No Script

«Lead The way» شهد حضوراً كبيراً تضمّن مسؤولين حكوميين وقياديين بالقطاع الخاص

300 في المئة قفزة بقيادات بنك الخليج النسائية... آخر 10 سنوات

تصغير
تكبير

- أحمد البحر: ضرورة توفير سبل تمكين حقيقي ومستدام للمرأة وتعزيز دورها قيادياً
- المرأة تواجه عقبات للحصول على فرص متساوية مع الرجل رغم إثبات كفاءتها
- الفجوة في الأجور وغياب الفرص العادلة والتمييز تحديات أمام جهود تمكين المرأة
- سلمى الحجاج: يتعين وضع خطة مدروسة لبلوغ النتائج المرجوة في تمكين المرأة
- الشرق الأوسط يحتاج سنوات طويلة لسد الفجوة بين الجنسين وفقاً للمعدلات الحالية
- التنوع بين الجنسين يزيد الإنتاجية والربحية ويرفع مؤشر الإبداع والابتكار
- خالد مهدي: تستحق الإشادة زيادة القياديات في «الخليج» إلى 28 في المئة
- هيديكو هادزياليتش: يجب الابتعاد عن الصور النمطية وتوفير فرص التدريب
- سنثيا صعب: المساواة بين الجنسين في الاتجاهين وليس للنساء فقط

في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة 2023، انطلقت أول من أمس فعاليات مؤتمر بنك الخليج «Lead The way»، في فندق غراند حياة – مول 360، بحضور لفيف من الشخصيات والمسؤولين في البنوك والقطاع الخاص والجهات الديبلوماسية والحكومية وجمعيات النفع العام.

وشهدت فعاليات الجلسة الرئيسية للمؤتمر، الذي أقيم على فترتين صباحية ومسائية، وسلط الضوء على أبرز التحديات أمام الجهود التي تستهدف دعم وتمكين المرأة، والانعكاسات الإيجابية لذلك على الاقتصاد، من خلال ورش العمل التفاعلية والخطب الملهمة، والحلقات النقاشية المحفّزة للتفكير، حضور رئيس مجلس إدارة «الخليج» جاسم مصطفى بودي، ونائب الرئيس التنفيذي الرئيس التنفيذي بالوكالة وليد خالد مندني، وعدد كبير من قيادات ومسؤولي البنك.

تمكين المرأة

وقال عضو مجلس إدارة «الخليج»، أحمد البحر، في كلمته الافتتاحية خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر إنه «على الرغم من التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في السنوات الأخيرة، فإن المرأة لاتزال تواجه العديد من العقبات في ما يتعلق بالحصول على فرص متساوية بالرغم من إثبات كفاءتها، في مكان العمل».

وأشار إلى أن الفجوة في الأجور بين الجنسين، وعدم حصول المرأة على فرصة عادلة لتولي المناصب القيادية، والتمييز، هي بعض التحديات التي تواجهها المرأة في سعيها لتحقيق التمكين الاقتصادي، منوهاً إلى أن التحديات كانت محل البحث والنقاش وتبادل الخبرات في مؤتمر «Lead the way».

وأضاف البحر «الحضور الكبير في المؤتمر مؤشر واضح على مدى أهمية هذا الموضوع، وضرورة العمل على توفير السُبل كافة لتوفير تمكين حقيقي ومستدام للمرأة والعمل على تعزيز دورها القيادي»، منوهاً إلى أن المسألة تتعلق برغبة المجتمع ومطالباته، وأيضاً الجانب الآخر المهم، وهو العمل على خلق الأفكار الملهمة وتقديم حلول يمكن العمل بها على أرض الواقع حتى نستفيد منها جميعاً.

وأكد حرص «الخليج» على أن تكون الاستدامة المجتمعية محوراً رئيساً ضمن إستراتيجية البنك 2025، والتي وضعت الموظفين في مقدمة أولوياتها، من خلال العمل على تمكينهم وتنمية مهاراتهم، باعتبارهم محوراً رئيسياً لتعزيز اقتصاد صحي شامل ومستدام.

وتساءل البحر: هل تنتهي كل المعوقات والصعوبات أمام المرأة بمجرد الوصول إلى المنصب القيادي؟ وماذا بعد التمكين؟ مشيراً إلى أن المؤتمر يستهدف وضع تصور كامل ونموذج يُحتذى به، للتغلب على المعوقات التي تواجهنا في ما بعد تمكين المرأة، من أجل الحفاظ على مكتسباتها والبناء عليها.

وأفاد بأن أي رؤية لا تتحقق إلا بكوادرنا من النساء والرجال على قدم المساواة، فهم محل فخر واعتزاز، مؤكداً أن تأسيس بيئة عمل أساسها التكافؤ يتم فيها دعم المرأة وتمكينها سيحقق المزيد من الابتكار والنجاح، ويجعل ثقافة العمل صحية بشكل أكبر للجميع، الأمر الذي يساعد على تقدم المجتمع وينعكس إيجاباً على سوق العمل والمستقبل.

ولفت البحر إلى أهمية العمل معاً لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لتحقيق كامل إمكاناتها في الاقتصاد لدعم عجلة تنمية الوطن اقتصادياً.

القيادات النسائية

من جانبها، قالت مدير عام إدارة الموارد البشرية في بنك الخليج، سلمى الحجاج، إن جهود البنك على مدى السنوات العشر الماضية، ساهمت في زيادة نسبة عدد القياديات من النساء بنسبة 300 في المئة تقريباً، إذ ارتفعت نسبتهم من 10 إلى 30 في المئة.

وأشارت الحجاج خلال عرض تقديمي إلى أن التأخير في تمكين المرأة يكبّد الاقتصاد الكويتي الكثير سنوياً بحساب تكلفة الفرص الضائعة، ما يستدعي ضرورة الإسراع في سد الفجوة بين الجنسين، منوهة إلى أن الدراسات تُظهر استمرار جهود تمكين المرأة على ما هي عليه في الوقت الراهن سنوات طويلة في منطقة الشرق الأوسط لسد الفجوة بين الجنسين، مقارنة مع أوروبا و أميركا الشمالية.

وبينت أن التنوع بين الجنسين في بيئة العمل يساهم في زيادة الربحية، والإنتاجية، ويرفع مؤشر الإبداع والابتكار، و قدرة الشركات على الاحتفاظ بالمواهب، وتحسين سمعة المؤسسة، لافتة العديد من الفوائد الاقتصادية من تمكين المرأة، أهمها إضافة موارد بشرية جديدة إلى سوق العمل بإمكانيات وأفكار جديدة، كما أنه يساهم في زيادة إنتاجية المؤسسات والاقتصاد الوطني، ومع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل يزيد حجم الإنفاق في السوق، فضلاً عن أن نيل المرأة حقوقها يساهم في زيادة مستوى السعادة داخل الأسرة والمجتمع.

وأكدت الحجاج أن تمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي يتطلب المزيد من المرونة في التعامل معها ومراعاة ظروفها الاجتماعية والأسرية، فضلاً عن التوجيه من قبل المحيطين بها لتقليص الصعاب التي تواجهها ودعم قدرتها بالتغلب عليها، والتوقف عن ممارسات التمييز على أساس الجنس، كما أنه على المرأة نفسها أن تتصف بالطموح والثقة في قدراتها.

وأوصت بضرورة وضع خطة مدروسة للوصول إلى النتائج المرجوة في دعم المرأة ضمن رؤية الكويت 2035، والتي تتضمن في أحد محاورها تمكين المرأة، مع إجراء تقييم سنوي عليها لتقييم النتائج، والعمل على نشر ثقافة المساواة بين الجنسين، والحرص على التنوع في التوظيف، من خلال تطبيق مفهوم واضح مبني على الكفاءة والقدرة.

جلسة نقاشية

وأدارت نائب المدير العام لعلاقات المستثمرين في بنك الخليج، دلال الدوسري، الجلسة النقاشية بمشاركة أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور خالد مهدي، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيديكو هادزياليتش، وممثل شركة «MasterCard» سنثيا صعب.

وفي بداية الجلسة، قالت هادزياليتش: «التقيت مع العديد من النساء القياديات في الكويت اللاتي لا يتفقن مع مبدأ (الكوتا)، وهو تخصيص نسبة معينة للنساء في المناصب القيادية، وإن كان يمثل حلاً في بعض الأحيان»، مشيرة إلى وجود بعض الحواجز الاجتماعية التي تعوق جهود تمكين المرأة في العديد من المجتمعات، ومن بينها التمييز الذي تعانيه المرأة من المرأة نفسها دون قصد، ومؤكدة أهمية الابتعاد عن الصور النمطية وتوفير فرص للتدريب تساعد النساء على التطور الوظيفي.

من جانبه، أشاد مهدي بقدرة بنك الخليج على زيادة نسبة النساء في المناصب القيادية 300 في المئة إلى 28 في المئة خلال العشر سنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الرقم يتفوق على المؤشر العام للكويت الذي بلغ 21 في المئة.

وأوضح أن تلك الإنجازات تؤكد قدرة القطاع الخاص على تنفيذ السياسات والوفاء بمتطلبات الخطط الوطنية بسرعة أكبر من القطاع الحكومي، مبيناً أن الحكومة يقع عليها العبء الأكبر في التطبيق باعتبارها تسيطر على 80 في المئة من الأنشطة الاقتصادية.

وأكد مهدي أهمية تغيير ثقافة المجتمع نحو مزيد من إيمان الرجال بدور النساء ودعمها، وكذلك دعم النساء للنساء، إلى جانب ضرورة تغيير صورة النساء في المناهج التي تركز على أن دورها داخل المنزل فقط.

بدورها، أفادت صعب بوجود معضلة اجتماعية تتمثل في التمييز بوعي أو من دون وعي، مضيفة «ولكن إذا توافرت السياسات التي تحدد معايير الاختيار، وتوافرت في المرأة معايير الكفاءة والقدرة لن يكون هناك مجال لتفضيل الرجل عن المرأة».

وأشارت إلى أن المطالب المتواصلة بالمساواة بين الجنسين، لا يجب أن تكون باتجاه النساء فقط، فعلى سبيل المثال تحصل الأم على إجازة لمرافقة الطفل، علماً أن الأب يحق له التمتع بالميزة نفسها، وهو ما يُشعره بالتمييز ضده.

ونصحت صعب في حالة شغور منصب وعدم وجود عدد كاف من السير الذاتية للنساء المتقدمات، بالانتظار أو إتاحة فرصة إضافية لتقدم المزيد من النساء، مشيرة إلى أنه «يقع علينا دور توعوي للنساء من الصغر بوجود فرص متنوعة للدراسة والعمل، ليست فقط في التخصصات الطبية والهندسية والأعمال، ومنها على سبيل المثال المشروعات الصغيرة والمتوسطة».

ورشتا عمل

شهد المؤتمر ورشتي عمل: الأولى للنساء فقط، وقدمتها الأستاذة في جامعة الكويت مؤسس شركة «شور للاستشارات» الدكتورة آمار بهبهاني، وناقشت الورشة كيفية حفاظ المرأة على ثباتها العاطفي والجسدي عند الترقي إلى مناصب قيادية. أما الورشة الثانية، فقدمها الخبير الإستراتيجي العالمي ستيف برازيل، حول الطريقة المثلى لتمكين المرأة في مساعدتها على كيفية اتقان أسرار إنشاء هوية قوية ومتميزة خاصة بها، تمنحها القدرة على التنافس والنجاح بشكل أكبر في حياتها المهنية والشخصية.

جهود «الخليج» لدعم المرأة

أشارت الحجاج إلى أن بنك الخليج اتخذ العديد من الإجراءات التي ساهمت بشكل كبير في تمكين المرأة وزيادة نسبتها في المناصب القيادية إلى 28 في المئة، ومن أهمها:

- كان من أوائل شركات القطاع الخاص الكويتية الموقعة على مبادئ تمكين المرأة (WEPs) في عام 2019.

- قرار مجلس الإدارة في نهاية عام 2021 بإلغاء حالات التمييز بين موظفي البنك من الرجال والنساء، وتحقيق المساواة الكاملة بينهم في المزايا الوظيفية.

- إطلاق مبادرة «WOW» في عام 2017 بهدف تمكين ودعم المرأة في عالم الأعمال في مختلف الجوانب، من حيث التدريب والتطوير والترقي الوظيفي.

- التعاون والشراكة مع المؤسسات العالمية والمحلية لتوفير برامج تدريبية نوعية تدعم توجهات البنك الرامية إلى تمكين المرأة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي