انتقد ممثلين «متزلّفين من أصحاب الأداء المحدود والمغلَّف بعلاقات أو طريقة ظهور»
سعيد سرحان لـ «الراي»: من «وأخيراً» إلى... «تغيير جو»
يطل الممثل سعيد سرحان في عملين في موسم الرمضاني 2023 الأول هو «وأخيرا» والثاني مسلسل «تغيير جو» الذي سيتم عرضه بعد الإنتهاء من عرض الحلقات الـ 15 من المسلسل الأول.
سرحان تحدّث عن دوريْه في هذين العملين وعن المسلسل العالمي الذي تم تصويره في اليونان:
* كيف تتحدث عن دورك في مسلسل «وأخيراً» وما التطورات التي يمكن أن تطرأ عليه في الحلقات المقبلة؟
- أنا الممثّل اللبناني الأول في المسلسل بعد نادين نجيم. وللأسف أنا أتحدث بهذه الطريقة لأن التصنيفات أصبحت تتمّ على هذا الأساس، وباتت المواهب تُصنَّف بحسب الجنسيات.
شخصية النقيب «رضوان» التي أقدّمها في «وأخيراً» نافرةٌ إلى حد ما ولها خط درامي خاص بها وتحاول أن تديرَ الأحداثَ على طريقتها. كان بالإمكان أن ألعب الشخصية بالشكل الطبيعي على أساس أنني ضابط في فرع المعلومات يتولى التحقيق في قضية إختفاء بعض الأشخاص، ولكنني كممثل أرفض أن أكرر نفسي ولذلك حاولتُ أن أوجِدَ خلفيةً لشخصية ترتبط بحالات فساد موجودة في المجتمع وتجعله ضحية لمحاولة اعتداء تؤدي إلى تشوُّه أحاول ان أفسر سببه كي أقول إنه ليس مجرد ديكور. كما ان دور النقيب في المسلسل يعبّر عن أحد أوجه السلطة.
* عمدتَ إلى استخدام أدواتك كممثل وخصوصاً صوتك وقمتَ بتغييره؟
- هذا صحيح. من عُدة الممثل أن يأتي بأدواته إلى الشخصية ولا سيما إذا كانت مكتوبة بخط واحد. عندما يستحضر الممثل أدواته ويَبني خلفيةً للشخصية يصبح مسموحاً له بأن يلعب بحركة الجسم والصوت لأن الاعتداء عليه تسبّب في تشوُّه شكْله كما طال عنقَه بسبب محاولة ذبْحه التي أدت إلى حصول ضرر في أوتاره الصوتية. ما حصل معه جعله إنساناً بلا مشاعر ويمكن القول إنه إنسان مع وقف التنفيذ. تقديم الشخصية بهذه الطريقة يزيد من غرابتها وغموضها ويجعل الناس يتوقفون عندها حتى لو كان حضورها ضئيلاً.
* كما أنك تشارك بمسلسل «تغيير جو» الذي يتم تصويره في لبنان؟
- نعم، وهذا المسلسل مصري من بطولة منة شلبي، ميرفت أمين وإياد نصار ومجموعة كبيرة من الممثلين، وتم تصويره تحت إدارة المخرجة مريم أبو عوف وهو عمل مؤلّف من 15 حلقة وسيُعرض بعد انتهاء مسلسل «وأخيراً» المؤلف 15 حلقه أيضاً.
ومن خلال «تغيير جو»، أمامي الفرصة لأن أطلّ بشكل آخر مختلف لأنني لم أكن أريد أن أظهر بدور النقيب «رضوان» فقط الذي يعيش معاناة وقصصاً معينة. وشخصية «وسام» في مسلسل «تغيير جو» أقرب إلى العفوية، وهما شخصيتان مختلفتان تماماً.
* من المعروف أنكم كنتم ما زلتم تكملون مسلسل «واخيراً» وأيضاً «تغيير جو» ما سبب كل هذا التأخير؟
- حصلتْ بعض الظروف الإنتاجية التي أدت إلى هذا التأخير ولكننا نبذل جهدا كبيراً كي نسلم الحلقات بما يتناسب مع توقيت عرضها وهذا الأمر يضع الممثل تحت إرهاق كبير جداً. واحياناً أصوِّر نحو 24 مَشْهداً في اليوم الواحد. للأسف الممثّل أصبح يذهب إلى التمثيل كأنه يذهب الى دوام عمل كي يتمكن من تأمين حاجاته التي تمكّنه من الاستمرار. وما يجعله يتقبّل كل ذلك هو شغفه في المهنة. نحن درسنا في الجامعات وتَخَرّجْنا منها الى أن وصلنا الى مرحلة أصبحنا فيها نشعر بأننا بحاجة لأن نؤمن متطلبات حياتنا.
* هل هذا يعني أنك غير راض عن أدوارك؟
- أبداً، بل أنا راضٍ عنها، ولكنني أتحدث عن الجهد الكبير الذي أبذله والذي لا يشبه الأدوار التي أحب أن تُعرض عليّ.
* لا تبدو متفائلاً كما في السابق؟
- طموحي لا يتغيّر كممثل، ولكن كل شيء يرتبط بما يُسمح لنا. وهل متاحٌ لنا أن نحقق ما نطمح إليه أم أن نشارك في الأدوار من منطلق «هذا هو المتوافر». أنا كنت متفائلاً جداً خلال الفترة الماضية وكنتُ أسير في طريق يضيء عليّ.
ولكن كلما شعر الممثل بأنه يضيء أو بأنه يسير في الطريق الصحيح، كلما برزت أمامه العراقيل كونه ليس هو صاحب القرار. ومن ناحية أخرى نحن بحاجة لأن نعمل كي نتمكّن من الاستمرار. وهكذا تضيق الخيارات أمام الممثل ويصل إلى مكانٍ يشعر معه بأنه يجب أن يضاعف جهدَه 10 مرات بإزاء الخيار المتوافر له في حين أنه كان من الممكن أن يبذل كل هذا الجهد من أجل خيار آخَر ولتقديم دور كُتب له.
الظروف صعبة جداً خصوصا بالنسبة الى الممثل الشاطر والموهوب بوجود المتزلّفين من أصحاب الأداء المحدود والمغلَّف بعُدة أخرى، سواء كانت علاقات أو طريقة ظهور. نحن لا نفكر بهذه الطريقة لأن شغفنا وحبنا للمهنة والوقت والدراسة والموهبة كفيل بأن يوصلنا إلى مكان مضيء. هذا ما يقوله المنطق.
* في رأيك لماذا لا يعطى سعيد سرحان أدوار البطولة؟
- هذا الكلام يمكن أن ينطبق على الكثير من الممثلين الجيّدين وبينهم عبده شاهين والذين يتم اختيارهم لأدوار المُسانِد أو الرديف، ولذلك أحاول ان أختار الدور المميّز وأن أدفع به إلى الأمام كي لا أكون مجرّد مؤدٍّ لوظيفة يومية. أعرف أنني مقدَّر في شركة الانتاج، والجواب على السؤال يكون هو أن الممثل اللبناني لا يبيع. وأنا لا أفهم هذا الجواب لأنني أعرف أن عُدة الممثل هي موهبته وأداوه وشكله، وكل ما يلزمه هو الدور الذي يُبْدِع فيه. ربما هذا هو مطلب شركات الإنتاج في الخارج. ويبقى علينا أن ننتظر الممثلين الذين أُعطيت لهم فرصاً هذه السنة وأدوا أدوارهم بشكل جيد وممتاز، وإذا كانت ستُتاح لهم الفرصة للقيام بأدوار البطولة. وإذا حصل ذلك فلا شك أن هناك أموراً كثيرة ستتغير في المرحلة اللاحقة.
* وكيف تتحدث عن المسلسل الذي انتهيتَ من تصويره في اليونان؟
- المسلسل عالمي ويضم ممثلين من جنسيات مختلفة. بطل المسلسل هو يعقوب فرحان ويشارك فيه من لبنان أنا ونيكولا معوض وسينتيا خليفة ومروة خليل، وتدور أحداثه في لبنان ولكن تم تصويره في اليونان لأنها تشبه بيروت. وهو من كتابة كاتب هوليوودي كتب أفلاماً لـ جون ترافولتا وكيفن كوستنر وغيرهما، وطاقم الإخراج أميركي، والتنفيذ لشركة فرنسية مهمة جداً وإنتاج «أم بي سي ستديوز». اسم المسلسل المبدئي هو «دهب» ويمكن أن يتغيّر. المسلسل ضخم جداً وتم التحضير له لفترة طويلة جداً.
* والعمل مشترك؟
- نعم. سعودي، سوري، لبناني، مصري، فرنسي، أميركي. العمل من نوع الأكشن ويرتبط بحدَث حصل في لبنان وترَكَ أثراً اجتماعياً كبيراً جداً.