الجولة الأولى في لندن توجت بالاتفاق على استضافة الكويت الجولة المقبلة

الكويت وبريطانيا: الحوار الاستراتيجي «خريطة طريق» للمستقبل

تصغير
تكبير

- سالم الصباح: مستوى مرموق بلغته علاقات الصداقة الاستراتيجية والتاريخية القوية
- كليفرلي: حكمة الكويت واتزان سياستها الخارجية يرسخان دعائم الأمن والسلم

لندن - كونا - توجت أعمال الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي، بين الكويت والمملكة المتحدة بالاتفاق على أن يمثل خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً للعلاقات الوثيقة، واستكمالاً للمسيرة الخالدة من التعاون والعمل والشراكة الممتدة منذ 124 عاماً.

والتأمت في العاصمة البريطانية لندن، مساء أول من أمس، أعمال الجولة الأولى لاجتماعات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، برئاسة وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، ووزير خارجية المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية جيمز كليفرلي.

ونقل وزير الخارجية في مستهل اللقاء مع كليفرلي، أطيب تحيات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، إلى ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية تشارلز الثالث، وصادق التحيات من سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، إلى المملكة المتحدة، قيادة وحكومة وشعباً، وتمنياتهم بدوام النماء والرخاء والتقدم والازدهار للمملكة المتحدة وشعبها الصديق.

شراكة 124 عاماً

وأشاد الشيخ سالم الصباح بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين من قوة ومتانة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين، مع التأكيد على أهمية تطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أشمل وأوسع، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين.

واستذكر المحطات التاريخية التي شهدتها مسيرة الشراكة والصداقة والعلاقات الوثيقة، والتي تمتد لأكثر من 124 عاماً، منذ تأسيسها في عام 1899، والتي بُنيت على ركائز الأمن والدفاع وتعزيز الاستثمار وتبادل الثقافة وتكريس التعليم والطب، وغيرها من ميادين التعاون الثنائي، وتجلى فيها الالتزام البريطاني الصلب بالحفاظ على أمن وسلامة الكويت.

كما أثنى الشيخ سالم على متانة التعاون الوثيق القائم بين البلدين في المحافل الدولية المختلفة، معرباً عن تطلعه لمواصلة نسق هذا التعاون على كل الأصعدة، مشيداً بالمستوى المرموق الذي بلغته علاقات الصداقة الاستراتيجية والتاريخية القوية.

حكمة واتزان

من جانبه، أعرب وزير خارجية المملكة المتحدة عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة الوثيقة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع الكويت في جميع المجالات، مشيداً بما وصلت إليه من مستويات رفيعة وعالية، آملاً الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وترسيخ دعائمها على كل الأصعدة.

وأوضح أنه على رغم المتغيرات العديدة والكبيرة التي يعيشها العالم، تشهد علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة المتحدة الكويت تزايداً قوة ومتانة.

كما أشاد بمستوى التواصل والتعاون الدائم بين البلدين على الساحة الدولية، معرباً عن ثنائه بحكمة الكويت واتزان سياستها الخارجية، وبالجهود التي تقوم بها في ترسيخ دعائم حفظ الأمن والسلم في المنطقة.

تعاون في العمل الدولي

وجرى خلال حوار الوزيرين بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر تجاه تكثيف التعاون في مجال العمل الدولي المتعدد الأطراف، وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة آخر المستجدات، في ما يتعلق بعدد من القضايا المهمة، ومن بينها الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومناقشة سبل التعاون في ما يتصل بمسار الدعم الإنساني للمدنيين في أوكرانيا، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

الجولة المقبلة في الكويت

وتوّجت أعمال الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي، بالاتفاق على إنشاء الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي يعتبر تدشيناً لحوارات استراتيجية عديدة، وخريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً للعلاقات الوثيقة بين البلدين، واستكمالاً للمسيرة الخالدة من التعاون والعمل المشترك، وترجمة للتطلعات الطموحة الثنائية، وتحقيقاً للرؤية المشتركة لقيادتي البلدين، نحو آفاق أوسع ومستقبل أرحب، يعكس تلك التطلعات، ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.

وأعرب الجانبان عن التطلع المشترك لعقد الجولة الثانية من الحوار في الكويت خلال العام المقبل.

تعزيز الشراكة المالية والاستثمارية

سالم الصباح خلال المباحثات مع اللورد دومينيك جونسون

وأجرى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، جلسة محادثات مع وزير الدولة للاستثمار في وزارة التجارة الدولية اللورد دومينيك جونسون، وعدد من كبار المسؤولين البريطانيين، شملت استعراض علاقات الشراكة الاستراتيجية وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف القطاعات المالية والاستثمارية الحيوية، ومناقشة الفرص الواعدة واستكشاف ميادين التعاون.

واستذكر الجانبان مجمل إنجازات البلدين الزاخرة في تحقيق نمو مطرد من التعاون والشراكة في شتى المجالات الحيوية والمهمة، لاسيما الاقتصادية والاستثمارية، وكذلك ما حققته الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة من نمو ثابت منذ تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن عام 1953، والذي يشهد هذا العام مناسبة مرور 70 عاماً من النجاحات المتعددة، الأمر الذي يعكس العلاقة الخاصة والمتميزة للكويت والمملكة المتحدة.

وأكد الجانبان حرصهما المتبادل لتشجيع وتنمية الشراكة الاقتصادية والاستثمارية واستكشاف المجالات الجديدة التي تواكب التطور التقني في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة والفرص الحيوية الواعدة للاستثمارات طويلة المدى في هذا الإطار والانطلاق بالشراكة الاستراتيجية إلى آفاق أرحب وأكثر شمولية بما يعود بالمنفعة المشتركة للبلدين وشعبيهما.

محادثات سياسية وأمنية

وزير الخارجية مع مستشار الأمن القومي

كما التقى وزير الخارجية، مستشار الأمن البريطاني السير تيم باور، حيث جرت مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم جهود إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وبحث مجالات التعاون المتعددة، بما يعزز المصالح المشتركة ويعود بالمنفعة على البلدين وشعبيهما ويعزز التعاون المشترك لحفظ الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.

لقاءات في مجلسي العموم واللوردات

وزير الخارجية ورئيس مجلس العموم

وفي لقاءين منفصلين، اجتمع وزير الخارجية مع رئيس مجلس العموم السير ليندزي هويل في مقر البرلمان البريطاني، ومع نائب رئيس مجلس العموم السير ناجيل إيفانز، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية أليشا كيرنز، ورئيس المجموعة البرلمانية في مجلس اللوردات ومجلس العموم للعلاقات مع الكويت النائب رحمن تشيشتي.

ونقل وزير الخارجية في اللقاءين تحيات قيادة وحكومة وشعب الكويت إلى المملكة المتحدة قيادة وحكومة وشعباً وتمنياتهم بدوام النماء والرخاء والتقدم والازدهار للمملكة المتحدة وشعبها الصديق.

وتم خلال اللقاءين استعراض أواصر العلاقات التاريخية والروابط العميقة بين الشعبين والجهود المبذولة لتعزيز المسيرة التاريخية للعلاقات الوثيقة. كما تم بحث أطر تعزيز العمل المشترك في مختلف المجالات وسبل تنمية روابطه على جميع الأصعدة لاسيما استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة وتعزيز دور المرأة والتنمية المجتمعية ودعم الشباب وتبادل الخبرات في مجالات الأمن السيبراني والتقنيات المستحدثة للتعامل مع تغير المناخ ومواجهة تبعاته. كما جرى تناول الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية.

إغلاق بوابات قصر برج لندن
عقب جلسة المحادثات الاقتصادية، شارك الشيخ سالم الصباح بحضور اللورد دومينيك جونسون، وعدد من كبار المسؤولين البريطانيين في مراسم حفل إغلاق بوابات قصر برج لندن ( Ceremony of the Keys) والتي تعتبر أحد أبرز المراسم التاريخية للملكية البريطانية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي