وجع الحروف

المركزية واللامسؤولية... لا تبني وطناً!

تصغير
تكبير

هنا نكتبُ بكل أريحية حباً للوطن وحرصاً منا على تطور الوطن وازدهاره ليعود النفع على البلد والعباد.

لا تعنينا الصراعات وأطرافها... فكل ما يهمنا هو انتشال البلد مؤسساتياً من التيه إلى دولة مؤسسات تُقاد من قِبل رجال دولة.

الملاحظ أننا نعاني من تضارب مصالح وضعف في المستوى الإداري، ولو بحثت في أي مشروع قائم في السابق وحالياً لوجدت أن هناك أطرافاً تتشابك تخصصاتها في المشروع ذاته، ما ينتج عنه غياب المسؤولية عند وقوع خطأ في التنفيذ أو سوء جودته.

لهذا السبب، كنا وما زلنا ننادي بفك هذا التشابك ودمج بعض الجهات مع بعضها بعد تفريخ هيئات إضافة عدة إلى تعديل مفهوم الخصخصة... فالمركزية واللامسؤولية لا تبني وطناً!

وهذا، وحسب معرفتنا لن يتم إلّا وفق قرارات جريئة تنتج من عمل جماعي يشترك فيه أصحاب الخبرة الطيبة مع المعنيين باتخاذ القرارات الإصلاحية... وهذا لن نتمكن من الوصول إليه إلّا عن طريق اختيارات صالحة للمسؤولين والاستشاريين.

والجميع يعلم بأن أي دولة حققت النمو والازدهار، إنما هي بدأت من حُسن الاختيار للمسؤولين والاستشاريين، وتحسين لمستوى التعليم والرعاية الصحية وبقية الخدمات، إضافة إلى زج كل فاسد في السجن ولنا في سنغافورة وماليزيا خير مثال.

كيف نبدأ؟... هذا هو السؤال المطروح.

البداية، تأتي من خلال الإعلان عن الوظائف القيادية والاستشارية الشاغرة ليتقدم لها كل كفاءة من أبناء الوطن المعطاء الزاخر بعقول نيرة استبعدتها بعض الأطراف!

نملك ثروة كبيرة ولدينا خبرات تبحث عن من يستأنس برأيها.

ليس بالضرورة أن «تحب» الشخص ممن امتلك السمات والقدرات القيادية، وليس بالضرورة أن يكون من «ربعك» أو «ربعهم» بغض النظر عن انتمائه، فعندما توضع الآليات المناسبة للعمل وفق تخطيط إستراتيجي سليم مدعوم بحوكمة وتدقيق فلن يكون للأنفس والمصالح باباً للدخول في أي مشروع تنموي... ولغة الأرقام والمؤشرات العالمية هي المحك الذي على ضوئه تتحدد الإنتاجية للقيادي المسؤول عن أي مشروع!

أما التعديلات المراد القيام بها عبر مجلس الأمة، فهذا يحتاج لأن يتجرد كل ناخب / ناخبة من أي معايير «غير صالحة» عند اختياره لمن يمثله في نقل همومه للنهوض بالبلد، ولهذا طالبنا بإجراء تعديلات دستورية وتغيير في اللائحة الداخلية وقبلها النظام الانتخابي... فالشاهد أن الغالبية ممن اخترناهم إنما هم يلعبون «سياسة انتخابية» مع الأسف.

الزبدة:

نحتاج رجالات دولة... نحتاج إلى تخطيط إستراتيجي سليم يخرج بمشاريع تنموية وإصلاحات للهياكل التنظيمية وطريقة اختيار المسؤولين والاستشاريين.

أسأل الله أن يهبنا حُسن الاختيار لننعم بمستقبل تكون فيه التنمية مقدمة على أي أمر آخر... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي