خوان ميرشان.. مهاجر من أصل كولومبي بيده «مصير» ترامب
تُسلّطُ الأضواء في الولايات المتحدة على القاضي الذي يترأس المحاكمة التاريخية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي وجهت إليه محكمة في مانهاتن 34 تهمة، على أن تعقد جلسة استماع ثانية في ديسمبر المقبل.
وتشير التقاير إلى أن مصير ترامب بات مرتبطاً بقرار القاضي، خوان ميرشان، صاحب الخبرة في القضايا الجنائية، حيث يواجه الرئيس الأميركي السابق تهما تتعلق بـ «تزوير سجلات تجارية»، و«دفع أموال» لامرأتين مقابل صمتهما عن علاقة سابقة لمنع تأثر حظوظ ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016.
لكن ترامب وجه انتقادات للقاضي ميرشان، مدعياً أنه «من المستحيل» أن يحصل على محاكمة عادلة، لأن القاضي المكلف «يكرهه».
لكن من هو القاضي ميرشان؟
هاجر ميرشان الكولومبي المولد، والذي يبلغ من العمر 60 عاما، إلى الولايات المتحدة وهو بعمر 6 سنوات، ونشأ في مدينة نيويورك، وتحديدا في حي جاكسون هايتس المتنوع عرقيا في كوينز، وهو أيضا مسقط رأس ترامب، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
وقبل دخوله مجال المحاماة، عمل ميرشان مدققا لشركة عقارية، ومديراً في أحد الفنادق.
وكان أول فرد من عائلته يذهب إلى الكلية، وشق طريقه حتى تمكن من الحصول على شهادة في القانون من جامعة هوفسترا في عام 1994، وكان مدعياً عاماً في مانهاتن، وعمل في مكتب المدعي العام للولاية قبل أن يعينه العمدة آنذاك، مايكل بلومبيرغ، قاضيا في محكمة الأسرة في عام 2006.
وبعد ثلاث سنوات، عين ميرشان في محكمة ابتدائية تسمى المحكمة العليا في نيويورك.
وتشمل واجباته الخاصة الآن الإشراف على محكمة الصحة العقلية في مانهاتن حيث يحصل بعض المتهمين على فرصة لحل قضاياهم بالعلاج والإشراف، وهو برنامج يعتبره قصة نجاح.
وبعد إدانة هواة القفز بالمظلات بجنح القفز من برج مركز التجارة العالمي بينما كان قيد الإنشاء في عام 2013، حكم عليهم ميرشان بتأدية خدمات اجتماعية، قائلا إنهم «لطخوا ذكريات أولئك الذين قفزوا في الحادي عشر من سبتمبر ليس من أجل الرياضة، ولكن لأنهم اضطروا إلى ذلك».
وأشرف على قضية الاحتيال الضريبي ضد شركة ترامب ورئيسها المالي، ألين ويسلبرغ. وشارك في المفاوضات التي أدت إلى إقرار ويسلبرغ بالذنب في عام 2022 بسبب الالتفاف على الضرائب، وبموجب الصفقة، حكم على فايسلبرغ بالسجن لمدة خمسة أشهر مقابل الموافقة على الشهادة ضد الشركة.
وبعد الاستماع إلى شهادة فايسلبرغ في المحاكمة، قال ميرشان إنه يتمنى أن يفرض عليه عقوبة أشد.
وقال نيكولاس غرافانتي، الذي مثل فايسلبرغ في مفاوضات الإقرار بالذنب، إن ميرشان كان «مستمعا حقيقيا، ومستعدا جيدا، ويمكن الوصول إليه دائما، ورجلا يفي بكلمته».
وأدانت هيئة محلفين الشركة، وفرض ميرشان غرامة قدرها 1.6 مليون دولار - الحد الأقصى القانوني.
ولم يتهم ترامب نفسه في هذه القضية. ولكن عندما حان وقت المرافعات الختامية، سمح ميرشان للمدعين العامين بالادعاء بأن ترامب كان على علم بمناورات الغش الضريبي.
وقال القاضي إنه «عادل فقط» لأن ملخص الدفاع ذكر ترامب مرارا وتكرارا.
وقال ميرشان إنه يريد إبعاد السياسة عن المحاكمة.
ولترامب تاريخ في التشكيك في شرعية القضاة أو نزاهتهم في القضايا التي تتعلق بأعماله أو إدارته، وفقاً لـ«اسوشيتد برس».