يضم نخبة كبيرة من فناني الكويت والخليج والوطن العربي
«بلاغ نهائي»... تعدّدت الجنسيات وتاهت الهوية
اقتربنا من منتصف شهر رمضان المبارك، فبدت ملامح الدراما الكويتية في الظهور، وإن لم تَبُح بعضها بكامل أسرارها، لكن بالإمكان قراءة ما بين السطور لأحداثها المقبلة.
فالمتابع لمسلسل «بلاغ نهائي» الذي يتواصل عرضه حالياً، سيدرك على الفور ضخامة الإنتاج لهذا العمل، خصوصاً في ظل تواجد كوكبة من الممثلين الكبار، من الكويت والسعودية والعراق، وغيرهم من فناني الخليج والوطن العربي.
أما النص الذي ألّفه الكاتب عبدالمحسن الروضان، فقد ألقى أضواء مكثفة على بعض الأسر الغنية والفقيرة، وكيف دار بهم الزمن بعد دخولهم «المناخ»، لاسيما وأن أحداثه تدور في الفترة الفاصلة ما بين العام 1975 وحتى أزمة سوق المناخ في مطلع الثمانينات، كما يستعرض خلال هذه السنوات حزمة من الموضوعات الاجتماعية، والتجانس في المجتمع وقتذاك، حين كان الجميع يداً واحدة في النهضة والبناء، الغني والفقير، المواطن والمقيم، ليؤكد أن الكويت كانت بلداً للرزق والخير، حتى قبل اكتشاف النفط، ومصدراً للأمن والأمان.
«تشعّب الحوار»
ولكن...! رغم ضخامة الإنتاج وصلابة النص وبراعة الممثلين، إلا أن المُشاهد يتوه بسبب تشعّب الحوار، وكثرة اللهجات الموجودة والمتنوّعة، والتي تاهت على إثرها هوية العمل، وهذا الأمر متوقع منذ البداية، نظراً لتعدد الجنسيات المشاركة، فلو كانت اللغة البيضاء هي الجامعة والمشتركة بين أبطال المسلسل، لكان الوضع أفضل بكثير مما كان.
«التاجر الكويتي»
كان ظهور الفنان السعودي تركي اليوسف بشخصية التاجر الكويتي «أبوصالح» جريئاً نوعاً ما، خصوصاً وهو يخرج قنينة الخمر من جيبه في كل حين، إذ لم يكن هناك داعٍ لها، على الأقل «في رمضان»!
بينما لعبت الفنانة القديرة هند كامل دور الشقيقة لـ «أبوصالح»، واستطاعت بخبرتها الطويلة في التمثيل أن تجذب المشاهدين بأدائها الراقي. وقدّم الفنان عبدالعزيز الحداد دور «خالد» وهو رجل طيب، ولكنه لا ينسجم مع الأخ غير الشقيق، بحكم أن لكليهما أماً تحمل جنسية مختلفة عن الأخرى.
«صحافية من العراق»
أجادت الفنانة سارة العنزي دور الفتاة «عبير» التي تتحدّر من عائلة عراقية فقيرة، تعيش في الكويت وتعمل صحافية، حيث تقع في حب (إبراهيم الشيخلي) وتُشكّل معه «دويتو» رائعاً، بالإضافة إلى الدور المميز الذي لعبه «شاهين» (أحمد الحليل).
أما الفنانة سحر حسين، فقد جاءت مشاركتها خجولة بمشاهد محدودة، وربما ستفاجئ المشاهدين في الآتي من الحلقات. والأمر نفسه ينطبق على الفنان السعودي علي السبع، والذي ظهر بدور سائق التاكسي، فيما أبدعت الفنانة مي عبدالله في شخصية «نجاة»، وهي من الأدوار المركبة، والمستفزة نوعاً ما.
مجهود كبير
لا بد من الثناء على فريق العمل، بقيادة المخرج سلطان خسروه، لتقديم حبكة درامية نوعية، والذي على ما يبدو أنه بذل مجهوداً كبيراً خلال فترة التصوير، مستعيناً بالاكسسوارات القديمة، والسيارات «الأنتيك»، وغيرها من القطع التي كانت سائدة خلال السبعينات والثمانينات، لتعبّر بصدق عن تلك المرحلة التي عاشتها الكويت.