خواطر صعلوك

مبارزات الديكة...!

تصغير
تكبير

حكمة اليوم أن الكويت تعاني من الجوع، بينما الكويتيون يعانون من التخمة.

وأسوأ ما قد يحدث لوطن يعاني من الجوع هو أن يصرف المواطنون فيه أموالهم ووقتهم وجهدهم وإمكانياتهم على الرهانات في «مبارزة الديكة».

ولأن الأنبياء ثم الصالحين هم أشد الناس بلاءً، فقد ابتلي هذا الوطن الصالح بجوع العمل والتنمية، بينما أصيب مواطنوه بتخمة الأحداث والضجيج والطحن والمبارزات والجدل الدستوري.

فمن يقاتل من؟ ومن يحارب من؟ ومن يحاول أن يزيح من؟ المواطن العادي لا يعرف، والمواطن غير العادي لا يعرف أيضاً... وتستطيعون أن تسمعوا هذه الحقيقة تتردّد عند رأس كل زقاق، وعند كل فيديو ينتشر، وعند كل بيان يُنشر، وأحاديث تدار في الدواوين وفي أروقة «كلوب هاوس» وممرات تويتر لتبادل النكات والأحاديث الوطنية، كلها أحاديث تشير إلى لغز بالغ التعقيد لم يستطع أحد أن يجد له حلاً حتى الآن.

وفي هذه الأيام الشريفة، والأوقات الرائقة المنيفة، من شهر رمضان المبارك، يتأمل الكويتيون القرآن الكريم جنباً إلى جنب في تأملهم للأوضاع السياسية، وفي الأرنب القادم الذي سيخرج من القبعة.

فبينما تعاني الكويت من الجوع، يرتدي الكويتيون ملابس السهرة لحضور حفلات سياسية تم استيراد أقمشة بشوتها من جميع أنحاء العالم بما فيها الجوارب أيضاً، وتم إحضار أجود أنواع البخور ليُحرق فيها... وهذا يعني أن الكويت تموت بالجوع داخل «بشت» السهرة السياسي.

فأين يقودنا ذلك في نهاية المطاف؟

وأين وصلنا حتى الآن؟

أما أين يقودنا كل هذا... فالله وحده يعلم والراسخون في إدارة الدولة، أما أين وصلنا فالجميع يعلم أنه إذا أقيمت حلبة «لمبارزات الديكة» وانقسم الشارع فيها على الجانبين، فإن الذين ما تركوا فضة في الوطن إلا فضّوها، ولا ذهباً إلّا ذهبوا به، ولا غلّة إلّا غلّوها، ولا ضيعةً إلا أضاعوها، ولا دقيقاً إلا دقوه...هم المستفيدون الوحيدون في مبارزة كل من فيها خاسر. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي