي ليل الأربعاء - الخميس.
من جانبه، قال لابيد لقناة «مكان» أمس، إن «ما يجري في المسجد الأقصى ناجم عن تسليم المسؤولية عنه للشخص الأكثر تطرفاً في إسرائيل... مهرج التيك توك (وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير)، يحاول إشعال منطقة الشرق الأوسط وذلك عوضاً عن التعاون مع عناصر الأمن».
إلى ذلك، اعتبر الجيش خلال مداولات أمنية، أن إيران تحاول تسخين كل الجبهات و«نجحت في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من ذراع آخر لأهداف إرهابية في المناطق الأخرى (في الضفة) وغزة وكذلك بين عرب إسرائيل» بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وتشير تقديرات الجيش إلى أن إيران ترصد اتجاهين «مقلقين»: الأول، تراجع الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط.
والثاني يتعلق بإسرائيل التي تواجه أزمة داخلية تنطوي على أزمة مع حليفتها الإستراتيجية.
ويعتبر الجيش أنه بالنسبة لطهران، نشأت على إثر ذلك «فرصة ذهبية» من أجل تحدي إسرائيل.