البرنامج يُعرض على شاشة تلفزيون «الراي» في رمضان

«النالية» خارطة التراث الكويتي... «اللي ماله أول ماله تالي»

تصغير
تكبير

- فهد العبدالجليل: «النالية» اندثرت في أعماق البحر... عندما انتهت رحلة الغوص
- مشاري الخوالد: البرنامج يتناول الحياة الكويتية القديمة... بأشكالها كافة

«اللي ماله أول ماله تالي»...

إذ يُبحر برنامج «النايلة» في أعماق الموروث البحري، ليقدم لنا الباحث في التراث الكويتي فهد غازي العبدالجليل نوادر أثرية، ومخطوطات وصوراً تعرض على شاشة تلفزيون «الراي» للمرة الأولى، خلال شهر رمضان المبارك.

فالبرنامج الذي يقع في 30 حلقة، يضيء على أهم المحطات في مسيرة أهل الكويت، ممن ركبوا الصعاب لبناء هذا البلد، في زمن جفّت فيه معظم الموارد الطبيعية، ولكن لم يجف فيه جبين الرجال لمواصلة البناء والعطاء، بهمّة وفخر.

وقال مقدم البرنامج العبدالجليل إن البرنامج يسلط الضوء على التراث وتاريخ دولتنا الحبيبة الكويت، حيث يتناول محطات وجوانب عديدة من مورثاتها ونوادرها الأثرية.

وأضاف «تم تقسيم (النالية) إلى فقرتين، أتحدث في أولاهما عن مجموعة من الوثائق النادرة والصور، بالإضافة إلى الحديث عن بعض الشخصيات التي أسهمت في بناء المجتمع الكويتي القديم، والأحداث المهمة التي مرّت بها البلاد».

وأكمل «أما الفقرة الثانية، فقد استضفت خلالها كوكبة من الباحثين والمهتمين في تاريخ الكويت، وناقشنا موضوعات متعددة، منها التراث البحري وتاريخ القرى، وكذلك تنوع محور حديثنا نحو الصيد قديماً (الحداق)، بالإضافة إلى أن اللهجة الكويتية كانت حاضرة في النقاش مع الضيوف، فضلاً عن الأعمال الإنسانية والخيرية لأهل الكويت، سواء في الداخل عبر بناء المستشفيات والمدارس والمساجد، أو الخارج في دعم القضايا العربية والإسلامية».

الخارطة البحرية

وحول مسمى «النالية» ومعناها الحقيقي، ردّ العبدالجليل: «هي مفردة كويتية قديمة لم تعد تُستخدم اليوم في اللهجة الكويتية، حيث إنها اندثرت في أعماق البحر، وانتهت فور انتهاء رحلة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وتعني الخارطة البحرية، فالنوخذة عندما يصل إلى بحر العرب أو (القبة) يفتح (النالية) ويستخدمها مع بعض الأجهزة الملاحية البدائية في ذلك الوقت، لتساعده في الوصول إلى الموانئ المختلفة، فيكون لكل ميناء نالية خاصة به، وهناك بعض الخرائط أو النوالي التي يكون فيها أكثر من ميناء».

ولفت إلى أنه اختار «النالية» عنواناً لبرنامجه لسببين، أولهما إحياء الكلمة الكويتية القديمة، وثانيهما لارتباطه بتاريخ وتراث الكويت البحري، «وهناك سبب آخر كون الاسم غير مستهلك في البرامج التلفزيونية التي تُعنى بالتراث، وقد كنت حريصاً على الابتعاد عن الاسماء المستخدمة، فهذا أول برنامج تراثي يسمى بـ (النالية)».

وبسؤاله عن كيفية جمع النوادر الأثرية، والوقت الذي استغرقه في مهمة البحث عنها، أجاب: «منذ تسعينات القرن الماضي، بدأت في تكوين مكتبتي ومتحفي وفي جمع النوادر من الوثائق والمخطوطات والكتب والصحف والصور والمقتنيات كافة، حيث لديّ شغف كبير في البحث عنها في كل مكان، وكنت أحضر (مزادات) داخل الكويت، كما سافرت إلى العديد من البلدان العربية والأوروبية، فوجدت نوادر عديدة تتعلّق بتاريخنا وموروثاتنا».

«البحث خارج الصندوق»

وعمّا إذا كان المؤرخ أو الباحث في التراث يعتبر عملة نادرة في زماننا الحالي، علّق قائلاً: «الباحث أو المؤرخ يجب أن يكون صادقاً في نقل التاريخ من دون تحريف أو تزييف، وأن يعتمد على المصادر الموثوقة والمراجع المعتمدة، كي يقدم المعلومة بأدلة علمية، وكذلك أن يبحث خارج الصندوق، بحيث يستطيع فتح آفاق جديدة، ليتم التطرق إلى أمور لم يتم التطرق إليها من قبل، وبالتالي عرض مادة تثري بحثه العلمي».

وكشف العبدالجليل عن بعض الصعوبات التي تواجهه، منها الكلفة المادية والمبالغ الباهظة التي يدفعها بغية الحصول على مثل هذه النوادر الأثرية، وكذلك صعوبة الحصول عليها، مبيناً أنه كان يجد صعوبة في بادئ الأمر حول كيفية قراءة الوثائق القديمة، ولكن مع مرور الوقت أصبحت لديه الخبرة، والقدرة على قراءتها.

وختم العبدالجليل تصريحه بالقول: «(اللي ماله أول ماله تالي). يجب أن نحافظ على ما تبقى من تراثنا، فما تبقى منه هو جزء بسيط، سواء في مدينة الكويت أو في ضواحيها وقراها، وهذه الشواهد المتبقية تمثل حقبة مهمة في تاريخ الكويت، حيث أسّس فيها الكويتيون هذا البلد، فعندما نشاهد هذه الشواهد نستذكر بطولات وتضحيات الأولين في كيفية بناء بلدنا وتأسيسها بالرغم من قلة الموارد، حين كانت الكويت تفتقر لأشياء عدة، مثل المياه والزراعة وغيرها من الموارد الطبيعية، غير أن إخلاص أهلها وحبهم لوطنهم هو ما جعلها من أهم المراكز التجارية».

الروح والفكرة

من جانبه، أشار المنتج المنفذ للبرنامج مشاري الخوالد إلى أن «الخبرة الكبيرة التي يمتلكها مقدم البرنامج فهد غازي العبدالجليل، تجعله يغوص مع مجموعة من الباحثين المختصين بالتراث الكويتي في جنبات الماضي الكويتي المتسع، مع استعراض لمجموعات نادرة من الوثائق والمخطوطات التي تؤرخ لهذا التراث القيم».

وأضاف «الحمدلله، تم تصوير الحلقات التي قام العبدالجليل بإعدادها أيضاً في أجواء تتناسب وروح وفكرة البرنامج، مع إضافة لمسة معاصرة لإعطاء روح الوصل بين الماضي والحاضر، وهنا فعلياً كان التحدي الكبير».

وحول مدة كل حلقة، أوضح الخوالد: «مدة الحلقة الواحدة لا تتعدى الـ 25 دقيقة، ويتخللها استضافة مجموعة من الضيوف، ليتحدث كل واحد منهم عن تخصصه وتاريخه مع قصص من الماضي».

تجربة فريدة

قال مخرج البرنامج محمد عثمان إن تجربته في «النالية» كانت فريدة جداً، «خصوصاً وأنني دخلت في عمق التراث الكويتي، بشكل لم أعتد عليه من قبل، حيث اطلعت على الكثير من الوثائق النادرة، والتي ظلت مخفية عن الإعلام الكويتي والعربي عموماً لسنواتٍ طوال، وقد تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأرى أنها أفادتني وأثرت مداركي على الصعيدين الشخصي والمهني».

وأضاف: «كما أن مقدم البرنامج فهد غازي العبدالجليل، وضيوفه، كانوا نجوماً في ما قدموه من محتوى خارج عن السائد البرامجي، إذ استمتعت كثيراً كمتابع، قبل أن أكون مخرجاً».

وتمنى عثمان أن يحظى البرنامج إعجاب المشاهدين، لما يتضمنه من معلومات قيمة ووثائق مهمة، في تاريخ الكويت، ولا سيما التراث البحري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي