توعدت واشنطن بـ «رد انتقامي» في حال التقى مكارثي رئيسة تايوان
الصين مستعدة للتعاون مع الجيش الروسي وأميركا تعترف بصعوبة محاربتهما معاً
أعلنت الصين، أمس، استعدادها للتعاون مع الجيش الروسي، وتوعدت الولايات المتحدة بـ «رد انتقامي» في حال التقى رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، رئيسة تايوان تساي إنغ ون.
أميركياً، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، قدرة الجيش الأميركي على خوض حروب في أماكن مختلفة إذا دعت الحاجة لذلك، إلا أنه أشار إلى أن من الصعب للغاية خوض حرب مع روسيا والصين بشكل متزامن.
وذكرت وزارة الدفاع الصينية أن الجيش على استعداد للعمل مع الجيش الروسي، لتعزيز الاتصال والتنسيق الإستراتيجيين.
وقال الناطق تان كي فه، إن البلدين سيتعاونان في تنفيذ مبادرات أمنية عالمية، وسيعملان على تعزيز الثقة العسكرية وحماية الانصاف والعدالة الدوليين بشكل مشترك.
وأشار إلى أن الطرفين سيعملان أيضاً على تنظيم دوريات بحرية وجوية وتدريبات مشتركة.
يشار إلى أن الرئيس الصيني شي جينبينغ زار روسيا في الآونة الأخيرة والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وهي زيارة نددت بها واشنطن.
تعزيز القدرات البحرية
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع أن تدريبات بحرية مشتركة بين الصين وإيران وروسيا في خليج عُمان، عززت قدرة القوات البحرية في الدول الثلاث على القيام بمهام بحرية متنوعة.
وذكر أن التدريبات عززت الصداقة والتعاون العملي بين الدول الثلاث.
وأضاف أن هذه الدول أرسلت قوات من بينها 12 سفينة ووحدات عمليات خاصة ووحدات غوص؛ للمشاركة في التدريبات التي جرت بين 15 و19 مارس الجاري.
ردّ انتقامي
في المقابل، وصلت رئيسة تايوان تساي إنغ ون، الأربعاء، إلى نيويورك في زيارة أثارت حفيظة الصين، التي توعّدت برد انتقامي في حال التقت مكارثي.
يشار إلى أن الولايات المتحدة هي محطة توقّف لتساي المتّجهة إلى أميركا الوسطى، في جولة ستلتقي خلالها قادة غواتيمالا وبيليز، لتعزيز العلاقات مع الحليفتين الديبلوماسيتين لتايوان.
وخلال عودتها إلى تايوان، ستتوقف تساي في كاليفورنيا حيث كان مكارثي أعلن أنه سيلتقي بها.
وقالت مسؤولة صينية إن «هذا العبور المفترض لزعيمة تايوان هو في الحقيقة استفزاز يهدف إلى نيل الاستقلال بالاعتماد على الولايات المتحدة».
وردّت الولايات المتحدة بالتحذير من أن الصين يجب ألا تستخدم توقف تساي «ذريعة لتعزيز أي أنشطة عدائية حول مضيق تايوان».
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي «لا سبب يستدعي رد فعل قاسياً من جانبهم».
وشدد على أن توقف تساي على الأراضي الأميركية «متوافق مع العلاقة غير الرسمية القائمة منذ زمن مع تايوان، ومع سياسة الصين الواحدة التي تعتمدها الولايات المتحدة والتي لم تتغير».
تحذير من الفوضى
في الأثناء، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إن أي نزاعات أو فوضى في آسيا ستعصف بمستقبل القارة.
وأضاف أمام منتدى «بو آوْ» للشؤون الاقتصادية الآسيوية الذي تستضيفه الصين، ان بكين تعارض العقوبات الأحادية والاصطفافات والانحياز أو تكوين تكتلات أو نشوب حرب باردة جديدة.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية أن بكين تتمسك بالانخراط في مفاوضات نزع السلاح النووي وعدم البدء في استخدام الأسلحة النووية.
وأضافت «نأمل من الولايات المتحدة خفض ترسانتها النووية والمساهمة في الحفاظ على الأمن النووي العالمي».
وفي واشنطن، أكد ميلي خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن الجيش «يتمتع بقدرة على خوض الحروب في أماكن عدة وفي ظروف مختلفة في حالات الطوارئ، لكن إذا تعلق الأمر بصراع خطير مع قوى كبرى مع كل من الصين وروسيا بشكل متزامن، فإن ذلك من الناحية العملية أمر صعب للغاية».
وحذر من أنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن هذا النزاع سيستنفد مخزونات هائلة من الذخيرة، مشدداً على وجوب الاستعداد لوضع كهذا.
وأشار إلى أن «الدرس الكبير المستفاد من أوكرانيا هو معدلات الاستهلاك الهائلة للذخائر التقليدية، فيما هو فعلياً حرب إقليمية محدودة».
وأضاف «إذا حصلت حرب في شبه الجزيرة الكورية، أو حرب قوى عظمى بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين الولايات المتحدة والصين، فستكون نسب الاستهلاك هذه استثنائية».
وتابع «أمامنا طريق طويل للتأكد من أن مخزوناتنا ستكون جاهزة لحالات الطوارئ الحقيقية».
وجاءت تصريحات ميلي غداة إعلان مدير إدارة الجيش غيب كاماريلو أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة إنتاجها من قذائف المدفعية في شكل كبير.
وتعمل واشنطن أيضاً على زيادة إنتاجها من قاذفات وصواريخ «جافلين» وصواريخ لمنظومة «هيمارس»، التي لعبت دوراً أساسيا في تصدي القوات الأوكرانية للروسية، بحسب كاماريلو.