No Script

«مبدعون في عيون أحبائهم» «كان يحذّرنا من مجالسة النمامين»

أحمد فؤاد الشطي لـ «الراي»: الابتسامة... آخر صورة التقطت لوالدي في رحلته الأخيرة

تصغير
تكبير

- كان متصالحاً مع ذاته ومع الآخرين إلى حد أنه لم يكن يكتم سراً
- كان يعشق قراءة التاريخ ومشاهدة الأفلام الوثائقية التاريخية
- «عرباوي
- مدريدي» له محاولات كثيرة في الطبخ ونسبة نجاحه في هذا المجال تصل إلى 50 في المئة

لم يترك قصوراً أو كنوزاً، وإنما ترك ابتسامة صادقة، ظلّت عالقة في أذهان أبنائه ومحبيه حتى يومنا هذا...

إنه المسرحي الكبير فؤاد الشطي، الذي يعد أول عربي يُنتخب عضواً في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح، كما تقلّد العديد من المناصب، محلياً وعربياً وعالمياً، وهو منارة ثقافية كبيرة، وعلم من أعلام الإبداع الكويتي.

ففي هذه الزاوية، نسلّط الضوء على حياة الشطي، الإنسان والأب والصديق، ونرَى في عيني ابنه أحمد، كيف عاش أبوه حياته، وبماذا أوصاه قبل الرحيل، وما هي هواياته واهتماماته التي لا يعرفها الجمهور.

• بغض النظر عن كونه والدك، ماذا يعني لك اسم المسرحي الكبير فؤاد الشطي؟

- فؤاد الشطي له إسهامات وإنجازات بالمشهد الثقافي العربي أفتخر بها بصفتي فنان كويتي. وهنا أذكر بعضها، فهو أول عربي ينتخب عضواً في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح وساهم في تأسيس الاتحاد العام للفنانين العرب واتحاد المسرحيين العرب واللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى تحقيقه جوائز كبرى على صعيد الوطن العربي لا مجال لحصرها في بضعة سطور. هو قامة ثقافية فنية كويتية كبيرة لها إنجازات وإسهامات عدة على الصعد المحلية والخليجية والعربية لم تنل حقها من التقدير للأسف.

• ماذا تعلمتم منه على المستويين الفني والشخصي؟

- على المستوى الفني، التدقيق في تفاصيل التفاصيل والإصغاء لكل الملاحظات سواء جاءت من مختص أو متفرج عادي. وعلى المستوى الشخصي الترفع والتسامي عن هفوات وزلات الآخرين، والعمل لخدمة المصلحة العامة، وأدب الاختلاف لكي لا يصل إلى خلاف في العلاقة مع الآخرين.

• كيف كانت علاقته بك، ومع بقية إخوتك؟

- في غالبية الأوقات يكون والدي صديقاً لنا لكنه عند الخطأ شديد جداً. أتصور أنا وأخي الأصغر أوس أكثر من ذقنا هذه الشدة بسبب شقاوتنا في فترة الطفولة والمراهقة سواء في المدرسة أو البيت بعكس أخي الأكبر أسامة الذي كان متفوقاً في دراسته وهادئ الطباع، وشخصياً في السنوات التي تلت مرحلة المراهقة كونت علاقة جديدة مع فؤاد الشطي «علاقة عمل» حين دخلت إلى مجلس إدارة فرقة المسرح العربي بصفتي المشرف الفني، ثم أمين السر في الفترة التي كان يترأس بها مجلس الإدارة، وبهذه العلاقة الجديدة عرفت والدي من زاوية أخرى حين مارست معه أدب الاختلاف الذي رباني عليه، وكنت في هذه الاجتماعات وعموم اللقاءات خارج المنزل أناديه «أبوأسامة». فؤاد الشطي كان أبي وأستاذي في العمل والحياة.

• ما أهم النصائح التي كان يرددها دوماً على مسامعكم، وهل عملتم بها؟

- كان يكره النميمة ويحذرنا من مجالسة النمامين أو الاشتراك معهم بالحديث، حذرنا من الكذب والنفاق وإيذاء الآخرين أو النفس، ويشدد دائماً على قيمة الوفاء... هذه النصائح نسعى للعمل بها طوال حياتنا.

• هل كان والدك يتحدث عن هموم المسرح أمامكم داخل البيت؟

- لا بالمطلق.

• هل ترى أنه قدم لعائلته، كما أعطى لخشبة المسرح وللفن عموماً؟

- نعم وبمنتهى الإخلاص والتفاني سواءً لعائلته الصغيرة أوعموم العائلة الكبيرة. يتابع أدق تفاصيل حياتنا في الدراسة وغيرها من الأمور وحتى وإن أخطأنا وتصرفنا بعكس مشورته لا يتخلى عنا.

• ما هو الإرث الحقيقي - غير المادي - الذي تركه لكم؟

- السمعة الطيبة بلا شك أولاً ومجموعة من أصدقائه الأوفياء.

• من هو كاتم أسرار فؤاد الشطي؟

- فؤاد الشطي كان متصالحاً مع ذاته ومع الآخرين إلى حد أنه لم يكن يكتم سراً.

• ما هواياته واهتماماته التي لا يعرفها الجمهور؟

- كان يعشق قراءة التاريخ ومشاهدة الأفلام الوثائقية التاريخية، «عرباوي - مدريدي»، له محاولات كثيرة في الطبخ ونسبة نجاحه في هذا المجال تصل إلى 50 في المئة.

• من هو صديقه الذي لا يفارقه في الحلّ والترحال؟

- قائمة أصدقاء والدي، رحمه الله، طويلة جداً، لا يسع المجال لذكرها فهو اجتماعي بطبعه، صادق الكثير في أسفاره وكان يستوعب الجميع حتى بهمومهم ويحرص على التواصل مع كل من يعرفه، له ذاكرة رائعة بحفظ الأسماء والأحداث.

• هل تتذكر أغرب موقف حصل معه؟

- تحضر في بالي مواقف عدة، منها مواقف بها الكثير من الجرأة والشجاعة في المقابلات المهمة مع شخصيات كانت في مواقع متقدمة بالمسؤولية، ومواقف تدل على الكثير من التواضع والحكمة.

في المكسيك وتحديداً في مدينة تامبكو سنة 2004 أثناء انعقاد أعمال مؤتمر الهيئة العالمية للمسرح كان على المرشحين لعضوية المكتب التنفيذي للهيئة قبل التصويت أن يقفوا ويلقوا خطبة صغيرة للجمعية العامة، كل مرشح تقريباً ذكر شهاداته وجوائزه المهمة والمناصب العامة التي تقلدها في بلده، وجاءت كلمة فؤاد الشطي مختلفة عنهم كثيراً حيث ذكر أنه كنس خشبة المسرح وباع التذاكر ونظم صالة العرض ومثل على خشبة المسرح وأخرج عروض مسرحية وهو سعيد بتأديته لكل الأدوار السابقة، ومستعد لتكرارها حباً منه لخشبة المسرح، كانت كلمة مؤثرة ولها دلالات كبيرة تفاعل معها أغلب الحضور.

• حين تنظر إلى الجوائز المحلية والعربية والعالمية التي حصل عليها، ماذا تقول في قرارة نفسك؟

- بالطبع أشعر بالفخر والاعتزاز وهذا الشعور يتضاعف عندما أرى مشاعر الحب في أعين من عرفه حين الحديث عنه وأشعر بمشاعر الشوق له في نبرة أصواتهم.

• ما هو الشيء الذي لم يفارقه، حتى يوم وفاته؟

- ابتسامته فقد كانت آخر صورة تم التقاطها له في رحلته الأخيرة تعبر عن ذلك، وعندما أنظر لهذه الصورة أشعر بكثير من الارتياح لأنه حافظ عليها حتى آخر حياته.

• بماذا أوصاك في أيامه الأخيرة؟

- على المستوى الشخصي مثل عادته قبل قيامه بأي رحلة طويلة فقد أوصاني على نفسي والأسرة والقيام بتمثيله بالواجبات الاجتماعية نحو أصدقائه ومعارفه بالمشاركة بالأفراح والأتراح، وعلى مستوى العمل قبل سفره كنا في خضم الإعداد للجمعية العمومية العادية لفرقة المسرح العربي، وبحكم كوني أمين سر الفرقة في وقتها أوصاني بالقيام بالكثير من الإجراءات والترتيبات لعقدها، وسبحان الله هذه المرة كان حديثه حول المسرح به الكثير من الإسهاب وأضاء لي تفاصيل صغيرة كانت غائبة عن ذهني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي