انهيار «سيليكون فالي» يضع «الفيديرالي» أمام خيارات صعبة
كتبت صحيفة «الغارديان» في معرض تعليقها على أزمة البنوك الأميركية أنه كان من الطبيعي أن يعيد انهيار بنك سيليكون فالي إلى الأذهان ذكريات سبتمبر 2008 عندما أدى إفلاس مصرف «ليمان براذرز» إلى انهيار في السوق وركود اقتصادي عالمي وتخفيضات غير مألوفة لأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية.
وأضافت أن المخاوف من أن «سيليكون فالي» ليس البنك غير المنظم الوحيد الذي يشعر بتأثيرات أسعار الفائدة المتصاعدة أدت إلى إعادة التفكير بما سيحدث الآن لتكاليف الاقتراض.
وهذا يتوقف على ما إذا كان ما يحدث تكرار لتجربة «ليمان براذرز» أو لانهيار سوق الأسهم 1987 أو أزمة «لونغ تيرم كابيتال مانيجمنت» عام 1998 التي أدت إلى أضطراب موقت في الأسواق.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كرد فعل على تلك الأزمات بادر مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي إلى إجراء تخفيضات على أسعار الفائدة تبين أنها لم تكن ضرورية.
ولكن حقيقة أن الانهيار الحالي يأتي في وقت لا يزال فيه معدل التضخم مرتفعاً في الولايات المتحدة ما يسبب صداعا مؤلماً للاحتياطي الفيديرالي وأيضا لبنك إنجلترا المركزي والبنك المركزي الأوروبي.
وأوضحت «الغارديان» أنه في الظروف العادية كان الاحتياطي الفيديرالي سيواصل دون تردد رفع أسعار الفائدة، وهذا ما ألمح إليه رئيس البنك جيروم بأول في الاسبوع الماضي عندما قال إن زيادة جديدة على سعر الفائدة بواقع 0.5 نقاط مئوية أمر لا مفر منه.
ولكن كما تشير الصحيفة كان ذلك قبل أزمة «سيليكون فالي» ورد الفعل السيئ لأسواق المال على انهيار أكبر 16 مصرفا في أميركا.
ونقلت الصحيفة عن بيتر واربيرتون من مجموعة «إيكونوميك بيرسبيكتيفز» اعتقاده بأن هنالك مبرراً لقلق الأسواق لأن الاحتياطي الفيديرالي أساء تقدير تأثير قراره برفع أسعار الفائدة وفي الوقت ذاته بيع سندات بموجب ما يعرف بـ «التشدد الكمي».
والواقع أن الأسواق تعتقد أن احتمالات رفع أسعار الفائدة بواقع 0.5 نقاط مئوية في وقت لاحق من هذا الشهر خلال اجتماع الاحتياطي غير واقعية وأن الخيار سيكون بين ارتفاع بواقع 0.25 نقطة أو لا شيء.
وسيأخذ رفع الفائدة الأميركية من أعلى من الصفر بقليل إلى 4.5 – 4.75 في المئة وقتاً لكي يحدث مفعوله.