No Script

نظّمته «لابا» على مدار 4 أيام

«مهرجان العودة»... أمسيات موسيقية وقصة ملحمية اختزلت معاناة الفلسطينيين

تصغير
تكبير

جسد «مهرجان العودة» الذي نظّمته أكاديميّة لوياك للفنون «لابا» على مدار أربعة أيام متتالية، بحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور محمد الجسار، عمق القضية الفلسطينية وتجذّرها في الوجدان العربي، إذ غصّ مركز «لوياك» في المدرسة القبلية، بأمسيات رمضانية وفعاليات موسيقية وعروض متميزة، تحاكي معاني الشهر الفضيل وتعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله.

معرض «قناطر»

انطلق «مهرجان العودة» الذي خُصص ريعه كاملاً لدعم الداخل الفلسطيني، بمعرض لوحات للفنانة الفلسطينية نمير قاسم تحت عنوان «قناطر»، امتد طيلة أيامه.

وفي هذا السياق، قالت قاسم: «معرضي في الكويت، بلد طفولتي، تمحور حول القدس وبيوتها الصامدة وأسوارها الجميلة وأبوابها وقناطرها النابضة بالبهجة والحياة، وحول المرأة الفلسطينية الصابرة والموجودة دائماً في الصفوف الأمامية للدفاع عن بيتها وأولادها. كما عبر عن الخطر المحدق بأغلب بيوت القدس، المهددة بالهدم والمصادرة».

وتابعت: «أحاول من خلال اللوحات ألا أعكس مرارة الواقع والمعاناة فحسب، إنما ترجمة جمالية القدس وتجذر الأمل. فالثقافة مهمة جداً، والفن رسالة هادفة ورسالة للتحرير. لذلك، نرى محاولات إسرائيل طمس ثقافتنا وتهويدها، لكنها لن تقوى على ذلك، فنحن شعب يبدع في الرسم والتصوير والغناء وكتابة الشعر وشتى المجالات».

مونودراما ساخرة

خلال فترة المهرجان، تم تقديم عرضين لمسرحية «ألاقي زيك فين يا علي»، كتابة وتمثيل الحكواتية الفلسطينية رائدة طه وإخراج لينا أبيض، وهي ذات طابع مونودرامي ساخر، سردت فيها قصتها الملحمية وسيرة والدها علي طه الذي استشهد عام 1972 إثر عملية اختطاف طائرة سابينا البلجيكية.

وفي السياق، أعربت طه عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، وتوجّهت بالشكر إلى رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف لتنمية الثقافة والفنون التي تعتبر سلاحاً ناجحاً للدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية، وقالت: «المسرحية عبارة عن سرد للرواية الفلسطينية من خلال قصتي الشخصية، وهي قصة حقيقية تعكس النضال الفلسطيني، هي رحلة خاصة في حياة شهيد تعكس قصصاً إنسانية مميزة عن أولاده وبناته، وتتناول كذلك قصة هنري كيسنجر والمأساة الفلسطينية، وحالياً أنا بصدد العمل على مشروع جديد للشهيد غسان كنفاني».

وختمت بالقول: «الكويت في القلب والروح دائماً، يجمعنا تاريخ مشرف، لا سيّما أن الانطلاقة القوية لقضيتنا كانت من الكويت في العام 1965، وقد أعطت الكويت الكثير للجالية الفلسطينية التي شكلت عمود الاقتصاد في الضفة الغربية».

عزف يناجي الحياة

كما حظي رواد المهرجان بأمسيتين ساحرتين، قدمت خلالهما فرقة «لابا» الموسيقيّة والكورال أروع الألحان والأغاني الفلسطينيّة، إذ أبدع مايسترو الفرقة والموزع الموسيقي يوسف بارا في العزف والإيقاع، وتألق رئيس قسم الموسيقى الفنان هشام حلاق في الغناء والإشراف العام.

وعلى وقع التصفيق الحاد، أبحر الجمهور العريض في الفولكلور والتراث الموسيقي الفلسطيني، من خلال برنامج متنوع تضمن وصلات من الدبكة الفلسطينيّة التقليدية.

إلى جانب ذلك، تم تنظيم ورشتين حول التطريز الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة «كشتبان»، الهادفة إلى حماية ونشر الإرث والفنون الفلسطينية التقليديّة، بطريقة حديثة عصرية تساهم في الحفاظ على الهوية.

الحفاظ على الهوية

من جهتها، أعربت السقاف عن امتنانها للجهات الراعية للمهرجان، وما تمثله من إيمان وتمسك بالقضايا العربية والإنسانية والاجتماعية، وعلى وجه التحديد القضية الفلسطينية.

ومن حرص على توحيد الجهود والتكاتف والمشاركة المجتمعية، لما لذلك من تأثير على القضايا الحيوية والحراك الفني والثقافي، ومن دور جوهري في الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية وتعزيز روح المواطنة والانتماء لدى الأجيال الصاعدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي