«الراي» تجوّلت في كواليس حفل ختام «القرين» الثقافي

حنين إلى زمن مضى... وذكريات أدمعت عيون روّاد الطرب الأصيل

تصغير
تكبير
| كتب مفرح حجاب |
تحولت كواليس البروفات التي سبقت حفل ختام الدورة السادسة عشرة لمهرجان القرين الثقافي، والتي حضرها رواد الغناء والتلحين والشعر وجيل الزمن الجميل الى ملحمة حب حقيقية اعادت الى الاذهان طبيعة تعامل ذلك الجيل، حيث طغى العناق والبكاء على الأجواء، لاسيما ان هذه البروفات والكواليس جمعت هذا الجيل بعد فراق طويل كان سببه التغيرات والتحولات التي اصابت الطرب الجميل الصادق بالعزلة والغربة في آن واحد لدرجة ان الناس كادت ان تنسى هذا الجيل الذي رسخ وأسس الغناء وطقوسه الجميلة، هذه الكواليس جمعت الآحباب والمحبين لصاحب الفرح وصاحب التكريم الفنان عبدالمحسن المهنا، فكان الفنان البحريني احمد الجميري وصالح الحريبي، وسليمان الملا والشاعر يوسف ناصر، واحمد الشرقاوي، والملحن انور عبدالله والفنان محمد البلوشي، وناصر الرغيب، وفواز المرزوق والممثل حسن البلام، بالاضافة الى الفنان يوسف المهنا شقيق المحتفى به، الجميع يفكر ويقرأ ويحاول ان يساهم ويقدم شيئاً الى المهنا في يوم تكريمه في ظل متابعة وحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي ومحمد العسعوسي المشرف على هذا الحفل، فيما كانت الفرقة الوطنية بقيادة المايسترو محمد باقر تستعد لاجراء البروفات كان رفقاء الدرب يتحدثون ويتذكرون ايام الزمن الجميل وكيفية اعادته مرة اخرى بعدما سيطر الصخب والتهجين والتغريب على الاغنية الخليجية والعربية معا، فنون «الراي» كانت هناك واقتربت قليلا من رواد هذا الجيل وتحدثت معهم عن هذه المشاركة واحوال الغناء بشكل عام.
الفنان البحريني احمد الجميري اكد انه ارتبط بهذا الجيل منذ الستينات حين كانوا يلتقون في الحفلات ودورات كأس الخليج، وقال كان ملتقانا عبارة عن مجلس نعمل من خلاله على تطوير الاغنية الكويتية والخليجية، لكن هذا الزمن ذهب مع ذهاب المسؤولين الذين كانوا يحبون الطرب الجميل اذا ما وضع في الاعتبار ان جيلنا هو من اسس الغناء في هذه المنطقة، مشيرا الى ان غالبية هذا الجيل اصبح ليس لديه شيء سوى معاش التقاعد والكلمة الطيبة التي يستمع اليها سواء من الجمهور او المسؤولين لان القليل من ابناء هذا الجيل الذي انتبه واسس شيئاً آخر غير الفن للاعتماد عليه بعدما تحول الفن الى تجارة، وذلك ما جعل هذا الجيل يشعر انه ظلم.
واضاف: ان مشاركتي في ليلة عبدالمحسن المهنا تعد وساماً على صدري لان هذا التكريم هو تكريم لكل هذا الجيل.
اما الشاعر يوسف ناصر فقد عبر عن سعادته لمشاركته وتواجده مع عمالقة هذا الزمن وقال: الاغنية الطربية الاصيلة تواجه تحديات كبيرة بعدما توقفت شركات الانتاج عن العمل.
بينما قال الملحن انور عبدالله: ان تواجدنا مع المهنا في يوم تكريمه هو اقل ما نقدمه لفنان كان سفيراً لبلده في الوقت الذي تخلت فيه وزارة الاعلام عن دعم الاغنية الكويتية الاصيلة، وفي ظل هذه الظروف لن يكون هناك جيل جديد للاغنية الكويتية مالم تبادر وزارة الاعلام بدعم الاغنية.
الفنان صالح الحريبي اكد انه صاحب فكرة تكريم الفنانين الرواد منذ الدورة الاولى والثانية، وذكر ان هذا التكريم للجميع، كما أكد أن الطرب مازال موجودا والجيل الجديد يستمع الى الاغاني الجميلة واتمنى ان يفعلوا ما يريدون لكي يحافظون على التراث.
لكن الفنان عبدالكريم عبدالقادر اعتبر ان «جيل الأصالة» لن يتكرر في ظل الصخب الذي اصاب الاغنية الخليجية والعربية، وقال ان الاعلام قد تناسى ذلك الجيل ولم يعد يركز عليه كثيرا لكني اتمنى ان نحافظ على الطرب الحقيقي، منوها الى انه طرح خلال الاسبوع الماضي البوما جديدا في الاسواق.
اما الفنان سليمان الملا فقال: ان هذا الجيل من الفنانين هو من اخلص للاغنية والتراث لانه كان يقدم فنا صادقا ونحن سعداء بالالتفاف حول عبدالمحسن المهنا في يوم تكريمه.
واضاف الملا: ان القرصنة في الانترنت كان لها السبق في ضرب الغناء والتأثير على تسويقه والدليل اننا اصبحنا نشاهد الشركات تقوم بتسريح مطربين لهم معجبون ومحبون، ما جعل الفنان الحقيقي لم يعد قادرا على مواجهة ما يحدث وان الاغنية في خطر حقيقي ولن تعود مرة اخرى الى عصرها مالم تتدخل الجهات الحكومية في بلدان الخليج.
الفنان محمد البلوشي اعتبر ان غياب جيل الرواد عن الساحة الغنائية يعد خسارة كبيرة، وقال: لقد تعاملت مع هؤلاء الفنانين ومع غيابهم اجد ان «الطبخة» الجميلة للاغنية لم تعد موجودة، لاسيما ان هؤلاء الفنانين هم من ادخلوا الالوان الغنائية والجمل الشرقية الجميلة، متمنيا ان يكون هناك اهتمام حقيقي بهوية الاغنية الكويتية والخليجية لتعود الى ما كانت عليه.
اما الاعلامي بدر المضف فقد اكد ان هذا الفن كان متميزا في السابق لان وزارة الاعلام والمسؤولين كانوا يتابعون، وقال ان الرويشد وعبدالكريم وغيرهما من الفنانين خرجوا من رحم وزارة الاعلام لانها كانت تدعم الطرب الجيد، لكن الطرب الآن صار اشبه بالوجبات السريعة بعدما تخلت الاجهزة الاعلامية عن دورها في دعم الغناء الجيد، مشدداً على ان تلفزيون الكويت يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية.
ودعا تلفزيون الكويت والفضائيات الكويتية الى دعم الطرب الكويتي الاصيل من اجل المحافظة على هوية الاغنية الكويتية وخلق جيل جديد يحمل الراية من جديد.
اما الفنان يوسف المهنا فقال: ان شهادتي مجروحة في اخي عبدالمحسن لان تاريخه مع الغناء والفن يمتد الى 40 عاما لكني أكتفي بالقول إنني سعيد بهذا التكريم.
المخرج خالد بوحمد اكد ان الحفل سيعرض على قناة العربي بشكل جيد وعملنا على اخراجه بشكل يليق بهذا الفنان وعطائه، بينما اوضح مهندس الصوت وليد النجادة الى ان هناك اغنية ستقدم بطريقة «البلاي باك» والامور تمت بشكل جيد.
محمد السنعوسي عضو اللجنة العليا للمهرجان والمشرف على ليلة عبدالمحسن المهنا اكد ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وضع امكانات كبيرة من اجل ان تخرج هذه الليلة بحلة جيدة، وقال: نحن حريصون ان يكرم هذا الجيل بالشكل الذي يليق به بعدما اصبح هذا التكريم سنة حميدة للنهوض بالأغنية الكويتية.
اما المحتفى به الفنان عبدالمحسن المهنا فقد اعرب عن سعادته بتكريمه وهو على قيد الحياة، وقال: كنت مشتاق الى ان يتم تكريمي وأنا على قيد الحياة واتمني ان يمتد هذا التكريم الى فنانين آخرين يستحقون التكريم من الجيل الجميل الذي كان يتنافس من اجل تقديم طرب جيد للناس.
مشيرا الى انه راض تماما عما حققه في الفن.
وعن اهم التعاونات في حياته اوضح انه هناك الكثير من زملائه لهم فضل كبير عليه، لاسيما الفنان يوسف المهنا ويوسف دوخي وغنام الديكان، متمنيا ان يخرج جيل جديد يعطي للاغنية الكويتية كما اعطى الجيل القديم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي