مراكش تشبه الكويت في الطقس الحار صيفاً، ولكنّ هناك تنوعاً مناخياً في هذه الولاية حيث تنزل درجة الحرارة صيفاً في بعض نواحيها من 38 إلى 22 تقريباً، عدا طبعاً الانخفاض الحاد في درجة الحرارة مساء.
وهناك أيضاً العديد من الجنسيات يعيش في مراكش، كويتيون وسعوديون وإماراتيون وخليجيون وأوروبيون وهنود وأتراك وأفارقه وعرب كثر... مدينة مرحبة بالجميع.
في إحدى المناسبات الثقافية، قال لي متخصص في الموسيقى العربية إن هناك شبهاً بين مراكش والكويت، قلت له ما هو؟ قال (الدقة المراكشية) تشبه (الصفقة الكويتية) خصوصاً في أغاني البحر عندكم... وتذكّرت هدية الملك الراحل محمد الخامس، للشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمهما الله، وهي معزوفة (الأطلس) للموسيقار المغربي عبدالقادر الراشدي، الذي اعتقد أبناء جيلي ومَن هم بعدنا أن تلك المعزوفة كويتية.
تعج مراكش بالفعاليات الثقافية والدينية أيضاً، خصوصاً في شهر رمضان المبارك تتحول هذه المدينة إلى خيمة ذِكر لله عز وجل، وتزدحم المساجد بالمصلين للفروض الخمسة، وتشعر هنا بروحانية الشهر الكريم وتنزل السكينة على الجميع بشكل مدهش، وهذا هو طبع المغاربة حيث الاحترام والتبجيل لشهر الرحمة والعتق من النار.
مراكش، وريدة بين النخيل فهي مدينة النخيل الباسقة، وليس هناك أجمل من التجول في المدينة القديمة وأسواقها المتعددة ذات الطرقات الضيقة التي تزينها محلات تبيع القديم والحديث وتعج بالسياح من أنحاء المعمورة كافة.
ومن عادات أهل هذه المدينة المشي لمسافات طويلة، وهو ما اكتسبه الفقير إلى الله منهم، مع أن ركوب سيارة الأجرة (الطاكسي) ممتعة أحياناً خاصة عندما يصادفك أحد (الشوفيرية) ويفاجئك بإعجابه بمنتخب الكويت في كأس العالم 1982، في إسبانيا، ويسأل تحديداً عن الكابتن عبدالعزيز العنبري. تشعر بنوع من الحنين للماضي المزدهر آنذاك.
هناك المكتبات القديمة الخاصة، والتي يحتفظ ملّاكها بكتب بعضها جاء من الأندلس، وتكون محظوظاً إذا قادتك الصدفة إلى أحدهم وفتح لك مكتبته، حيث أمهات الكتب في شتى العلوم والأدب والتاريخ، لا تقدر بثمن.
هذه هي مراكش يا مَن لا تعرفها، مدينة القائد البطل التاريخي يوسف بن تاشفين، رحمه الله. وللحديث بقية... دمتم بخير.