السيول اجتاحت الشوارع والسيارات وأغلقت عدداً من المناطق
«غرقة الربيع»... بسبب 25 دقيقة أمطار!
- استعدادات «الطرق» و«الأشغال» غير الكافية فاقمت الأزمة
أعادت موجة أمطار الربيع الأخيرة إلى الأذهان حصاد فشل هيئة الطرق ووزارة الأشغال الدائم على مدار السنوات الفائتة في التعامل مع هذه الأزمة المتكررة.
25 دقيقة فقط من الأمطار الغزيرة (تلتها وسبقتها أمطار لكن بكميات عادية)، كانت كفيلة بإغلاق 19 نقطة طريق، منها طرق سريعة وأخرى فرعية، وتعريض حياة قائدي المركبات، الذين علقوا بسياراتهم في الأنفاق، لخطر الموت.
كما غرقت الشوارع في مناطق عدة في محافظات العاصمة وحولي والفروانية والجهراء، وتسببت السيول بأضرار في الممتلكات والسيارات.
وعلى الرغم من أن «أزمة الأمطار» أُشبعت بحثاً وتفحيصاً وتمحيصاً من قبل عشرات اللجان التي قدّمت مئات التوصيات والحلول، فإن الواقع دائماً يأتي مغايراً لأمنيات وزراء الأشغال المتعاقبين والقيادات المعنية، فكم من لجنة شُكّلت وكم من قرار اتخذ لمعالجة هذه الأزمة المتكررة من دون جدوى؟!
وفي تفاصيل الكارثة التي وقعت ليل الأحد الماضي، فقد عجزت شبكة تصريف مياه الأمطار، سواء الخاصة بالطرق السريعة أو الفرعية، عن القيام بدورها في تصريف كميات الأمطار التي هطلت لأسباب عدة.
وكشفت مصادر مطلعة أن أبرز هذه الأسباب يتمثل بغياب عمليات الصيانة، مشيرة إلى أسباب أخرى تكون خارجة عن الإرادة كوجود مد بحري يتزامن مع توقيت هطول الأمطار.
وأرجعت المصادر سبب تفاقم الأزمة الرئيسي، والذي أفضى إلى غرق بعض المناطق وقيام وزارة الداخلية بإغلاق عدد من الطرق الرئيسية، إلى عدم استعداد الهيئة العامة للطرق ووزارة الأشغال للحالة المطرية بالشكل الكافي.
وقالت إن «الوزارة لم تشغل محطات سحب المياه ولم تستعن في بداية الحالة المطرية بتناكر سحب المياه، الأمر الذي فاقم المشكلة»، مشيرة إلى وجود العديد من المناطق التي شهدت تجمعات مياه بشكل كبير، فضلاً عن غرق العديد من المناطق الداخلية لسوء شبكة تصريف مياه الأمطار.
وأوضحت المصادر أن «هيئة الطرق طلبت من قطاع المالية في مطلع أغسطس الفائت ميزانية بقيمة 3.2 مليون دينار بصورة عاجلة لتنفيذ أعمال الصيانة، وتفعيل خطة طوارئ الأمطار التي تشمل تنظيف شبكات صرف مياه الأمطار على طول الطرق السريعة، وصيانة البحيرات الموقتة والخزان التأخيري لمنطقة غرب عبدالله المبارك، إلا أن الاستعدادات يبدو أنها لم تتم».
وشددت على ضرورة تحديد أسباب المشكلة والإجراءات التي ستتخذها الوزارة لمعالجة هذه الأزمة المتكررة، وفق خطة زمنية تكون ملزمة بتنفيذها، مع تحديد أوجه القصور التي شابت أداء وزارة الأشغال وهيئة الطرق في التعامل مع الحالة المطرية الأخيرة
الهطول فاق قدرة شبكة التصريف
وفقا لما أعلنته إدارة الأرصاد الجوية، في شأن كميات الأمطار التي هطلت والتي سجلت أعلاها 50 ملم في منطقة الجابرية، فإن معدلات الأمطار التي هطلت فاقت قدرة شبكة تصريف مياه الأمطار الخاصة بالطرق السريعة، التي تتراوح ما بين 25 و30 ملم، وتلك الخاصة بالمناطق الداخلية التي تبلغ 20 ملم.
وعودٌ... ولكن!
سبق لوزيرة الأشغال العامة وزيرة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتورة أماني بوقماز، أن قامت بجولة قبل موسم الأمطار على بعض المواقع الحرجة، من ضمنها منطقة صباح الناصر، حيث وعدت أصحاب المنازل التي تتعرّض دائماً للغرق بإيجاد حلول سريعة لمعالجة المشكلة، حفاظاً على ممتلكات أصحاب هذه المنازل التي تتعرّض للتلف مع كل زخة أمطار، إلا أن الوعود لم تكن كافية لضمان عدم وقوع المشكلة مجدداً.
30407 فتحات تصريف على الطرق السريعة
تنتشر على الطرق السريعة نحو 30407 فتحات لتصريف مياه الأمطار، موزعة على الشكل التالي:
الدائري الرابع: 678
من دوار الشيراتون حتى تقاطع وصلة الدوحة: 3620
شارع محمد بن القاسم (من الدائري الخامس حتى الدائري الرابع): 161
الدائري الخامس: 2450
شارع الغوص: 570
طريق الملك فيصل: 3222
طريق الغزالي: 2199
طريق الصبية: 271
طريق الجهراء: 2629
طريق المقوع: 874
الدائري السابع 512
الدائري السادس: 3588
طريق الفحيحيل: 4917
طريق الملك فهد: 4716
المناطق الجنوبية... خارج النطاق
من حسن حظ وزارة الأشغال وهيئة الطرق أن الموجة المطرية لم تشمل المناطق الجنوبية بغزارتها، مثل بقية المناطق الداخلية والشمالية، وإلا لكانت الأزمة تفاقمت أكثر.