ضخّت مليارات الدولارات ببنية أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا
بعد عقد من الزمن... «حزام وطريق» الصين «فخ ديون» أم «خير عام»؟
كانت الصين خلال العقد الماضي تقدم قروضاً ضخمة لحكومات في العالم الثالث وأوروبا، ما أدى إلى زيادة نفوذها العالمي من خلال مشاريع عملاقة في دول «الحزام والطريق»، حيث أصبحت من أكبر المقرضين العالميين.
وفي الوقت ذاته، حسب موقع «سي إن إن» كانت الصين تتحوّل إلى مقرض إنقاذ مالي كبير لتلك البلدان التي يواجه الكثير منها مصاعب في تسديد ديونه.
وفيما أطلق الزعيم الصيني شي جينبينغ مبادرة الحزام والطريق عام 2013، فإنه حتى مارس 2021 كانت 139 دولة تمثل 40 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي قد انضمت إليها. وحسب بيانات وزارة الخارجية الصينية بلغت استثمارات الصين بموجب المبادرة نحو تريليون دولار.
ونقل الموقع عن دراسة مشتركة للبنك الدولي وهارفرد كينيدي سكول ومؤسسة كيل للاقتصاد العالمي ومختبر الأبحاث الأميركي إيدداتا أن الصين قدمت 240 مليار دولار بين 2008 و2011 كحزم إنقاذ مالي لـ22 بلداً معظمها من مديني مشاريع الحزام والطريق مثل الأرجنتين وباكستان وكينيا وتركيا.
وأشار الموقع إلى أن الصين باتت لاعباً رئيساً بالنسبة لكثير من البلدان النامية، رغم أن حزم الإنقاذ التي تقدمها صغيرة مقارنة بما تقدمه الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي.
ونقل الموقع عن الدراسة أن الولايات المتحدة كانت تتبع إستراتيجية مماثلة على مدى قرن تقريباً بتقديم حزم إنقاذ لبلدان تعاني من ديون كبيرة، مثل الحزم التي قدمتها لبلدان في أميركا اللاتينية خلال أزمة الديون في ثمانينات القرن العشرين.
ونقل الموقع عن الدراسة أن قروض الصين أكثر سرية وأن معظم عملياتها تبقى في منأى عن الأنظار، الأمر الذي يعكس تحول النظام المالي العالمي إلى نظام غير مؤسساتي وأقل شفافية وأكثر تجزؤاً.
وذكرت الدراسة أنه في 2010 توجهت أقل من 5 في المئة من قروض الصين الخارجية لمساعدة بلدان تواجه أعباء ديون، ولكن بحلول 2022 ارتفعت النسبة إلى 60 في المئة.
ومُنحت معظم القروض بين السنوات 2016 و2021 حيث بلغت 240 مليار دولار منها 170 ملياراً بشكل خطوط تبادل من بنك الشعب الصيني بينما جاء 70 ملياراً كقروض من بنوك ومؤسسات صينية مملوكة للدولة.
ولفت الموقع إلى أن حزم الإنقاذ الصينية ليست رخيصة التكلفة إذ إن بنك الشعب الصيني يتقاضى فائدة بنسبة 5 في المئة مقارنة بـ2 في المئة يتقاضاها صندوق النقد الدولي على قروض الإنقاذ، كما أنّه لاحظ أن معظم القروض تمنح للبلدان متوسطة الدخل باعتبارها أكثر أهمية لقطاع البنوك الصينية، في حين أن الدول منخفضة الدخل لا تحصل على أي قروض أو أنّها تُمنح خيار إعادة هيكلة ديونها.
وعلى مدى عقد من الزمن كانت مبادرة الحزام والطريق تضخ مليارات الدولارات سنوياً في مشاريع البنية التحتية في بلدان في أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. وأثار ذلك انتقادات بأن المبادرة وفي أحد جوانبها تشكل «فخ ديون» يهدف إلى السيطرة على البنية التحتية في البلدان التي تستفيد من مشاريعها.
وردّت الصين بأن وصفت المبادرة بأنها «خير عام» وأن اللوم في تفاقم أزمة الديون يقع على رفع الولايات المتحدة لأسعار الفائدة.