اتهمَ واشنطن بمحاولة تدمير القمة الروسية - الأفريقية
لافروف: موسكو قد تصبح «قاسية» مع أوروبا «المعادية»
- الغرب يحاول دق إسفين بين روسيا والصين
موسكو - رويترز - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتحاد الأوروبي أصبح معادياً و«خسر» روسيا، وإن موسكو ستتعامل مع أوروبا بطريقة قاسية إذا لزم الأمر.
وصرح لافروف في مقابلة مع موقع «أرجومنتي آي فاتكي» نشرت أمس، «لقد خسر الاتحاد الأوروبي، روسيا. لكن هذا خطأه. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع زعمائه هم الذين يعلنون صراحة أن من الضروري إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مثلما يسمونها».
وأضاف أن روسيا قررت كيفية الرد على تزويد أوروبا «النظام الإجرامي» في كييف بالأسلحة والمدربين.
وتابع «رداً على الخطوات العدائية، سنتصرف بقسوة إذا لزم الأمر، بناء على مصالح روسيا الوطنية ومبدأ المعاملة بالمثل المقبول في الممارسات الديبلوماسية».
دق إسفين
من ناحية أخرى، قال لافروف في المقابلة نفسها إن الغرب يحاول دق إسفين بين روسيا والصين بالحديث عن علاقاتهما غير المتكافئة واعتماد موسكو على بكين.
وأضاف أن المحادثات التي استمرت عشر ساعات الشهر الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ دفعت «بالشراكة الاستراتيجية» بين موسكو وبكين إلى مستويات جديدة.
وأعلن بوتين وشي عن صداقتهما وتعهدا بعلاقات أوثق، بما في ذلك في المجال العسكري، خلال قمتهما يومي 20 و21 مارس، إذ تكافح روسيا لتحقيق مكاسب في ساحة المعركة الأوكرانية.
وقال لافروف إن «الدول غير الصديقة» تبالغ منذ فترة طويلة في الحديث عن علاقة غير متكافئة بين موسكو وبكين.
وأضاف «نعتبر ذلك محاولة لإلقاء ظلال من الشك على نجاحاتنا ودق إسفين في الصداقة بين موسكو وبكين».
ووقعت الصين وروسيا اتفاقية شراكة «بلا حدود» في أوائل 2022، قبل أسابيع فقط من إرسال بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا. امتنعت بكين عن انتقاد قرار بوتين وروجت لخطة سلام لأوكرانيا.
القمة الروسية - الأفريقية
في سياق ثانٍ، اتهم لافروف، الولايات المتحدة بمحاولة تدمير القمة الروسية - الأفريقية في إطار الجهود الرامية لعزل موسكو.
وقال لافروف في المقابلة مع «أرجومنتي آي فاكتي»، إن موسكو تختلف عن الدول الغربية في علاقاتها مع أفريقيا من حيث «إننا لا نخبر شركاءنا الأجانب أبداً كيف يُفترض أن يعيشوا. ليس لدينا جدول أعمال سري».
وتستعد موسكو لعقد قمتها الثانية مع الدول الأفريقية، المقررة في نهاية يوليو المقبل في سانت بطرسبورغ، بما في ذلك العمل في مشروعات البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة.
وتابع لافروف للموقع الإلكتروني «صحيح أن الولايات المتحدة وأتباعها يبذلون قصارى جهدهم لعزل روسيا دوليا... (لكنهم) على وجه الخصوص يحاولون نسف القمة الروسية - الأفريقية الثانية المزمع عقدها... لإقناع أصدقائنا الأفارقة بعدم المشاركة».
وأضاف أن فرص إلحاق الضرر بالقمة تتضاءل على أي حال لأن «عدد الدول المستعدة لفعل كل ما تطلبه منها القوى الاستعمارية السابقة يقل يوماً بعد يوم».
وأكد «لذلك ستستمر محاولات التدخل في تعاوننا مع دول جنوب العالم وشرقه، لكن هيهات أن تنجح».
وبعد أن نبذها معظم الدول الغربية منذ غزوها لأوكرانيا قبل أكثر من عام بقليل، حولت موسكو جهودها إلى دول في آسيا وأفريقيا.
وكان لافروف حريصاً للغاية على تعزيز العلاقات مع أفريقيا، حيث زار القارة مرتين هذا العام بالإضافة إلى جولة في منتصف 2022.
وأجرت جنوب أفريقيا هذا العام تدريبات عسكرية على مدى عشرة أيام مع الجيشين الروسي والصيني.
وتنتشر مجموعة «فاغنر» الروسية في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى لقتال المتمردين.
في المقابل، استضاف الرئيس الأميركي جو بايدن قمة زعماء الولايات المتحدة وأفريقيا في 2022 في واشنطن، سعياً لتعزيز التحالفات مع دول القارة لمواجهة النفوذ الروسي والصيني المتزايد.