No Script

صوت القلم

ديموقراطية مُعطّلة أم مركزية مُنجزة؟

تصغير
تكبير

في نِقاش سريع مع ابن العم أبا عبدالله، تساءل مَنْ المسيطر في نظام الديموقراطية؟ وهل يُعتبر الأفضل الديموقراطية أم المركزية العادلة التي لاتفرض رأيها بشكل اجباري؟.

جاء هذا التساؤل بعد زيارة لدولة خليجية تطوّرت بشكل كبير، بل تبدلت من دولة عادية إلى دولة خيالية أسطورية جعلت كُل مَنْ يزورها يشعر بالفخر والاعتزاز والمتعة والراحة، نظراً لتمتعها بكل مقومات البلد الناجح، بدءاً من حكومة مرنة تعمل دون كلل وملل من أجل راحة المواطن وديمومة الوطن وتقدمه وازدهاره.

أبن العم، تحدث بإسهاب واسلوب مقنع بأن الديموقراطية وإن كان لها الكثير من الإيجابيات إلا انها تعتبر سيطرة مبطنة واستفادة عميقة لأصحاب رؤوس الأموال، وضرب أمثلة عدة برؤساء الولايات المتحدة الأميركية الذين وصلوا لكرسي الرئاسة عبر شركاتهم ورؤوس أموالهم ونفوذهم المالي.

اعتقد أن سيطرة رؤوس الأموال موجودة في كُل ديموقراطية ولكن كُل بلد حسب طبيعته، فإن اسقطنا ذلك على الديموقراطية الكويتية سنشاهد كيف أن اصحاب رؤوس الأموال يحاولون بشكل مستمر السيطرة على القرار في مجلس الأمة عبر بعض ممثليهم بشكل مباشر وغير مباشر، فتجد أن هناك نواباً تُجاراً وآخرين يسعون لإرضاء طبقة التُجار وتجد أصواتهم تذهب لإرضائهم بالرغم أن مَنْ انتخبهم هو المواطن الذي يتركون همومه ومشاكله ويرضون التاجر ويساهمون في توسع تجارته.

لاشك، أن هناك صراع واضح في الديموقراطيات، فتجد كُل حكومة ورئيسها دائماً تحت ضغط النواب التجار ومَنْ يمثلهم، فعمل الحكومة ورئيسها كمَنْ يمشي على الشوك وغالباً لا أحد يرضى على ما تفعله، ولعل التعسّف في الرقابة والمبالغة في التشريع يُعطل عملها ويجعل أفرادها يعيشون قلقاً مستمراً ما يجعلهم غير قادرين على العمل والإنجاز في هذا الجو السياسي المشحون.

اعتقد ان العديد من الدول لم تسع لتجربة الديموقراطية ولم تهتم لذلك، لأن التجارب الديموقراطية تبدو غير ملائمة ولن تجلب معها سوى مزيداً من الجمود والكثير من الخلافات، لذا، اتجهت لنظام المركزية بطريقة مختلفة وهي قائد وفريق عمل وخطة قابلة للتنفيذ وتحدٍ وجهد واتفاق على وقت محدد للانتهاء من تلك الخطة.

هذه المركزية لديها هدف ورؤية وبُعد لا يتوافر في الديموقراطية القائمة على ترضيات ومصالح خاصة وتعيينات مقرّبة للنواب واصحاب النفوذ، فالاختيار يكون لمَنْ لديه شغف بالعمل وجهد وصبر وجَلد على تحمله. لذا، وجدنا أشقاءنا يحققون النجاحات الواحدة تلو الأخرى، وتطورت بلدانهم وأصبحوا في مصاف الدول المتقدمة، هنا أترك لكم الإجابة ما هو النظام الأفضل: الديموقراطية أم المركزية المسؤولة؟

mesferalnais@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي